الثقة العمياء ترعب الكثيرين، فالبعض يقول إنها ستثبت لمن يعتمدها أنه أعمى فعلاً، والبعض الآخر يتأمل أن تبصر يوماً؛ لأنها غالباً ما تترك الأذى وخيبات الأمل.
نظريات قد تكون محقة، فنحن في نهاية المطاف نعيش في زمن تطغى عليه الأنانية والطعن بالظهور والاستغلال.. لكن تعميم الصورة أمر ظالم خصوصاً وإن كنا نتحدث عن شخصين متزوجين.
الزواج يجب أن يبنى على الثقة.. فلا خيار آخر هنا. أي زواج من دون ثقة مصيره الفشل والطلاق. لكن الثقة أحياناً تكون هشة ويسهل تحطيمها، لذلك للحصول على ثقتها العمياء وبالتالي حياة زوجية سعيدة عليك القيام بهذه الأمور.
مشاركتها بمشاعرك
قد تتحدث معها حول كل ما يحدث في حياتك لكن إن لم تشاركها مشاعرك فمقاربتك خاطئة. الصدق حول كل ما تشعر به هو الأهم حين يتعلق الأمر بالثقة. حين تظهر ضعفك والاستعداد لفتح عقلك وقلبك لها، حتى ولو كان الأمر يجعلك تشعر بالإحراج، فهذا وضوح ما بعده وضوح بالنسبة إليها. بعض الرجال حين يواجهون مشكلة ما لا يمكنهم الانفتاح مباشرة ومشاركة ما يشعرون به، ولا بأس بذلك، فحتى لو تطلب الأمر بضعة أيام فإن مجرد قيامك بالأمر يظهر ثقتك بها وعليه فهي ستشعر بالمثل.
اعترف حين تخطئ
الاعتراف بالخطأ ليس فضيلة فحسب، بل أسرع طريق لكسب ثقتها. عندما تقوم بالتحايل على الأمر، وتحاول لوم فلان أو تتذمر من حظ ما فأنت تظهر أنك لا تتحمل مسؤولية أفعالك. البعض يظن أن الأمور السخيفة البسيطة لا تستحق الاعتراف بالخطأ، لكن بالنسبة إليها إن لم تتحمل مسؤولية الأمور السخيفة فلن تتحمل مسؤولية الأمور الأكثر أهمية.
أما في حال قررت عدم كشف الخطأ فأنت عملياً تكذب وعليه في حال سألتك عن الأمر ستصبح في موقف يتطلب منك الدفاع عن نفسك. لكن حتى هذه الهفوة يمكن إصلاحها، كل ما عليك القيام به هو الاعتذار بصدق.
شاركها بتفاصيل أيامك
الرجل الذي لا يملك ما يخفيه لا يتردد قبل الحديث عن تفاصيل أيامه مع زوجته، وطبعاً لن يكون هناك فجوات كبيرة في القصص ولا معلومات غريبة تثير شكوكها. الأمر هذا يظهر صدقك وأنها يمكنها الوثوق بك؛ لأنك مستعد لإخبارها بكل شيء حتى أتفه التفاصيل. أضف إلى ذلك واقع أن المشاركة تقوي الروابط وتجعلها تشعر بأنها فعلاً جزء من حياتك.
أظهر الحميمية غير الجنسية
سبق لنا وأن تحدثنا عن أهمية اللمسات غير الجنسية في العلاقات الزوجية وعن تأثيرها الإيجابي على تقوية الروابط بين الطرفين. قوة العلاقة بين الطرفين يمكن معرفتها من طريقة تفاعلهما الجسدي غير الجنسي، كما أن اللمسات هذه تؤسس لراحة نفسية بين الطرفين لكونها نابعة من القلب، والراحة تؤدي إلى الثقة. فإن كنت في كل مرة تحاول لمس زوجتك وتجدها تجفل أو تبتعد عنك بشكل لا إرادي فعليك أن تعلم أنها لا تثق بك على الإطلاق.
مقاربتك للمال
إن كنت لا تعلم بالأمر فسنقوم بإبلاغك. والدتها وصديقاتها وشقيقاتها يقمن بمنحها نصيحة واحدة «قومي بادخار بعض المال في حال حدث ما لا يحمد عقباه؛ كي تتمكني من إعالة نفسك». هذه النصيحة عادة تردد على مسامع المرأة، سواء كانت عاملة أو غير عاملة، عندما ينفق الزوج كل المال. بغض النظر عن آلية الإنفاق والأسباب فهي لسبب أو لآخر تخاف من يوم أسود. إن كانت زوجتك تدخر المال من دون معرفتك فهذا يعني أنها تتوقع الأسوأ منك يوماً ما، وهذا بعيد كل البعد عن الثقة. ما عليك القيام به هنا هو أما اعتماد الحساب البنكي المشترك أو الحرص على أن تخصص لها مبلغاً شهرياً تختفظ به .
لا تحول الأسئلة إلى إستجواب
بما أن الحياة ليست وردية دائماً فلابد من حدوث بعض الأمور التي تثير شكوكك. لكن مشكلة الشكوك هي انعكاس لما قد نقوم به كأشخاص.. وعليه فهي مدمرة كيفما نظرت إليها. للحصول على ثقتها الكاملة حتى ولو كان هناك بعض الأمور التي تثير الشكوك فعليك عدم اعتماد مبدأ الاستجواب، وبالتأكيد الابتعاد كلياً عن نبرة الاتهامات.
يمكنك أن تسألها لكن عليك أن تصدقها أيضاً حين تجيبك؛ لأن ثقتك بها ستجعلها تثق بك. وحين تسأل فهي لن تكذب لأنها تثق بأنك ستستمع وتصدق.
لا تنكث الوعود
حين تعدها بالقيام بأمر ما أو الامتناع عن القيام بأمر ما عليك الالتزام بذلك. نكث الوعود يمكنه أن يدمر الثقة كلياً، مثلاً تعدها بأنك لن تتواصل مع الشخص الفلاني؛ لكونه أو كونها مصدر المشاكل.. ثم تقوم بذلك وتكتشف هي أمرك أو حتى قد تعترف بذلك بنفسك.
في الحالتين سواء قمت بالكذب أو الاعتراف بالنسبة إليها سبب إصرارك غير مفهوم على الإطلاق، كما أنك لم تلتزم بوعدك وقمت بما يزعجها رغم معرفتك المسبقة بذلك. هذا الأمر يؤدي إلى الإحباط وانعدام الثقة وعليه فأنت هنا لا تفقد ثقتها فقط بل احترامها وحبها.
[email protected]