قتل ما لا يقل عن 200 شخص، وما زال أكثر من 400 محتجزين تحت الأرض بعد انفجار وحريق وقعا في منجم للفحم بغرب تركيا، حسب ما أعلن وزير الطاقة التركي، اليوم الأربعاء.
وقال الوزير طاهر بلديز إن 787 عاملاً كانوا في المنجم بمحافظة مانيسا (غرب تركيا) عند وقوع الانفجار الذي حصل في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وإن حوالي 400 منهم ما زالوا محتجزين تحت الأرض، موضحاً أنه تم سحب أربعة عمال مصابين بجروح خطيرة.
وقال جنكيز ارجون، حاكم إقليم مانيسا، إن مئات العمال حوصروا وقت انفجار المنجم.
وكان المسعفون يحاولون ضخ الهواء النظيف في المنجم لكي يصلوا إلى المحتجزين على عمق نحو كيلومترين تحت سطح الأرض وعلى بعد نحو أربعة كيلومترات من مدخل المنجم. وأفاد عناصر الإطفاء أن دخاناً كثيفاً يعوق تقدمهم.
وأرسلت مروحية إنقاذ إلى المكان، فيما أرسل الجيش فرقاً تضم 20 شخصاً وفق وكالة "أنباء الأناضول".
وكان وزير الطاقة التركي صرح عقب وصوله إلى مانيسا: "لا أريد أن أعطي أرقاماً. علينا أولاً أن نصل إلى عمالنا المحتجزين تحت الأرض".
وأضاف أن "أربع فرق إنقاذ تعمل حالياً في المنجم. والحريق يخلق مشكلة، إلا أنه يتم ضخ الأوكسجين في ممرات المنجم التي لم تتضرر".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أنه "يتابع التطورات عن كثب". ووجه أردوغان في أنقرة "تعازيه الصادقة" إلى عائلات الضحايا، وقال إن "بعض عمالنا تم إنقاذهم، وآمل أن نتمكن من إنقاذ الآخرين".
والانفجارات داخل المناجم أمر مألوف في تركيا، وخصوصاً منها تلك التابعة للقطاع الخاص.
والحادث الأخطر وقع العام 1992 حين قضى 263 عاملاً في انفجار للغاز داخل منجم زونغولداك.
واعتبرت شركة "سوما كومور" للمناجم في بيان أن الانهيار "حادث مأساوي"، مضيفة: "المؤسف أن عدداً من عمالنا قضوا في هذا الحادث. وقع الحادث رغم أكبر قدر من الإجراءات الأمنية و(عمليات) التفتيش لكننا نجحنا في التدخل سريعاً".
وأوضح وزير العمل والأمن الاجتماعي التركي أن المنجم تمت معاينته آخر مرة في 17 مارس، وكانت المعايير المطلوبة متوفرة فيه.
لكن العامل أوكتاي بيرين قال: "ليس هناك أي سلامة داخل هذا المنجم. النقابات ليست سوى دمى، والإدارة لا تفكر إلا في المال".
وقال زميله تورغوت سيدال: "هناك أناس يموتون في الداخل وجرحى، كل ذلك من أجل المال".
[email protected]