في أعقاب قرار إدانة المحكمة العسكرية في الكرياه في تل أبيب، أمس الأربعاء، الجندي القاتل إليئور أزاريا، بالقتل غير المتعمد، بعد أن أعدم الشاب عبد الفتاح الشريف في الخليل، اعتبرت عائلة الشريف، أن قرار القضاء الإسرائيلي لا يساوي شيئا، وأنها قررت التوجه لمحكمة الجنايات الدولية.
وقال عم الشهيد والناطق بلسان العائلة، فتحي الشريف إنه على الرغم من كل تجاربنا مع الاحتلال إلا أننا فوجئنا بالقرار الذي صدر عن المحكمة بتوجيه تهمة القتل غير المتعمد خاصة وأن كل الدلائل والشهادات الموثقة بالصور والفيديو تؤكد الإعدام الميداني المتعمد لابننا، وهذا القرار جاء أيضا رغم أن الجندي نفسه قال إنه أعدم ابننا انتقاما لأحد الجنود الذي أصيب بالمكان.
وأضاف أنه لا شك أن المحكمة انحازت لليمين المتطرف الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، وخاصة المستوطنين والوزراء الذين طالبوا بالعفو أو بالحكم المخفف على الجندي القاتل.
وأشار الشريف إلى أنه في أعقاب صدور القرار عقدنا مؤتمرا صحفيا في الخليل وأوضحنا الموقف أمام الرأي العام المحلي والعالمي، وضع الأهل صعب جدا وكنا نتوقع على الأقل معاقبة الجندي القاتل، لكن هذا الاحتلال يريد العفو عن الجندي القاتل في حين أنه يفرض على الأسير الفلسطيني عقوبة قد تصل إلى 100 سنة و200 سنة، وكلنا شهدنا هذا الأسبوع محاكمة الاحتلال لطفلتين فلسطينيتين لا تتجاوزان الـ13 عاما وفرض السجن عليهما ثلاث سنوات بتهم واهية، وقبلها فرض الاحتلال السجن 8 سنوات على طفل بتهمة محاولة الطعن، ونحن طلاب حرية ونسعى للسلام، لكنهم مصممون بهذه الأحكام الجائرة والسياسة الظالمة على تكريس المظالم وملاحقة شعبنا.
وحول الخطوات اللاحقة، أكد الشريف أن العائلة ستسلم قرار الحُكم للقيادة الفلسطينية، قضيتنا ليست فردية بل هناك مئات وآلاف الملفات المشابهة، والقيادة لها علاقاتها الدولية وسنطالبها بالتوجه لمحكمة الجنايات الدولية عن طريق وزارة العدل الفلسطينية، ونحن منذ البداية توجهنا للسلطة الفلسطينية وعلي
وأضاف أنه في تلك الأثناء وصلت سيارة إسعاف وتوقفت عند جثة الشهيد عبد الفتاح الشريف، إلا أنها سرعان ما توجهت للآخر الذي تبين أنه جندي إسرائيلي أصيب بصورة طفيفة فقد تمكن من الوقوف والصعود وحده لحمالة الإسعاف.
وأكد أبو شمسية إعدام الشريف، ووصف ما جرى أنه بعد أن تركت سيارة الإسعاف المكان سمعت صوتا لاستعداد جندي لإطلاق النار وقمت بسرعة بتوجيه الكاميرا نحوه وهو يطلق رصاصة على رأس الشهيد الشريف، وهنا انتهى التصوير بعد أن شاهدني أحد المستوطنين الذي توجه إلى أحد الجنود وتحدث معه ثم توجه إلي ضابط إسرائيلي وطردي من المكان، فعدت نحو منزلي بعد أن أغلقت الكاميرا وعرفت أنني صورت شيئا هاما جدا، وقمت على الفور بعد أن وصلت البيت ببث الفيديو على المواقع وأرسلته إلى مركز بتسيلم الحقوقي. بعد نحو ساعتين من بث الفيديو اتصلت لي المخابرات واستدعتني للحضور إلى مقرها شرق بيت لحم فرفضت المثول وقلت لهم إنه سأسلم نفسي لمقركم في الخليل أو أن تبعثوا دورية لتأخذني من البيت فرفضوا، وحقيقة خفت من أن أُقتل أو يُعتدى علي، وبالتالي جرى الاتفاق بأن أسلم نفسي وأسلم الكاميرا وتصوير الفيديو بالخليل.
وحول الخطوات اللاحقة، أكد الشريف أن العائلة ستسلم قرار الحُكم للقيادة الفلسطينية، قضيتنا ليست فردية بل هناك مئات وآلاف الملفات المشابهة، والقيادة لها علاقاتها الدولية وسنطالبها بالتوجه لمحكمة الجنايات الدولية عن طريق وزارة العدل الفلسطينية، ونحن منذ البداية توجهنا للسلطة الفلسطينية وعليها أن تحمل هذه الملفات لمعالجتها دوليا.
تهديدات ومنطقة عسكرية
وقال صاحب الفيديو الشهير الذي وثق لحظات إعدام الشهيد الشريف، المصور والناشط الحقوقي عماد أبو شمسية، إنه في صباح الرابع والعشرين من آذار/ مارس 2016 قرابة الساعة الثامنة والنصف سمعت صوت إطلاق نار قريبا من منزلي، حينها قمت وحملت الكاميرا التي اعتبرها سلاحي الوحيد وخرجت من البيت، وعند وصولي للمكان شاهدت شابا ملقى على الأرض وآخر ملقى وهو مدرج بالدماء، لكن عرفت أن الشاب الثاني الذي كان ينزف دما هو فلسطيني ركله الجنود بالأرجل، وعندما حاولت التصوير قام الجنود بطردي من المكان إلا أنني صممت على توثيق المشهد من موقع آخر.
وأنهى أبو شمسية أنه بعد مرور يومين من ذلك، بدأت أتلقى سيلا من الرسائل والإهانات والشتائم والتهديدات لي ولعائلتي ومطالبتي بالرحيل، وتهديدي أن يكون مصيري كمصير عائلة الدوابشة. وفي اليوم التالي قام المستوطنون بمحاصرة ومداهمة بيتي وحطموا أبواب ونوافذ المنزل. وفي أعقاب صدور قرار المحكمة، أمس الأربعاء، تجددت التهديدات بالقتل وحرق عائلتي، وأنا الآن أمكث في بيتي بعد أن منعت الشرطة وسائل الإعلام بما فيها العبرية من الاقتراب للمنطقة التي أسكن فيها وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة.
منزل أبو شمسية في الخليل، أمس
[email protected]