تطمح بلجيكا العائدة إلى كأس العالم بعد غياب 12 عاماً إلى ضمان بطاقة تأهلها إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل 2014 عندما تواجه روسيا السبت في الجولة الثانية من الدور الأول على ملعب "ماراكانا" في ريو دي جانيرو.
وسبق لبلجيكا أن حققت فوزاً صعباً على الجزائر 2-1 في الجولة الأولى وتعادلت روسيا مع كوريا الجنوبية1-1، فبحال فوز لاعبي المدرب مارك فيلموتس سيرفعون رصيدهم إلى 6 نقاط ويضمنون بالتالي احتلال المركز الأول أو الثاني.
وقلبت بلجيكا تخلفها أمام الجزائر إلى فوز 2-1 بهدفي مروان فلايني الذي رشح بلاده لإحراز اللقب ودرييس ميرتنس، لتكون المرة الثانية التي تقلب فيها تخلفها 0-1 إلى فوز في 22 مباراة في المونديال بعد الأولى ضد الاتحاد السوفياتي في 1986 عندما فازت 4-3.
وتوجت بلجيكا بنجاح عودتها إلى البطولات الكبرى للمرة الأولى منذ مونديال 2002 اذ غابت بعدها عن نهائيات 2006 و2010 وعن كأس أوروبا 2004 و2008 و2012.
من جهتها، تعول روسيا على خبرة مدربها الإيطالي العنيد فابيو كابيلو للتأهل لأول مرة في عهدها الحديث إلى الدور الثاني، بالاضافة إلى بحثها عن وضع أسس صحيحة قبل استضافتها لنهائيات نسخة 2018.
ولم يسبق للمنتخب الروسي "الجديد" الذي تبقى افضل انجازاته منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي وصوله إلى الدور نصف النهائي من كأس أوروبا 2008، أن تخطى الدور الأول من كأس العالم وهو شارك في البطولة الأكثر شعبية في العالم مرتين فقط بكينونته الحالية عامي 1994 و2002.
والتقى المنتخبان أول مرة عام 1970 في مونديال المكسيك ففاز الاتحاد السوفياتي 4-1 في الدور الأول، وكرر ذلك في الدور الثاني من مونديال اسبانيا 1982 بهدف وحيد للارميني خورين أوهنسيان، عندما كان الفائز يضم في تشكيلته الحارس العملاق رينات داساسييف، أناتولي دمياننكو والأسطورة اوليغ بلوخين.
لكن المواجهة المثيرة بينهما كانت في ربع نهائي مونديال المكسيك وانتهت بتأهل بلجيكا إلى المربع الذهبي 4-3 بعد التمديد. وتقدم السوفيات عبر ايغور بيلانوف، ثم عادل انزو شيفو الأرقام، قبل أن يضيف بيلانوف الثاني قبل ثلث ساعة على نهاية الوقت الأصلي لكن لاعب الوسط يان كولمانز أرسل المباراة إلى شوطين اضافيين، حيث سجل ستيفان ديمول الهدف الثالث لبلجيكا وأضاف نيكو كلايسن الرابع، فلم تكن ثلاثية بيلانوف مفيدة في الدقيقة 111.
وفي اللقاء الأخير بينهما وتحت اسم روسيا هذه المرة، خسرت الأخيرة 2-3 في مونديال 2002 ووقتها سجل فيلموتس، المدرب الحالي، الهدف الأخير بعد دقائق مشتعلة في نهاية اللقاء. واللافت أن الفريقين غابا بعد ذلك عن النهائيات في نسختي 2006 و2010.
ويعول "الشياطين الحمر" في البرازيل على جيل ذهبي شاب باستطاعته الذهاب بها بعيداً على غرار ما حققته في نسخة 1986 في المكسيك حين حلت رابعة او نهائيات كأس أوروبا 1980 حين وصلت إلى النهائي.
وتتركز الأنظار مجدداً على مهاجم تشيلسي الإنكليزي ادين هازار، الذي قال عنه مدربه "بإمكان إدين أن يكون من بين أحسن خمسة لاعبين في العالم. فهو يمتلك جميع المؤهلات لذلك!". لكن تصريحات فيلموتس اختلفت عن تلك المتحفظة والمعتدلة التي عهدناها منه خلال المؤتمرات الصحفية المنعقدة قبل المباريات، كما أنها حادت عن اللهجة المعتادة لهذا المدرب القلق حيال الانتقاص من شأن "الجيل الذهبي" والتوقعات بشأن فرص فريقه على المنافسة للفوز بالكأس.
كان هازار متفاجئاً من تصريح اللاعب الدولي السابق: "حقاً؟ هو قال ذلك؟ لا أحب الحديث عن شخصي بهذه الطريقة أبداً لأنني وبصريح العبارة لا أعتقد أنني أستحق ذلك في الوقت الحالي، إذ يتعين علي في البداية تسجيل المزيد من الأهداف لأكون من بين أحسن خمسة لاعبين في العالم، ويجب أن أسجل في كل مباراة تقريباً لأن ذلك ما يفعله أحسن اللاعبين في العالم خلال كل موسم، على غرار ميسي ورونالدو، الذي يتطلع أي لاعب لبلوغ مستواهم. إنه لطف كبير أن يقول المدرب ذلك ولكنني لا أوافقه الرأي".
وكانت تغييرات المدرب مارك فيلموتس ملفته في مباراة الجزائر، فبعد 5 دقائق على دخول الفلايني سجل هدف التعادل ونجح البديل الآخر مرتنس في خطف هدف الفوز قبل النهاية بعشر دقائق.
وقال فيلموتس: "كتبت على لوحة غرفة الملابس: البدلاء سيصنعون الفارق. وهذا في الواقع ما حصل. منذ استلامي مهامي بدلت كلمة "أنا" بكلمة "نحن". اللاعبون الـ23 سيشاركون في تحقيق النتائج".
ويعاني قائد الدفاع فنسان كومباني من "تمدد بسيط في أعلى فخذه" ولم يتدرب الخميس مع الفريق بحسب المدرب فيلموتس، وذلك بعد يوم على غياب النجم ادين هازار عن التمارين بسبب رضوض في اصبع قدمه.
وعن سبب ابقائه على قوة الفلايني الرأسية، سرعة ديفوك أوريجي ومرتنس على مقاعد البدلاء، قال فيلموتس: "لست آسفاً على تفضيل موسى دمبيلي، روميلو لوكاكو وناصر الشاذلي. اعتمد هذا التكتيك على ارهاق اللاعبين الجزائريين من خلال لاعبين قادرين في المحافظة على الكرة. من بعدها، قررت بالفعل اضافة القوة مع الفلايني".
على الطرف الآخر، عوض المهاجم المخضرم ألكسندر كيرجاكوف هفوة فادحة لحارس مرمى منتخب بلاده ايغور اكينفييف ومنحه التعادل أمام كوريا الجنوبية 1-1 الثلاثاء في كويابا.
سجل كيرجاكوف مهاجم زينيت سان بطرسبورغ هدف التعادل بعد دقائق على ارتكاب الحارس الخبير اكينفييف واحدة من افدح اخطاء النهائيات حتى الآن في منتصف الشوط الثاني عندما افلت الكرة من بين يديه وسكنت الشباك.
ودافع كابيلو، مدرب انكلترا في مونديال 2010، عن اكينفييف: "كما يخطئ لاعبون آخرون في اهدار ركلات الجزاء، يمكن أن يخطئ حراس المرمى أيضاً".
وتابع "دون فابيو" الذي مدد ارتباطه بالمنتخب الروسي حتى نهاية مونديال 2018: "يمكن تقبل خطأ من حارس رائع مثل اكينفييف، وأنا سعيد جداً بمستواه".
أما الحارس الروسي فاعترف بما فعل قائلاً "انه خطأ يرتكبه أطفال وأنا أتحمل كامل المسؤولية"، مضيفاً "ان حارس مرمى المنتخب الوطني لا يجب أن يرتكب مثل هذه الأخطاء".
وسيتوجه الملك البلجيكي فيليب لمشاهدة المباراة بحسب ما ذكر القصر الملكي.
[email protected]