افتتحت "دار راية للنّشر والتّرجمة" في حيفا سنتها الثقافيّة الجديدة 2016، بإصدار كتاب جديد للشاعر سيمون عيلوطي بعنوان: "بنت القسطل- صفورية"، وهو عبارة عن مشاهد شعريّة سرديّة يصوّر فيها صاحبها جوانب مختلفة من أحداث وقعت في القرية قبل وبعد العام الـ 48. يقع الكتاب في (96) صفحة من الحجم المتوسّط، جاء بطباعة أنقية وغلاف قشيب، حمل لوحة تحاكي مضمونه الشائك الذي يعبّر عنه مؤلّفه بفن القول، شعراً ونثراً.
يُهدي "عيلوطي" كتابه إلى روح الشاعر طه محمد علي، ابن قرية صفورية الذي واكب خُطواته الأولى على طريق الشعر والأدب، وكان مشجّعه وصديقه، وقد بيّن الشاعر في تقديمه للكتاب بأن "في هذا العمل ملامح لشخصيّات اجتماعيّة وسياسيّة، تشبه شخصيّات واقعيّة نعرفها، ذلك كون "المَشاهِد" تدور حول أحداث جسام، جرت في صفورية قبل وبعد الـ 48، شارك فيها وصاغها بشرف واعتزاز، العديد من أبناء هذه القرية التي ستبقى ذكراها حيّة، تتغلغل في الوجدان، أبد الدّهر" .
أما الأديب محمد علي طه فقد ظَهّر الكتاب بكلمة جاء فيها: "بعد أن قطف "برقوق الجرمق" وحلّق في "سما البروة" وغنّى ل "بيت في معلول" مثلما غنّى لأشجار وأزهار وتراب وأحجار ميعار والمجيدل وكويكات وسحماتا واللطرون يحملنا الشّاعر سيمون عيلوطي على جناحين من جلنّار إلى بلدة صفورية وقلعتها وقسطلها وديرها وبساتينها ورمّانها وملوخيّتها فنحلّ ضيوفا على أهلها الذين رضعوا، كابراً عن كابر، حبّ مائها وهوائها وأحيائها، وما زالوا يعمّدون أطفالهم في نبعها الصّافي مثل عين الدّيك".
"هذه الحكاية الشّعريّة السردية الممتعة، شكلا ومضمونًا، هي تراجيديا مئات المدن والقرى الفلسطينيّة التي دمّرها الجيش الاسرائيليّ ليمحو تاريخ شعبنا وحضارته، التقط شاعرنا كلماتها الهادئة النّاعمة، وصورها الحيّة من الرّيف الفلسطينيّ السّاحر مثلما يلتقط عندليب صفّوريّ غذاءه من ثمرة تين غزالي ناضجة يسيل عسلها على خدّيها".
من جانبه، فقد أفادنا الناشر صاحب "دار راية للنّشر والتّرجمة"، الشاعر بشير شلش بأن كتاب "بنت القسطل- صفورية" يضم بالإضافة إلى مضمونه الشائك، مجموعة من الأشعار التي أستطاع شاعرنا سيمون عيلوطي أن يجسّد فيها التراجيديا المأساويّة التي حلّت بصفورية وغيرها من مدننا وقرانا المهجرة، بأسلوب فينيّ مُسْتمَدّ من التّراث الشّعبيّ الفلسطينيّ يداعب شغاف القلب، وهو بالتالي جدير بالقراءة.
[email protected]