قامت آليات وجرافات الهدم والدمار بحماية من الشرطة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بهدم بيت في قرية أبو قرينات وتجريف أراض زراعية تعود للمواطنين في قرية رخمة، مسلوبة الاعتراف، بمنطقة النقب.
وتسود حالة من الغضب والاستنكار العارمين بين صفوف المواطنين في منطقة النقب، في ظل معاناتهم من سياسة هدم ممنهج ومستمر تريد من خلاله السلطات الإسرائيلية تهجير القرى العربية الفلسطينية التي تسلبها الاعتراف وتحرم أهلها من أبسط الخدمات الحياتية.
واعتبرت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب أن قيام قوات الهدم والخراب، اليوم، بحملة واسعة لحرث أراضي أهلنا في قرية رخمة وإتلاف المحاصيل الزراعية، محاولة رخيصة وعنصرية أخرى من قبل اليمين المتطرف الإسرائيلي لاستهداف وجودنا العربي في النقب، ولكن الصمود الأسطوري لأهلنا في رخمة وعبدة والبقار وكل قرى الصمود والتحدي سيحبط هذه السياسة العنصرية لا محال.
وأكدت اللجنة في بيان أصدرته، اليوم، إننا أصحاب الأرض الشرعيين ونحن من سيعمرها ويحافظ عليها للأجيال القادمة بعون الله. الحملة السلطوية علينا قوية وشرسة، ولكن إيماننا بعدالة قضيتنا وشرعية وجودنا وأن المستقبل لنا والظلم إلى زوال هو ما يمدنا بالقوة للصمود والتحدي رغم كل الممارسات غير الإنسانية وغير الأخلاقية للسلطة ضدنا بأذرعها المختلفة. ستبقى رخمة صامدة أبية رغم أنف كل حاقد عنصري.
وتفتقد قرية رخمة النائية أدنى الخدمات الأساسية، الصحية والتعليمية والتحتية، بالإضافة للمعاناة المستمرة هناك منذ عشرات السنين، والمتمثلة بهدم عشرات البيوت فيها من أجل تهجير سكانها والاستيلاء على أرضهم التي تسعى المؤسسة الإسرائيلية لضمها إلى بلدة يروحم اليهودية المجاورة للقرية، بحسب السكان.
وبين قرية رخمة العربية ويروحم اليهودية أقل من 3 كيلومترات، لكن في الواقع هناك مسافة لا تقاس بالأمتار، بل تقاس بميزان الظلم والعدالة أو بميزان الأصيل والطارئ، فهي هنا بعيدة عميقة مليئة بالآلام والإجحاف والحرمان والعنصرية والتمييز.
تقع قرية رخمة مسافة 2-3 كيلومترات شمالي غربي بلدة يروحم من كلا جانبي شارع 204، يبلغ عدد سكان القرية حوالي 1500 نسمة، بعض سكان القرية يسكنون القرية منذ أجيال والبعض منهم نقلوا للمنطقة بواسطة الدولة في العام 1956 من منطقة عبدة، وتعود تسمية القرية إلى بئر موجودة فيها.
وأبو قرينات هي قرية عربية تاريخية موجودة في مكانها قبل قيام الدولة. تقع القرية جنوبي شارع 25 بالقرب من مفرق عرعرة النقب، يسكن القرية حوالي 2700 مواطن. قررت الحكومة الاعتراف بالقرية عام 1999 واليوم تقع القرية ضمن نفوذ المجلس الإقليمي واحة الصحراء. اسم القرية مأخوذ من اسم العشيرة التي تسكنها. في القرية خمسة بيوت من طين وحجر قديم كذلك خمسة آبار ومغارتين ومقبرتين تاريخيتين.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تعترف بنحو 46 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.
وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.
[email protected]