يشعر الكثير من الأطفال بالحماسة لقدوم شهر رمضان، لا سيّما أولئك الذين يصومون للمرة الأولى. ورغم أن الكثيرين منهم لا يجبرهم أهلهم على الصيام نظرًا إلى صغر سنّهم، فإنهم يصرّون على الصيام. فهل يدركون معناه؟ وكيف يمكن الأهل شرح معنى هذا الشهر الفضيل لطفلهم الصغير؟ وكيف يمكنهم تعويده على الصوم؟
ترى الإختصاصية في علم النفس التقويمي لمى بنداق أن الطفل عمومًا في العالم العربي والإسلامي معتاد على مفهوم الصيام ومشهد رمضان وطقوسه في المنزل، حين يرى أهله يصومون خلال هذا الشهر ويسمع مديحهم له ولأهميته، فتتكوّن لديه رغبة في الصيام مثلهم وفي سن مبكرة.
كيف يحفّز الأهل أبناءهم على الصيام؟
بأن يكون الأهل القدوة الحسنة، فالطفل الذي ينشأ في أسرة تصوم سيسعى لتقليد أهله، وهو بالتأكيد مختلف عن طفل ينشأ في بيئة لا تصوم. فمرحلة الطفولة هي مرحلة إعداد و تدريب وتعويد.
على الوالدين أن يربيا أولادهما على محبة شهر رمضان المبارك، ويرغبانهم في صومه وذلك بذكر الأجر الذي أعده الله للصائمين في الجنة وأن الصوم لله، وشرح ذلك بأسلوب لطيف وبسيط، وعرض مشوق يتناسب مع مستوى تفكيرهم.
التربية الروحية، الإيحاء للأولاد من خلال طريقة الحديث والتعامل معهم بقدرتهم على تحمل المسؤولية وإرادتهم القوية. والتفسير أن الصوم في الإسلام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب وانما أيضا الإبتعاد عن الأعمال والأقوال غير المقبولة، وكذلك الابتعاد عن الشهوات أثناء الصيام ولتزكية النفس وتهذيبها، والإكثار من أعمال الخير. فعلى الولد أن يدرك أن شهر رمضان فرصة عظيمة وأيام فضيلة لا بد من الإستفادة منها.
ما هي الخطوات العملية التي يمكن الأهل تطبيقها لكي يصبح الصيام عادة لدى الأبناء؟
الحديث عن فضائل الصيام وأنه سبب مهم من أسباب دخول الجنة، وأن في الجنة باباً يسمى الريان يدخل منه الصائمون.
التعويد المسبق على الصيام، كصيام بضعة أيام من شهر شعبان.
صيام فترة محددة من النهار، وزيادة المدة يومًا بعد يوم تبعًا لقدرة الطفل على التحمّل.
التحضير للسحور كما التحضير للإفطار، أي الجلوس حول مائدة السحور.
الثناء على الطفل الصائم أمام الأقارب كالعم والخال والجد، فمن شأن ذلك أن يرفع معنوياته ويدعم الرضا الذاتي.
مساعدة الوالدة في تحضير مائدة الإفطار.
زيارة الأسر التي يصوم أولادهم الصغار، فيكون تشجيعاً للطفل على الصيام بصورة غير مباشرة.
مكافأته من خلال إعطائه حرية إختيار الأطعمة أو الحلويات، أو الفواكه، أو العصائر.
اصطحاب الطفل إلى الجامع لأداء صلاة العشاء والتراويح.
جعل المراهق يشارك في الجمعيات الخيرية التي تنظّم خيم إفطار رمضانية للفقراء وأصحاب السبيل، فهذا يعزز عنده الشعور بأهمية العطاء من دون حساب ومساعدة الفقراء.
[email protected]