استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وفدا من الجالية العربية السورية في المانيا وقد رحب سيادة المطران بزيارتهم التي ابتدأت بزيارة كنيسة القيامة والمعالم التاريخية في مدينة القدس .
ابتدأت الزيارة بالوقوف دقيقة صمت ودعاء وصلاة تضامنا مع شهداء وضحايا التفجيرات الارهابية التي استهدفت سوريا مؤخرا كما رفع سيادة المطران دعاء وصلاة خاصة من اجل السلام في سوريا .
وقال سيادته: في كلمة وجهها للوفد السوري الذي كان في غاية التأثر بسبب زيارته لمدينة القدس ولقاء سيادة المطران.
قال سيادته: بأننا متضامنون مع سوريا في محنتها ومحنة سوريا هي محنتنا جميعا وآلام سوريا واحزانها هي آلامنا واحزاننا جميعا.
نحن في فلسطين نعاني من ظلم الاحتلال وبطشه وهمجيته واولئك الذين يتآمرون على فلسطين وقضيتها العادلة هم ذاتهم المتآمرون على سوريا والذين يخططون لتدميرها وتفكيكها واضعافها .
منذ اليوم الاول للاحداث في سوريا قلنا بأن ما يحدث ليس ربيعا عربيا على الاطلاق بل هو ربيع اعداء الامة العربية في الارض العربية ، واليوم اصبحت الصورة واضحة وضوح الشمس اكثر من اي وقت مضى لمن يريد ان يعرف ولمن يريد ان يرى الحقيقة .
ان اولئك الذين يتآمرون على القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها هم ذاتهم الذين يخططون من اجل تدمير الدولة السورية خدمة للاطماع الاستعمارية في منطقتنا العربية .
من المستفيد من هذا الدمار الذي حل في سوريا ، ومن المستفيد من هذا التهجير والتشريد والاختطاف واستهداف الاماكن الدينية والصروح التاريخية والحضارية ، من المستفيد من هذا النزيف الذي حل بسوريا الشقيقة سوى اعداء هذه الامة الذين يريدوننا ان نتحول الى اديان ومذاهب وطوائف متناحرة فيما بينها بدلا من ان نكون امة عربية واحدة .
يزعجهم ان نقول بأننا امة عربية واحدة ويريدوننا ان نتحدث بلغة الطائفية والمذهبية الضيقة لكي يتسنى لهم تمرير مشاريعهم في فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص .
ما اقدمت عليه سلطات الاحتلال في مدينة القدس من خطوات تهويدية متسارعة خلال السنوات الاخيرة لم تقم به منذ عام 67 ، فهي تستغل انهماك العرب بصراعاتهم وما يحدث في بلدانهم وهي تمعن في سياساتها العنصرية الاستعمارية في مدينة القدس .
اليوم قضية القدس مغيبة وقضية فلسطين منسية وهذه هدية مجانية تقدم للاحتلال على طبق من ذهب في حين ان الصراعات والارهاب والدمار هو سيد الموقف في منطقتنا العربية .
ولكن بالرغم من هذه الصورة القاتمة المؤلمة والحزينة ، وبالرغم من كل المؤامرات المعادية التي تستهدف فلسطين وسوريا وسائر ارجاء منطقتنا العربية سنبقى متمسكين بالامل ولن نفقد الامل ولن نكون متشائمين او متشائلين كما يقول اميل حبيبي ، وسنبقى متفائلين لاننا اصحاب قضية عادلة ، فقضية فلسطين هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ، واولئك الذين يخططون لابتلاع فلسطين هم ذاتهم المتآمرون على سوريا .
من المخجل ان يخطط الاعداء لكل هذا الدمار والخراب وان يكون الممول عربيا اي ان الدمار يحدث بتمويل عربي وبدل من ان تستغل الثروات النفطية العربية من اجل النهوض بهذه الامة ومن اجل دعم صمود الشعب الفلسطيني نرى ان الاموال تغدق بغزارة على الدمار والخراب.
كلنا نعرف من الذي دفع فاتورة الدمار والخراب في ليبيا وفي العراق وفي اليمن وغيرها من الدول العربية واليوم في سوريا وفي حيث ان الاموال العربية تغدق بغزارة من اجل تدمير الصروح التاريخية والحضارية فمن لا تاريخ وحضارة له يدمر التاريخ والحضارة في سوريا.
الاموال العربية تغدق بغزارة على تدمير وتشريد وامتهان حياة الشعب السوري فيا لها من كارثة ويا له من عار حل بالامة العربية التي لن نكفر بانتمائنا لها وان كفرت بنا .
اننا مع سوريا ومع كل ام شهيد ومع كل جريح ومع كل مشرد ومتألم ومخطوف لا سيما المطارنة السوريين المخطوفين الذين يتجاهل العالم قضيتهم كما يتجاهل كل آلام ومعاناة الشعب السوري .
سوريا هي مدرسة وطنية حضارية انسانية نتعلم منها الثبات والصمود والمواقف المبدئية ونحن فخورون بكم لانكم وان كنتم تعيشون في بلاد الاغتراب الا انكم قلوبكم تخفق عشقا لبلدكم ولوطنكم الام سوريا ، ومحبتكم لفلسطين ولشعبها الابي المناضل هي التي اتت بكم الى مدينة القدس لكي نصلي معا من اجل فلسطين ومن اجل سوريا ومن اجل كل انسان حزين ومشرد ومتألم ، وسوريا منتصرة على اعدائها حتما .
تحية من قلب القدس من رحاب اقصاها وقيامتها الى دمشق العريقة بمسجدها الاموي وكاتدرائيتها المريمية المباركة .
تحية معطرة ببخور بيت المقدس وقناديل وشموع مدينتنا نبعثها الى مدينة حلب الجريحة والى كل بلدة سورية مستهدفة بفعل الارهاب والعنف . سلام من فلسطين الى سوريا الجريحة فجرحنا واحد وآلامنا واحدة ومعاناتنا واحدة ، وان تعددت الاسماء والاوصاف فإن عدونا واحد فهو الذي يستهدفنا جميعا .
وقد ضم الوفد عددا من الشخصيات السورية المقيمة في المانيا والذين وصلوا في زيارة الى الاراضي المقدسة .
[email protected]