نُظم في جامعة القدس وعلى مدار أربعة أيام (17-20/8/2016) المؤتمر الأول من نوعه في فلسطين حول نموذج محاكاة هيئة الامم المتحدة، ويجسد هذا المؤتمر الدور الذي تقوم به الامم المتحدة بمختلف لجانها ومجالسها.ويشارك في هذا المؤتمر عدد كبير من الطلبة من جامعات عالمية ومحلية.
وبلغ عدد المشاركين 120 عضواً شكلوا نموذج يحاكي هيئة الامم المتحدة.وافتتح المؤتمر رئيس جامعة القدس الاستاذ الدكتور عماد ابوكشك، بحضور السيد روبرت بيبر منسق الامم المتحدة للمساعدات الانسانية والانشطة الانمائية في الاراضي الفلسطينية، والأستاذ نائب رئيس الجامعة للاتصال والتنمية الدكتور حسن دويك، والسيدة الأمين العام المساعد في المجلس الأعلى للشباب والرياضة السيدة ماهرة الجمل وجمع كبير من الضيوف المهتمين والشخصيات العامة والطلبة. حيث أشاد أ.د. عماد ابوكشك بالمشاركة الفاعلة والحقيقية من قبل الطلبة من مختلف دول العالم.
ورحب بهم على أرض جامعة القدس.وأضاف أ.د. ابوكشك أن هذا المؤتمر يجسد في هؤلاء الشباب روح المبادرة بجعل لغة الحوار هي اللغة الاساسية والوحيدة لحل الصراعات والنزاعات أياً كان شكلها ومكانها، فهذا المؤتمر يجسد أيضا لغة الاحترام وسماع الرأي الآخر، كما ان معالم الانسانية تتجلى فيه عندما تناقش كبرى مشاكل العالم.فعندما تَقدم طلبة جامعة القدس بهذه المبادرة الرائعه، على الفور قَدمنا كل التسهيلات لانجاح هذا المؤتمر. لأنه يمثل لغة الحوار، والعدالة، والبعد الاخلاقي والانساني التي قامت على اساسها الامم المتحدة. وهذه القيم هي جزء أصيل من رسالة الجامعة التي نجسدها اليوم في طلابنا هنا.
وتحدث السيد روبرت بيبر، أن هذا المؤتمر يعد حدثاً تاريخياً في فلسطين، وأنه شرف لي أن أكون مشاركاً في هذا الحدث الهام، سيما أن قضايا فلسطين المختلفة تُطرح أكثر من مرة في الشهر أمام هيئات الامم المتحدة المختلفة، فهذا النموذج اليوم من قبل الشباب الصاعد يمثل أهمية عالية لنا لما يشكله في المستقبل من مقومات داعمة للسلام الذي نريده ونسعى اليه.وتجدر الاشارة الى ان السيد بيبر، يشغل اضافة الى موقعه كمنسق الامم المتحدة للمساعدات الانسانية، فانه يشغل منصب نائب المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط. كما أشارت السيدة ماهرة الجمل، بالمبادرات الرائعه والمتميزة الواحدة تلو الاخرى من قبل طلبة جامعة القدس، فالمجلس الاعلى للشباب والرياضة سيكون دوماً الى جنب جامعة القدس في احتضان هذه المبادرات المميزة.
وأكد عميد شؤون الطلبة الدكتور عبد الرؤوف السناوي، أن جامعة القدس اليوم تطبق من خلال هذا المؤتمر رسالتها عملياً على الارض. من خلال نشر وتعزيز ثقافة الحوار، ثقافة القانون، فهذه الثقافة يتوجب أن تكون اليوم هي الاساس في حياة الشباب ونهجهم لأنهم قادة المستقبل. فتبادل الثقافات في هذا المؤتمر الذي يشارك به مختلف الجنسيات والدول، يعد نموذج حقيقي للالتحام والتآخي كأسرة واحدة تناقش ارساء العدل في كل مناطق الصراع على الكرة الارضية. وأضاف د. السناوي ان الطلاب اليوم يطبقون عملياً ما درسوه نظرياً ليصبحوا قادة عظماء. أما الطالبة آنا والمشاركة من اكسفورد في بريطانيا/ Cardiff University، تحدثت أن هذه التجربة رائعة وفريدة في فلسطين، فهي سعيدة لهذا الحشد من الثقافات المتعددة، سيما ثقافة فلسطين وانا مندهشة أن الطلبة الفلسطينيين مهتمين بالسياسة ويفهمونها جيداً. وهذا المؤتمر أتاح لي التعرف على الطلبة الفلسطينيين وطريقة تفكيرهم. ووجدت ان ثقافتهم عالية في المجال السياسي. أما المشاركة صابرينا سلامة من فرنسا/ Sciences Po University، فأعربت عن سعادتها بنجاح هذه المبادرة MUN فهي المشاركة الاولى لها في فلسطين، وقد تعرفت على زملاء هنا شاركوا في مؤتمرات عديدة في دول أوروبا. فلا يمكن وصف سعادتي أننا موجودين اليوم على أرض فلسطين. فالمشاركة صابرينا ترأس في هذا النموذج لجنة (أزمة المهاجرين الى أوروبا).واضافت صابرينا ان هذه اللجنة كانت جزء من مؤتمر المانيا وهولندا. فاليوم في فلسطين ناقشنا هذه الازمة وابعادها الانسانية فهذا المؤتمر لا يقل في مستواه التنظيمي عن شبيهه في المانيا وهولندا.
أما المشارك Leon Van من هولندا/Delft University of Technology، عبر بأن هذه الزيارة الاولى له لفلسطين. وتحدث بالقول، "كنت أتصور ان الضفة الغربية وجامعاتها غير متطورة وفيها مشاكل لدرجة أن عائلتي لم تشجعني على هذه الزيارة، لأنني كنت أسمع عن الكثير من المشاكل هنا، لكنني أتحدث اليكم وانا على ارض فلسطين، فأرى الصورة عكسية تماما. فالان اتحدث اليكم من حرم جامعة القدس بين الورود والحدائق والمباني الجميلة، وليس كساحة حرب كما وصفوها لي. فأنا من خلال حديثي مع الفلسطينيين أرى الجانب الثاني من القصة". أما المشاركة الفلسطينية لمى زغير من جامعة حيفا، فهي في لجنة مجلس الأمن في هذا المؤتمر. وتحدثت عن أهم القضايا التي تم نقاشها في هذه اللجنة والمتعلقة بالحرب على العراق في العام 2003. فنحن كطلبة نمثل دول متعددة في هذه اللجنة، واتضح لي أن لغة الحوار هي التي يتوجب أن تكون سائدة ، فلو كانت كذلك في ذلك الوقت لما وقعت الحرب.