يقال إن بعض الأولاد لا يرغب في تناول الطعام، وأنه يفضّل اللعب من الجلوس إلى المائدة. لكن هذه الفرضية ليست صحيحة. ما من شخصٍ لا يشعر بالحاجة الى الغذاء. المسألة تتعلّق، إذاً، بمشكلة شخصيّة مرتبطة إما بشخص الولد أو الطريقة التي تلجأ خلالها الأم الى تحضير المائدة ودعوته اليها. وتدخل هذه المسألة في خبايا التربية والتنشئة ومن شأنها قياس فحوى العلاقة بين الأم وأبنائها. هل هي علاقة مبنيّة على الاهتمام أو الإهمال؟
1. أساليب خاطئة في التعامل مع الطفل
لا تعلم بعض الأمهات كيفيّة التعاطي مع الأطفال خصوصاً في مسألة تناول الطعام. إن ارغام الطفل على تناول الوجبات تحت وطأة التهديد والأمر والنهي ليس من شأنه سوى أن يضاعف المشكلة ويجعل الولد يتهرّب من مواقيت الفطور حتى عند حاجته الى الطعام. وهذا يعني خللاً في النظام الغذائي الذي يصل الى مرحلة الانقطاع عن تناول الطعام. الحل هنا يكمن في إفساح هامش حريّة يجعل الطفل يحدّد بنفسه متى يحتاج الى الغذاء شرط ان لا يتعارض ذلك مع برنامج غذائي متوازن.
2. عدم الخبرة في الطهي
يعتبر الولد العنصر الأذكى والأكثر دقّة في اختيار الطعام والفصل بين أنواع المأكولات الشهية وتلك غير المشجعة لتناولها. يأتي ذلك لأن حاسة الذوق لديه ترتبط بمسألة واحدة: استحسان الطعام من عدمه. من هنا ضرورة التأكّد من خيار الأطعمة المقدّمة اليه وصحّة عمليّة الطهي، خصوصاً أن الأمهات في المرحلة الأولى من الزواج عادةً ما لا يعتبرن ضليعات في الأمور المنزليّة بما فيها تحضير المأكولات. يمكن في هذه الحالة اللجوء الى مساعدة الجدّة أو الاستعانة بطاهية محترفة تلقّن الأم أصول الطبخ.
3. ربط الطعام بالمكافآت
حين يعتاد الطفل فكرة أن تناوله الطعام يساهم في حصوله على مكافأة ماديّة كانت أم معنويّة، فهو بالتالي سيحوّل حاجته الى الغذاء الى مجرّد وسيلة للحصول على مطلبات ثانويّة. حتى أنه قد يرفض فكرة تناول الطعام حتى وان كان يتضور جوعاً لأنه اعتاد ربط الغذاء بالمكافآت. هذا ما يمكن اعتباره نوعاً من التحدي في وجه الأهل. هذا يعني أنه من الضروري حصر مسألة الغذاء بأهميتها للحفاظ صحّة الطفل وتلقينه هذا المبدأ بعيداً من منطق التحفيز الخاطئ.
4. عدم توازن وتنظيم في تقديم الوجبات
تصرّ بعض الأمهات عادةً على إطعام الطفل أكثر من حاجته وبشكلٍ مستمرّ لا يحترم مبدأ الوجبات المتوازنة. هذا ما يجعل الولد ينفر من مسألة تناول الطعام ويجعله يكره تناولها. لذلك من الضروري في هذا الإطار توخّي التوازن في تقديم الوجبات.
[email protected]