بزرع بذور الخير في نفوس الابناء تربية، تكون النتائج أرقي حصاد القطف من الثمار، ومن القمح حنطة الخبز لهي الرغيف العربي الثري الدارج، كنا نتمنى دوام الخير في مجتمعاتنا العربية، من منطلق الحفاظ على السيرة الحياتية المتواصلة والمتكاملة بأبهى الاشكال تعاملا وأجمل الصور بقاء عالقا، في الذهن درس الأمناء من اهل الخير ساريا، ومدرسة تنغمس في دواخلها مؤشرات الإنسانية دائمة باقية، لتنمو وتعلو وترقى بكل الطاقات البشرية الاروع.
مفارقات غريبة تحدث في عالمنا العربي تحديدا، لم نقدر حتى الساعة ومن التدوين الحالي، ولو للوصول لصدق او استنتاج وتحليل عقلاني موضوعي، فكري وثقافي عن سر ما هو منقلب في السيرة الحياتية بين البشر، متمثلا في الفكر والتربية والثقافة تحديدا، فهي تلك الأسس الأولى التي نتكأ عليها في زرع البذور والحفاظ على الجذر والعرق العربي، حفاظا على تقاليدنا التي كانت الاجمل والاجدى رونقا في التعامل، والانقلاب الحاصل في رداءتها وتقهقرها حب الانسان لأخيه الانسان؟!. ام هي الانانية الغريزية في الطمع المادي المنعكس على عقول البشر؟! ناهيك عن سباق العصرنة الحاصل والذي لا يمت بصلة لتاريخنا العربي القديم وحضارة الإسلام؟! ومن المسببات من حضر وغاب ويبقى الامر دراسات وتحقيقات متتالية بكل يوم واسبوع وشهر حتى نضيع عن الهدف المحدد، وبفقدان البوصلة فعلا نفقد دروب الخير والسعادة الإنسانية، للجشع الحاصل والاطماع المادية وتفضيل النفس البشرية عن مصلحة المجموع، تلك ماهي الا عينة او مؤشر لا يضع الاصبع على الجرح العميق، بل الجرح السطحي الذي لا نتفاءل بشفائه الا مع فترات الزمن الغابر الطويل والمتعثر. الصراع الإنساني الحياتي على وجه البسيطة لهو المحرك الأساسي لكل الحوادث الناتجة من انحلال وانهيار وتقاتل وتصارع وحروب مستنزفة واحتلال شعوب واراض، على الرغم من تلك البشاعات التي تحدث بحق البشرية جمعاء على الكرة الأرضية عامة والعربية من الدول خاصة، فلو تعمقنا قليلا لوجدنا ان خالق الكون اعطانا كرة أرضية كبيرة وشاسعة يمكن لكل البشر العيش عليها براحة وهدوء؟! ويبدو ان الايمان بمنطق القوي والضعيف خلق غريزيا مع الانسان والبشر، وانتقل الى عالم الدول والحكومات المهيمنة من الدول الكبيرة والصغيرة، والمعادلة الحاصلة بان المصالح القائمة لا بد وان تكون العامل في بناء التحالفات القطرية والدولية، لاحتواء أكبر قوة استراتيجية تسيطر في النهاية على معالم البسيطة بأكبر قدر؟!.
واليوم نحن نرى اخواني بأم اعيننا الخروقات الحاصلة، ضد كل ما هو بشري من صراعات دولية وتحالفات تؤدي نهاية الى قتل الانسان والبشر، متمثلا بعامنا العربي بقتل الطفل والشيخ والمرأة، دون هوادة او رحمة وتحت اسم الدين نحلل او نحرم؟! الجهل والاجحاف والظلم لهو عامل اجرامي بحق البشر؟! وعلى ما يبدو ان امتنا العربية والإسلامية من المشرق الى المغرب والتي تغنينا بتاريخ حضارتها، انبترت الى ما لا رجعة الى الابد؟! فهل من حكماء العقل دراية، قادر على ارجاع الدفة ثانية الى سفينة السلام والامن والآمان؟!. العالم القوي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والحلفاء التابعين لها من دول أوروبا والعرب، لهم القسط الأكبر استعمارا، لعالم الدول الثالث والفقيرة فكرا وثقافة وثروات؟! وفي القسم الاخر روسيا والصين والحلفاء التابعين لها، يشكلون القسم الثاني كبرا في السيطرة على الثروات الطبيعية وتقاسم الثروات هو الصراع الاستراتيجي الحاصل بين الدول الكبيرة والمهيمنة استعمارا عسكريا واقتصاديا؟! ونحن امة العرب وبرغم ما نملك من ثروات نفطية، لن تخدم القيم العربية والإنسانية العربية، فباتت على مفترق طرق من الضياع، وكرست بسهامها طعن العربي للعرب؟! مع الأسف. فهذا هو الجهل والظلامية الحاصلة لنا يا امة العرب؟!. ومن هنا ضاعت حدود الإنسانية، وصارت الأقليات متواجدة وحاضرة في زمن الطعن والغدر من الغرباء؟! فاضحينا نسمع بإقامة كنتونات ودويلات غريبة في عصر الغدر والغرابة؟! والفنا الصبغة الحديثة من تسميات الطوائف (سني وشيعي ودرزي ومسيحي ويزيدي وعلوي) ناهيك عن تسميات كردية جديدة والتي بدورنا ومن هنا ننفي وجودها الطائفي ونقف ضد كل التسميات، وهذا لهو دليل قاطع على الوهن الذي أصاب امتنا العربية بقبولها تلك التسميات الطائفية والمعتقدات. وبذلك نرى تجاوز حدود الإنسانية وفقدان أصول القيم. تصورنا للأحداث المؤسفة لهو امر غير طبيعي، يدل على جهلنا تاريخا وحضارة، وتربية فكرية غير سليمة والتي تؤدي بنهاية المطاف الى قتل الروح الإنسانية قبل تقسيمنا لدويلات وكنتونات وطوائف.
مؤسف ما هو حاصل بعالمنا العربي من المشرق الى المغرب، وعلى ما يبدو فهي نقلة رجعية نهايتها الدمار والعودة الى بداية النهاية والخلق من جديد لبناء حضارة عربية نعهد ثقافتها تربية فكر سليم ومكننة متطورة وصناعات حديثة وثروات تخدم المواطن العربي فقط وليس الحاشية والملك والأمير والرئيس. حينها ربما تكون القفزة النوعية الحديثة لأجيالنا العربية القادمة. وعلى ما يبدو فمشوار رحلتنا سيطول؟! اللهم أنى قد بلغت وان كنت على خطأ فيصححوني.
[email protected]