" لا يمكن للدول والشعوب ان تصل الى المناعة والحصانة والبقاء والتطور والازدهار إلا اذا اتبعت المساواة وطبقت المعايير الأخلاقية العادلة تجاه مواطنيها كافة والأقليات خاصة، فهذه هي الأسس الأولى والضرورية للديمقراطية اذا ارادت لنفسها ان لا تبقى مجرد شعار دون تطبيق او حبر على ورق ، وبالمقابل على الأقليات اذا ما نشدت الحياة الكريمة والتطور والسير نحو مستقبل أفضل، عليها الاتجاه الى امرين لا ثالث لهما : أولهما الدراسة الأكاديمية والحصول على المزيد من الألقاب الجامعية وثانيهما الاستقلال الاقتصادي ورفع مستوى الحياة
اقتصادياً واجتماعيا وفكرياً".. هذا ما قاله المحامي زكي كمال رئيس الكلية الأكاديمية العربية للتربية في إسرائيل – حيفا، في مستهل زيارة نائب مدير عام وزارة الخارجية لشؤون الاعلام والثقافة نوعم كاتس ومرافقيه رونيت نودلمن بيرل ،مديرة دائرة الاعلام والسيد ناتي بروكس من وزارة الخارجية، للكلية الاكاديمية العربية ولقائه رئيسها المحامي زكي كمال وادارتها ورؤساء الأقسام فيها.
وأضاف المحامي زكي كمال:" تزورون اليوم كلية أكاديمية رائدة تضم بين جنباتها مئات المحاضرين المتميزين في كافة المجالات الأكاديمية والعلمية والبحثية والثقافية ،بإمكان كل منهم تمثيل الدولة وشرح صورة وحقيقة الحياة فيها على كافة الصعد العلمية والأكاديمية والثقافية والحضارية، بشكل لا يقل عن دوركم انتم في وزارة الخارجية، الا ان الهيئات والوزارات والمؤسسات الحكومية لا تبدي القدر الكافي من الرغبة في التعاون وهذا هو مأخذ كبير على مختلف الحكومات والوزارات والتي يبدو انها تتجاهل مؤسسة اكاديمية لا تمثل المواطنين العرب فقط بل العرب واليهود. هذا جزء من سياسة عدم مساواة المواطنين العرب وعدم دمجهم في حياة الدولة والاستفادة من خبراتهم وقدراتهم العلمية والبحثية. زيارتكم اليوم الينا هي فرصة لتغير هذا الوضع لتكونوا السباقين في هذا المجال" .
وأضاف المحامي زكي كمال:" الكلية الاكاديمية العربية للتربية في إسرائيل – حيفا هي الموقع الوحيد الذي تتجلى فيه وبكل معالمها وتفاصيلها مقومات العيش المشترك بين العرب واليهود في البلاد وتتجلى فيه الصورة الحقيقية والواضحة والصادقة للأوضاع في دولة إسرائيل وهذا ما يجب عليكم عرضه امام امام مختلف الجهات الإقليمية والدولية والرسمية. هذه هي مهمتكم الأساسية بعيداً عن الدعاية والاقصاء وهذا افضل صورة للواقع اليومي هنا في الكلية ولذلك وانطلاقاً من هذا الحال فان التعاون المشترك هو ضرورة ملحة وامر يصب في مصلحة الجميع"
وقال المحامي كمال:" لا نجانب الحقيقة ولا ابالغ اذا قلت اننا في الكلية نمارس العيش المشترك بشكل يومي على صعيد المحاضرين والعاملين وإدارة الكلية ورؤساء اقسامها وطلابها وزوارها والمستكملين فيها، ليس قسراً او فرضاً بل اختياراً حراً وواعياً يؤكد اننا نرفض استخدام مصطلح التعايش باعتباره يفترض مسبقاً اننا لسنا مجموعة واحدة بل مجموعتين على الأقل، وهذا ما نرفضه مؤكدين اننا كل واحد لا يتجزأ وان الانتماء يجب ان يكون كاملاً متكاملاً وغير مشروط تحكمه القيم الديمقراطية وقيم المواطنة الكاملة دون ان يعني بأي شكل من الأشكال التنازل عن مقومات حضارية وثقافية مميزة".
من جهته قال نوعم كاتس نائب مدير عام وزارة الخارجية:" أشعر بالإعتزاز والفخر الشديدين لوجودي اليوم بينكم في مؤسسة اكاديمية رائدة تمثل افضل مثال للعيش المشترك في البلاد. كمؤسسة اكاديمية حققت قفزات نوعية رائدة ونقشت على رايتها دعم وتكريس وغرس قيم أهمية خوض غمار الدراسة الأكاديمية دون اختصارها في دراسة اللقب الأول وحتى الثاني بل اكثر من ذلك، إضافة الى قيم التعددية واحترام الغير وتقديس حقه في اختلاف الراي، مقارعة الحجة بالحجة والبحث عن العوامل الجامعة والقواسم المشتركة والسعي الى الانخراط في مختلف مجالات الحياة والمساهمة الحقة في تقدم االبلاد بحثياً واكاديمياً وانسانياً".
وأضاف:" زيارتي الى الكلية بالغة الأهمية وتؤكد سعينا الى بناء علاقات تعاون وثيقة ومستمرة مع الكلية في كافة المجالات العلمية والأكاديمية والثقافية والدولية والعالمية والاستفادة من الخبرات العلمية والإنسانية المميزة التي شاهدتها اليوم في الكلية وتنظيم مؤتمرات ثقافية وعلمية واجتماعية ونشاطات مشتركة مع الكلية وتمويل عدد منها باعتبارها مؤتمرات دولية رفيعة المستوى تؤكد قوة ومتانة الكلية الاكاديمية العربية من جهة وتساهم في نقل الصورة الصحيحة والمشرفة لما يحدث في البلاد ويعكس أوضاع المواطنين العرب واندماجهم في محالات العلم والبحث الاكاديمي. سنعمل على ان يزور هذه الكلية كافة القادة والزعماء والشخصيات الاعتبارية في العالم ليشاهدوا ما يجري في هذا الصرح ألأكاديمي ".
هذا وشارك في اللقاء إضافة الى رئيس الكلية المحامي زكي كمال، الدكتور محمد حجيرات نائب مدير الكلية ورؤساء الأقسام والموظفين الكبار فيها.
[email protected]