في اليوم الدراسي لمؤسسة العون الدرزي في أبوسنان:
بروفيسور جمال زيدان:
الصفات الوراثية لدى أبناء الطائفة المعروفية عربية المنبع.
الباحث الفرنسي كلود مليت:
على الطائفة الدرزية أن تضمن لنفسها تنظيما عصريا يواكب التغييرات المستحدثة.
أقامت مؤسسة العون الدرزي، السبت 26/12/2015 في منتزه أبو سنان، يوماً دراسياً حول بحثين هامين الأول لبروفيسور جمال زيدان، ابن قرية بيت جن، رئيس قسم الأورام السرطانية في مستشفى صفد، بعنوان: "الصفات الوراثية لدى أبناء الطائفة الدرزية"، والثاني للباحث الأكاديمي كلود مليت، من فرنسا بعنوان:" الهوية الدرزية"، بحضور حوالي مائة شخصية، نساء ورجالاً، من قرى الكرمل، الجليل والجولان.
افتتح اليوم الدراسي واداره المربي حاتم حسون، الذي تناول في كلمته أهمية البحوث العلميةفي وقتنا الحاضر، حيث أصبح العالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة التي تكفل الراحة والرفاهية للإنسان وتضمن له التفوق على غيره، وأضاف، أن البحث العلمي يُعد ركناً أساسياً من أركان المعرفة الإنسانية في ميادينها كافة كما يُعد أيضاً السمة البارزة للعصر الحديث، فأهمية البحث العلمي ترجع إلى أن الأمم أدركت أن عظمتها وتفوقها يرجعان إلى قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية. وحيث أن البحوث تحتاج إلى وسائل كثيرة معقدة وتغطي أكثر من مجال علمي وتتطلب الأموال الطائلة، توجه حسون الى رؤساء السلطات المحلية والمجلس الديني تخصيص المبالغ اللازمة لدعم الأبحاث العلمية لمختلف المواضيع، فنسبة الطلاق لدينا مرتفعة، العنف يستشري في مجتمعنا وتجارة المخدرات رائدة عندنا فمن ننتظر والى متى ننتظر؟
ثم تحدث الشيخ زيدان عطشة، رئيس مؤسسة العون الدرزي، صندوق بني معروف، مؤكدا انه من الأهمية بمكان إقامة مثل هذه الأيام الدراسية لأن الطائفة الدرزية في إسرائيل تمر بتغييرات عصرية الأمر الذي أدى الى ارتخاء تدريجي وتفكك للأطر الاجتماعية التقليدية والأسرية على الرغم من التزام أبناء الطائفة الدرزية بواجبات المواطنة الا انهم لم يحصلوا بالمقابل على الحقوق ولتبقى وعود حكومات إسرائيل المتعاقبة وعودا عرقوبية ولتبقى الطائفة الدرزية مهمشة مقارنة مع باقي الطوائف مما يمثل خطرا داهما على مصير اجيالها المستقبلية ولتبقى مشاكلنا المزمنة من ضائقة سكنية، تعليم، توظيف، بناء غير مرخص، عدم تصنيع قرانا وغيرها تراوح مكانها، وذلك بسبب جحد حكومات إسرائيل من جهة وانعدام قيادة مسؤولة، لا بل اعتمدت الحكومات في تنفيذ سياسة نكران الجميل على بعض القيادات الزمنية والدينية مما زاد في مشاكل الطائفة تعقيدا. من هنا، ومن منطلق مسؤوليتنا تجاه مستقبل ومصير الطائفة فقد بدأنا بإقامة إطار مسؤول ديموقراطي لإنقاذ الوضع يكون بمثابة لجنة متابعة او مجلس ملي وتتمثل فيه كافة القطاعات دونما استثناء.
بروفيسور جمال زيدان، وفي محاضرته المشوقة حول الجينات الوراثية (الجينات) لأبناء الطائفة الدرزية، قال ان هذه الجينات لم تتغير منذ ألف عام وأن هذه الصفات الوراثية هي عربية المنبع والاصل. وتبين من نتائج مسح الجينات أن جينات الطائفة الدرزية تعود للقرن الحادي عشر الميلادي، ومنذ ذلك الوقت لم يتزاوج أبناء هذه الطائفة أو يختلطوا بمجموعات أخرى فحافظت على أصالة جيناتها الوراثية لفترة تراوح الالف عام. كما تبين ان قسما من الجينات لدى أبناء الطائفة تعود الى جينات فجر الإسلام أي القرن السادس الميلادي، هذه الظاهرة الفريدة تتطابق مع الأصول التاريخية لهذه الطائفة. كما تبين ان جينات الطائفة الدرزية تتطابق مع جينات المجموعات العربية في الشرق الأوسط، كالجينات عند العرب الفلسطينيين والبدو، ولكن نسبة الجينات الدخيلة عند أبناء الطائفة الدرزية أقل منه عند تلك المجموعات. وأنهى بروفيسور زيدان محاضرته بالقول، ان نتائج البحث لم تفاجئ وجاءت مطابقة مع تاريخ الطائفة عربية الأصل.
المحاضرة الثانية كانت للباحث الأكاديمي الفرنسي في شؤون الاقليات، كلود مليت، حول الهوية الدرزية من منظاره كباحث أجنبي، فقال ان الهوية الدرزية تحتوي على ميزات خاصة حافظت على استمرارية وجود الدروز مئات السنين بفضل العناصر الخاصة التي تتركب منها هذه الهوية. وأضاف ان اهم هذه العناصر هو الدين الذي حافظ على الدروز خلال مئات السنين بسبب الصفات الأخلاقية التي أفرزها هذا الدين كالاستقامة، التواضع، الالتزام ومركزية العائلة (صدق اللسان وحفظ الإخوان). وحول علاقة الدروز بالدولة قال ان هنالك تناقض في هذه العلاقة فمن ناحية يخدمون في سلك الأمن ومن ناحية ثانية يواجهون صعوبات ومشاكل تفرضها سياسة الحكومات الإسرائيلية غير المنصفة، كما ان التطور التكنولوجي السريع في إسرائيل يحتم على المجتمع الدرزي اخذ زمام المبادرة لبناء برنامج عملي تكون الهوية الدرزية في مركز هذه المبادرة بهدف الحفاظ أولا على الجوهر (عادات وتقاليد) وثانيا على الشكل (تطوير القرية مع المحافظة على صبغتها الخاصة)، الا ان كل ذلك لا يحمي مستقبل الطائفة الدرزية من الانزلاق والتراجع اذا لم تضمن لنفسها وفورا تنظيما عصريا يواكب التغييرات المستحدثة واستخلاص فوائده الاقتصادية والعلمية لصالح اجيالها.
هذا وشارك كل من الاخوة، الشيخ فايز عزام، اسعد اسعد، شريف أبو ركن، الدكتورة رندة عباس، الدكتور سليم بريك وعاطف كيوف في مداخلات هامة، كما طرحت من قبل الحضور العديد من الاقتراحات والاسئلة حول ضرورة إقامة هيئة مدنية تهتم في شؤون المجتمع المدني للتفاعل مع كافة المؤسسات الإسرائيلية والدولية.
[email protected]