عاد إلى الوطن الكاتب الأديب محمد علي طه بعد أن شارك في الدّورة الثانيّة والعشرين لمعرض الكتاب في مدينة الدّار البيضاء في المملكة المغربيّة في ندوة خاصّة بعنوان"تجارب في الكتابة" وشاركه فيها الشّاعرة والرّوائيّة المغربيّة المعروفة عائشة البصريّ والشّاعر والرّوائيّ المغربيّ المعروف د.عبد الإله بن عرفة وقام بتسيير النّدوة القاصّ والكاتب مصطفى لغتيري الذي قدّم الكاتب محمّد علي طه بكلمات دافئة فيها تقدير كبير لنتاجه الأدبيّ وتوقّف عند مسيرته الأدبيّة العريضة وذكر أن معرفته بهذا الكاتب بدأت حينما طلبت منه استاذة جامعيّة أن يحلل قصّته" النّخلة المائلة" التي نالت إعجابه برموزها وبلغتها وبأسلوبها الجميل.
وتحدّث الكاتب محمد علي طه عن تجربته في كتابه القصّة القصيرة طيلة خمسين عاما أثمرت عن ثلاث عشرة مجموعة قصصيّة ثمّ عن مغامرة سفره إلى عالم الرّوايّة في "سيرة بني بلوط" الذي كان محفوفا بمخاطر السّرد ومطبّاته مؤكدا أن البحّار لم يحرق مراكبه كي يعود الى شواطئ مجال إبداعه الأصليّ. وذكر الكاتب طه أنّه لا يوافق الرّوائيّ السّودانيّ الطيّب صالح الذي اعتبر أن قصصه القصيرة كانت مقبّلات لعمله الرّوائيّ لأنّ القصّة القصيرة فنّ أصيل يحظى بمكانة هامّة بين الفنون الكتابيّة وما زال وسيبقى يستقطب اهتمام القرّاء والنّقّاد ويغري المبدع عن التّجريب والحداثة أكثر من الفنّ الرّوائيّ. وذكر أيضا أن بعض النّقاد نعوا القصيدة قبل عقود ولم يتحقق ذلك بل بقي الشّعر مزدهرا وبقي الشّعراء والقرّاء والمتلقون، وأمّا الذين ينعون فنّ القصّة القصيرة فأسألهم : ماذا يعني أن تنال أليس مونرو، كاتبة القصة القصيرة جائزة نوبل في العام الماضي؟ وأضاف : صحيح أن هناك لهاثا أدبيّا وراء الفن الرّوائي منذ قال أحد النّقّاد أننا نعيش في زمن الرّوايّة وصرنا نرى روايات ذات أكعاب عريضة تذكّرنا بروايات القرن الثامن عشر يكتبها شعراء ونقّاد ومؤرّخون بالإضافة إلى الرّوائيّين الأصيلين ولكنّ هذا الكمّ الهائل لن يؤدّي الى غياب القصّة القصيرة أو القصيدة لأنّهما ركنان أساسيان من الفنّ الكتابيّ. وقال انّه قبل أن يباشر بكتابة "سيرة بني بلوط" قرأ كتبا عديدة عن ثورة العام 1936 كما قابل عددا كبيرا من الذين شاركوا بالثّورة وزار مواقع المعارك والأماكن التي عاش فيها الثّوّار وعندما باشر بالكتابة نسي كلّ ذلك تقريبا، وأضاف وأنّ كتابة الرّوايّة استغرقت معه سنتين كاملتين.
وحضر النّدوة عدد كبير من النّقّاد والأدباء من الأقطار العربيّة. برز منهم النّاقّد الكبير صبحي حديديّ والشّاعر حسن نجميّ والكاتب أحمد المدينيّ.
والتقى الكاتب طه مع عدد كبير من الكتّاب والشّعراء مثل النّاقّد المغربيّ محمّد براده والنّاقّد السّعوديّ محمّد العبّاس والكاتب والشاعر السّوريّ نوري الجرّاح والشّاعر والكاتب الايرانيّ موسى بيدج والكاتب المغريّ عبد الله صديق والرّوائيّ العراقيّ علي بدر والرّوائيّ السّودانيّ حمّور زيادة وغيرهم كما التقى بعدد من النّاشرين مثل دار الاداب ودار الجمل ودار المتوسّط.
[email protected]