عقدت كلية الدراسات العليا في مقر الجامعة العربية الامريكية في رام الله، وبالشراكة مع مؤسسة تعاون لقاءً تدريبيا بعنوان "حل الصرعات بين النظرية والممارسة"، استهدف طلبة ماجستير حل الصراعات والتنمية، بهدف تعزيز مهاراتهم، وترسيخ مفاهيم وأدوات حل الصراع لديهم.
وقدم اللقاء، المدير التنفيذي لمؤسسة تعاون هاني سميرات، الذي عبر عن سعادته بزيارة الجامعة في رام الله، ولقاء طلبة الماجستير، واكد الجامعة العربية الامريكية تقوم بدور ريادي في استحداث تخصصات متميزة في البكالوريوس والماجستير تلبي احتياجات السوق المحلي والعربي، من ضمنها ماجستير حل الصراعات والتنمية الذي نسعى من خلاله لترسيخ مفاهيم وأدوات حل الصراع والتنمية.
واكد على أهمية دور المؤسسات الاكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني في ادماج مفاهيم السلام والحوار والمصالحة واللاعنف في برامج وخطط وسياسات المؤسسات الفلسطينية العامة والخاصة، وتحدث عن التحديات والمشاكل الكبيرة التي واجهت مؤسسة تعاون في فترة نشأتها من عام 2002 الى عام 2007، خاصة من حيث المفاهيم المتعلقة بحل الصراعات وارتباطها في الوعي الفلسطيني بشكل مباشر مع مفاهيم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واعتبارها شكل من اشكال التطبيع، موضحا ان الحقيقة هو ان هذه المفاهيم تخص المجتمع والحكومة الفلسطينية وادوات حل الصراعات المجتمعية داخل السياق الفلسطيني لان المجتمع الفلسطيني بمستوياته وأطيافه وتركيباته السياسية والاجتماعية يعاني من أشكال مختلفة من الصراعات والنزاعات التي يجب أن تحل بشكل سلمي وغير عنفي.
خلال اللقاء، قدم سميرات حالات وامثلة عملية تساعد في تعريف الصراع، مشيرا الى ان هناك وجهتي نظر مختلفتين حول مفهوم الصراع من طرفي الصراع، وبين ان القاعدة الاولى في حل الصراعات هي التركيز ومحاولة فهم الصراع وعدم تقليد الاخرين بآرائهم قبل البدء في اخذ تصور سلبي، والتصرف على أساسه، خاصة ان مفهوم الصراع ما زال يأخذ الجانب السلبي في نظر المجتمع الفلسطيني الامر المعكوس في كثير من الاحيان على آراءنا وخياراتنا وتفكيرنا وأسس التحليل من اجل الخروج بحلول عملية واقعية غير مكلفة.
واثار اللقاء قضية مهمة وهي ان جوهر المشكلة يقع في سياق الصراع وليس في مفهوم الصراع نفسه، وبالتالي فان المطلوب هو تغيير وجهة نظرنا لمفهوم الصراع والنظر اليه بإيجابية من خلال فهم لب الصراع وجوهره واعتباره فرصة لإحداث التغيير الايجابي وإيجاد حلول بديلة لحله ضمن المعادلات المجتمعية والظروف العامة التي تعيشها حالة الصراع بغض النظر عن طبيعتها ومكنوناتها، لان الصراع له جوانب مضللة واخرى اسيء فهمها، ولذلك فانه من طبيعة الانسان ان يحصر تفكيره في طرق حل الصراعات بطرق عنفيه، مستبعدا بشكل تلقائي وعفوي الخيارات والبدائل الأخرى قليلة الثمن والتكلفة.
تم خلال اللقاء طرح أمثلة عملية ودراسة حالات مختلفة من الميدان ومن سياق عمل مؤسسة تعاون خاصة مع الاسرة والشرطة والبلديات وغيرها من المؤسسات العامة والخاصة، وتفاعل طلبة المساق بشكل إيجابي مع أساليب تحليل الصراع.
وكان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة ومدرس المساق الدكتور ايمن يوسف، قد رحب في بداية اللقاء بالضيف سميرات، وتحدث عن أهمية مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات القاعدية في حل الصراعات المجتمعية وترسيخ مفاهيم الصراع والأدوات البديلة في حلها، كما اشار الى أهمية ربط الجانب النظري الذي تقدمة الجامعة مع الجانب العملي الذي تقوم به هذه المؤسسات على مختلف المستويات.
والجدير بالذكر أن مؤسسة تعاون لحل الصراعات وضعت عام 2007 خطة استراتيجية لعملها من خلال التشبيك مع مؤسسات عدة في دول عربية تعمل في مجالات حل الصراعات والوساطة حيث تم انشاء وحدات عمل مجتمعية و13 وحدة وساطة داخل الجامعات الفلسطينية لتتعامل مع الطلبة ومشاكلهم وسبل حلها بالطرق السلمية البديلة، كما تم ربط مفهوم الصراع العشائري مع مفهوم الوساطة المجتمعية في نهج وفكر المصلحين العشائريين، وأهمية إيجاد حلول ووسائط بديلة لحل الصراعات من خلال عقد ندوات وورشات تدريبية في هذا السياق.
[email protected]