نُقل مساء الخميس المواطن الفلسطيني "م. ز" 45 عاماً من منزله في بلدة السموع جنوب الخليل الى مستشفى الامراض النفسية والعصبية في بيت لحم لتلقي العلاج، بقرار من النيابة العامة، وذلك بعد توصية اللجنة الطبية في جمعية الاحسان الخيرية لرعاية وتأهيل المعاقين وتوصيات الاطباء في مستشفى الخليل الحكومي، وبتوصية من مديرية الشؤون الاجتماعية في يطا.
الشرطة تكشف
المواطن "م" قال الناطق باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات:" انه جرى العثور على شخص من ذوي الإعاقة العقلية مكبلاً داخل حظيرة أغنام منذ أكثر من 25 عاما، وذلك في إحدى بلدات الخليل".
وأضاف ارزيقات:" هذا الشخص اجبرته العائلة على الاكل مع الاغنام والدواجن، واحتجزته مكبلا بالحديد دون رأفة او رحمة، وأنه جرى اعتقال شقيقه والاتصال بالشؤون الاجتماعية للتعامل مع هذه الحالة". وتابع ارزيقات أن التحقيق جارٍ مع شقيق الضحية، وأن الشرطة اتخذت كافة الاجراءات القانونية اللازمة في هذه الحادثة".
وقد تحولت قصة "م .ز" ونتحفظ في معا عن نشر اسمه، تحولت الى قضية رأي عام في محافظة الخليل، وامتدت للمحافظات الاخرى، ومن خلال هذا التقرير نحاول ان نضع الامور في نصابها.
رئيس بلدية السموع ينفي التقييد
ونفى رئيس بلدية السموع يوسف السلامين، أن يكون الشخص الذي عثرت عليه الشرطة في السموع، قد تم تقييده ووضعه داخل حظيرة للاغنام منذ أكثر من 25 عاماً، مشيراً الى أن البلدية والأهالي في بلدة السموع يعرفون بحالته وحالة عائلته، مدللاً على قيامهم بتقديم الاغاثة المستعجلة للعائلة خلال المنخفض الجوي الذي ضرب البلاد نهاية العام الماضي وبداية هذا العام.
وقال رئيس البلدية لمراسل معا في الخليل:" كانت والدته قبل وفاتها قبل نحو خمس او اربع سنوات تعتني به وباشقائه، حيث يعاني الاولاد من أمراض عصبية متفاوتة، ويتم السيطرة عليها بالادوية، ونظراً للحالة المرضية والاجتماعية التي تعاني منها الاسرة، تم وضعه في الحظيرة".
الشؤون الاجتماعية: "م" مسجل على كشوفات الوزارة
من جانبها قالت مديرة مديرية الشؤون الاجتماعية في يطا لبنى العناني:" هو حالة اجتماعية ومسجل على كشوفات الوزارة، ويتلقى مخصصات ومساعدة من الوزارة ضمن الامكانيات المتاحة لنا".
وتابعت في حديثها:" أذكر بأن والدته، حينما كانت على قيد الحياة، كانت ترفض ان يتم إدخال ابنائها وبضمنهم "م" لأي مؤسسة، ونحن في الوزارة لا نملك عصا سحرية، ولدينا عدة حالات مشابهة لحالة "م" لكن الظروف التي عاشها "م" هي أكثر قساومة من تلك الحالات المسجلة لدينا، ونحن نعمل جاهدين لتحسين ظروف حياتهم".
وقالت:" اليوم، حضرنا برفقة بلدية السموع وجمعية الاحسان الخيرية لرعاية وتاهيل المعاقين، وعدد من أهل البلدة والأمن الوطني والصحة، لمساعدة "م" وعائلته، حيث تم ارساله الى مستشفى الامراض النفسية والعصبية في بيت لحم، لمعالجته ومن ثم سيتم اعادة تأهيله، ونعمل مع البلدية على اعادة تأهيل منزلهم وتحسينه ليصبح ملائماً بالشكل المطلوب".
وأردفت العناني قائلة:" جراء الاهمال الذي تعرض له من قبل أهله وعدن اعطائه ادويته بانتظام والاعتناء به، ساءت حالته الصحية حيث يُعاني من تخلف عقلي واضطرابات عصبية شديدة وتصرفات عدوانية".
وأبدى رئيس بلدية السموع يوسف السلامين، استعداد البلدية والمجلس البلدية لتقديم أية مساعدة ممكنة في سبيل اغاثة هذه الاسرة، مضيفاً:" نأمل بأن يتم علاجه واعادة تأهيله ودمجه في المجتمع باسرع وقت ممكن، ونحن على اتم الاستعداد لمساعدة هذه الاسرة بما يتوفر من امكانيات لنا".
جمعية الاحسان: لم نستقبله بسبب عدوانيته
من جانبه قال رئيس جمعية الاحسان الخيرية لرعاية وتأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة في الخليل الدكتور سميح الدويك:" قمنا بتنظيم زيارة الى منزل "م.ز" بالتعاون مع بلدية السموع و وزارة الشؤون الاجتماعية، للوقوف عن كثب على الواقع الذي يعيشه في محاولة منا لتقييم الوضع، والبحث عن حلول مشتركة لتحسين الوضع الاجتماعي لـ "م" وعائلته".
واتُهمت جمعية الاحسان، من قبل عدد من المواطنين، بأنه سبق وأن قامت بعمل تقييم لحالة "م" قبل عامين على اقل تقدير، وطُلب منها ايواء المريض "م" ورعايته، مقابل تبرع أحد أفراد عائلته الممتدة بقطعة أرض.
ونفى الدكتور الدويك هذه الاتهامات، واصفاً اياها بالمغرضة والتحريضية على الجمعية، مؤكداً على أن الجمعية رفضت ايواءه لأنه يُشكل خطراً على حياة نزلاء الجمعية، وهذا مناف لمعايير الادخال والايواء للجمعية.
واستطرد قائلاً:" استقبلت الجمعية " م" البالغ من العمر 45 عاما وهو من ذوي الاعاقة العقلية العصبية الشديدة يوم الاثنين بتاريخ 7/12/2015 بناء على تنسيق واتصال من محافظة الخليل وتحويل من وزارة الشؤون الاجتماعية والشرطة، واجتمعت لجنة التقييم داخل الجمعية بكافة طواقمها (مدير الجمعية – طبيب الجمعية – الاخصائية الاجتماعية – مدير التاهيل – مسؤول الأقسام الداخلية ) وتم استكمال التقييمات و الفحوصات الطبية والمخبرية الضرورية اللازمة، وتبين أنه يتصف بالعدوانية الشديدة التي لا يستطيع طواقم الجمعية السيطرة عليها حاليا، وأن هذه العدوانية تؤثر بالسلب على من حوله من أشخاص ممن يتصفون بالضعف الجسدي، وهو بحاجة ماسة لدخول مستشفى لمتابعة حالته الصحية وذلك بعد اجراء الفحوصات المخبرية الاولية في الجمعية وحاجته الى استكمال الفحوصات اللازمة في المستشفى والعمل على تنظيم الادوية العصبية والنفسية للشاب وتجهيز ملفه الطبي بالكامل ليتسنى التعامل مع الحالة فيما بعد".
وزاد في حديثه:" بناء على ذلك تم التوصية من قبل اللجنة بعدم ادخاله ونقله للمستشفى الحكومي، كما أن شقيقه رفض ادخاله للجمعية أمام طواقم الجمعية وطاقم الشؤون الاجتماعية ومندوب الصحة في المنطقة، ورفض توقيع أياً من نماذج الادخال المعتمدة وشدد على أنه لا يتحمل أي مسؤولية ناتجة عن سلوك شقيقه داخل المؤسسة وتعريض النزلاء للخطر، وفي نفس اليوم حضر الى الجمعية رئيس النيابة العامة علاء التميمي، واطلع على اوضاع الجمعية وعلى اقسامها وتعرف على طبيعة الحالات الموجودة في الجمعية واطلع عن كثب على حالة الشاب من خلال التقارير الطبية، وقد اوصى بادخال الشاب لمستشفى الخليل الحكومي لاستكمال الفحوصات الطبية وتقديم العلاجات اللازمة وتحويله الى مستشفى الامراض النفسية والهصبية لتقييم وضعه واعطاءه العلاجات اللازمة".
وقال رئيس الجمعية د.سميح الدويك ان الجمعية وطواقمها على استعداد تام لمتابعة الحالة مع بلدية السموع ووزارة الشؤون الاجتماعية لتوفير المكان المناسب والوضع الملائم له، من حيث تأهيل المكان وتوفير الرعاية الطبية والعلاجية دون التأثير على الأعداد الموجودة في المؤسسة، وقد نظمنا زيارة الى بيته للاطلاع عن كثب على وضعهم، استكمالاً لرسالة الجمعية التي تعمل على توفير حياة كريمة للاشخاص من ذوي الاعاقة وتبني قضاياهم الانسانية".
وكالة معا
[email protected]