بعد العاصفة والبرد الشديد، انقشعت الغيوم المتلبدة وحلّ هدوء حذر، كان يخفي أسرارًا مبهمة، توحي بحدث مؤلم هزّ مشاعر شفاعمرو على اختلاف أطيافها،
صغارًا وكبارًا.
عوّدنا فبراير الغدّار على سلب نخبة من رموزنا الذين كانواوسيبقون لنا مرجعًا ومثالا بحكمتهم وعقولهم وأسلوب تعاملهم، لكنه وبكل وقاحة تجرّأ وسلب قلب باسل النابض، الذي لم يتجاوز الواحد والعشرين ربيعًا ليوقف قلبه الكبير عن الخفقان، ويضع نهاية لطموحاته وآماله. سلب فبراير ضحكته البريئة ليبكي بكل لوعة وحسرة وألم أصدقاؤه ومعارفه، وأسرته الشفاعمريّة كيف لا؟ووالداه الصابران مؤمنان بمشيئة العليّ القدير، ورغم ذلك لم يعرفا طعم الراحة والنوم طيلة ما يزيد عن ثلاثين ليلة.
يوم الإثنين من هذا الأسبوع، بعد ساعات الظهر وقبل الغروب،عندما كادت الشمس بلونها البرتقاليّ شبه القاني،تقبِّل، بلطف وحنّيّة،الأرض معلنة رحيل باسل، وتصطدمبنعشه المزركش المحمول على أكتاف الأحبّة والمعارف، ذلك النّعش المغطّى بأكاليل الزّهور وباقات الورود الّتي اعتراها الذّبول حزنًا عليه!
بأي لغة وكلمات أخاطبك يا شهر المفاجآت المشؤومة؟! فالحدث والموقف فوق كل العبارات. خطفت وردة في ريعان شبابها، وتركت في النّفوس حسرات وتنهّدات محرقة، وفي القلب غصّات موجعة. ستظل ذكراك عالقة أبد الآبدين.
بجوٍ حزين، وبمشاركة جمهور غفير، تقدّمهم الرئيس الروحي للطائفة الدرزيّة ، ورئيس بلديّة شفا عمرو ورجال دين تشييع جثمان الرّاحل.
إمام الطّائفة الدّرزية، الشّيخ يوسف أبو عبيد، والمربي الأستاذ نايف عليّان، أثنوا بكلماتهم التأبينيّة بدماثة أخلاق الشّاب باسل.
رحمة الله عليك ولذويك جميل الصبر وحسن العزاء...
[email protected]