بعث المحامي خالد زبارقة، مدير مؤسسة "قدسنا لحقوق الانسان" رسالة، شديدة اللهجة، إلى إدارة جوجل، طالب فيها بتصحيح التعريف الذي تعرضه تطبيقات جوجل للخرائط بشأن مدينة القدس على أنها عاصمة "إسرائيل".
وجاء في الرسالة، أنه تم التواصل مع شركة جوجل بخصوص اعتبارها مدينة القدس عاصمة "إسرائيل"، وطالبت بتصحيح هذا التعريف على وجه السرعة، بما يتوافق مع المعلومات التاريخية، القانونية والسياسية لمدينة القدس.
وشملت الرسالة، التي امتدت على 10 صفحات، عرضًا موجزًا لأكثر الحقائق والقرارات الهامة المتعلقة بتاريخ مدينة القدس ووضعها القانوني، والتي تتعارض مع قرار جوجل وتنفي تعريفها للمدينة الفلسطينية المحتلة على أنها عاصمة "إسرائيل".
مقدسات إسرائيلية!
لم يقتصر قرار جوجل على اعتبار مدينة القدس عاصمة إسرائيلية، بل تعدى ذلك ليشمل أماكن مقدسة هامة رغم وقوعها في شرقي القدس المحتلة كقبة الصخرة وكنيسة القيامة، وغيرها من الأماكن ككنيسة المهد في بيت لحم.
وأشارت رسالة "قدسنا لحقوق الانسان"، إلى إن ما يثير القلق هو قرار شركة جوجل أو "عدم انتباهها" بخصوص هذا الأمر، رغم ما يمثله من انتهاك واضح للحقوق السياسية والدينية لمليارات الأشخاص حول العالم، عدا عن تناقضه مع القانون الدولي وتضمنه معلومات مغلوطة وغير دقيقة.
وتعتبر مدينة القدس إحدى أشهر المدن المقدسة في العالم، ولها تاريخ طويل في النزاعات الدينية والسياسية، وعلى ضوء هذا الإرث، بحسب المؤسسة، يتوجب على جوجل أن تعير اهتماما خاصا بالمعلومات التي تزوّدها حول مدينة القدس من خلال خدماتها التي تقدمها للجمهور.
وأكدت "قدسنا لحقوق الانسان" أنه من خلال عرض القدس كعاصمة لإسرائيل في محركات البحث وخرائط جوجل، فإنها تتوافق مع التعريف الجديد للقدس الذي تحاول المؤسسة الإسرائيلية فرضه بشكل غير قانوني.
رام الله عاصمة فلسطين!
"المثير للدهشة" وفق ما جاء الرسالة، "أن جوجل إنفوبوكس تعرض القدس كعاصمة لإسرائيل، في حين تبيّن نتائج البحث فيها عن فلسطين أن رام الله هي العاصمة الفلسطينية، بينما لم يعتبر أي فلسطيني أو جهة دولية رام الله كعاصمة فلسطين، وفي بحث جديد اعتبرت شرقي القدس عاصمة فلسطينية؛ مما يشير إلى أن جوجل لا تجري تمييزًا في الحالة الإسرائيلية كاعتبار غربي القدس عاصمة إسرائيل".
وفي محصلة ذلك، تضيف المؤسسة الحقوقية "قدسنا لحقوق الانسان"، يمثّل موقف جوجل وضعين سياسيين متعارضين، يحملان دواع سياسية وحقائق مغلوطة، مؤكدة أن موقف جوجل غير قانوني ولا يراعي الجوانب السياسية والدينية، كما أنه يمحو الوجود والتاريخ الفلسطيني والحقوق السيادية في القدس، ويخفي التاريخ والجغرافيا المعقدة لمدينة القدس.
وطالبت بإلغاء قرار جوجل الأخير باعتبار القدس عاصمة إسرائيلية، وتعريفها على انها مدينة محتلة متنازع عليها، بما يتضمن الادعاء الفلسطيني حول المدينة بكونها عاصمة فلسطينية.
يشار إلى أن وسم "القدس عاصمة فلسطين" حاز على أكثر من مئتي ألف تغريدة في مواقع التواصل الاجتماعي، تموز الماضي، احتجاجا على قيام شركة جوجل بحذف اسم فلسطين من خدمة الخرائط التي تقدمها لمستخدميها.
[email protected]