مع أحد الأصدقاء تحاورنا من خلال جلسة أعتيادية على فنجان قهوة علنا نقدر على تحليل وأستنتاج ماهو حاصل في مجتمعنا العربي، وتحت أي مسمى سنصنف هذا العنف والقتل الحاصل يوميا؟..، وبحسرة تأوه تعلو ملامحه ووجهه يقول وينطق فائز :- يا صديقي العزيز لم يعد هناك مسميات أو تشبيهات في ظل قتل أمس وأول أمس واليوم ، حيث وصل الأمر لقتل أب وأبنه أبن السنتين،!!؟ أنه لحدث مؤسف ومحزن حيث لم نعد ندرك التوصيف والتحليل وماهو حاصل من تلك الآلية العنيفة ..
فكان ردي له يا عزيزي.. الإدراك للشيء بديهي أن نعلمه من خلال الأسباب، وأنا بدوري لم أعد قادرا لوضع النقاط على الحروف صراحة ،بعدما كتبت على مدار سنوات في ذلك الموضوع الذي أقلقني بكل جوانبه ، فأن قلت سنصنفه تحت العنف والجريمة أمر طبيعي في الدوله عامة وتحديدا في الوسط العربي، طبيعي ستكون أجابتنا بالنفي ، ولكن حين نشاهد تلك الأستمرارية اللعينة يوميا ونؤكد أن هناك خلل كبير حاصل من قبل المؤسسة والمجتمع عامة، ويبقى السؤال من هو المسؤول في الأهتمام التربوي الشخصي للانسان
نفسه ولعائلته، فأنه تجميل واقعي
قبل كل ما يحدث لنا في هذا المجتمع غير المتجانس..!
يقول لي فائز:_ وهل سنرضخ لتلك المشاهد دون مقاومتها بكل ما نملك من العمل سويا على المشاركة الفعلية بقطع دابر هذا العنف الشرس والعنيف الذي يحصد الأرواح الإنسانية دون تفرقه..؟!
أيعقل أن نستسلم تحت مسمى العنف والقوة والتغلب على قول الحق والجرأة ضد من يعمل في ذلك المجال؟، وهل سنسمح للقوة أن تسود على الساحة وتعلو فوق التسامح والمحبة والأخوة..؟
وأثناء تساؤلاتنا ونقاشنا دخل علينا صديق ثالث، وسمع ما نتناقش فيه من أمر مقلق حتمي وأحداثه على الساحة يوميا ومنذ أعوام خلت ودون توقف او اي علامات أو مؤشرات تدل على آلية العلاج والتخفيف ووقف هذا المسلسل من العنف والقتل بكل مناحي الحياة..
فاهم:- شاب جامعي متخصص في العلوم السياسية وله نظرة ثاقبة بما
هو حاصل من معاناة على الساحة المجتمعية، حيث دخل الحوار وبدأ يتساءل معنا عن الحلول المستقبلية ، بعدما وافق معنا على ما نطرحه ونتساءل فيه من أين نبدأ..؟
فكان جوابه أن المجتمع العربي في دولة إسرائيل يمر بأزمات فكرية ثقافية وأقتصادية، حيث يعاني من الأهمال والفقر قياسا مع المجتمع اليهودي، والبطالة وعدم إيجاد الآلية لتوفير المسكن للأزواج الشابة في مدننا وقرانا العربية، عدا النقص الكبير في النوادي والمسارح والفنون والآداب، حيث تفتقر لتلك الأمور الثقافية التي نحن بحاجة لها، ولكن أخواني الفقر والسكن والبطالة هما من العوامل الأساسية التي تجعل مجتمعنا مفلسا بكل مناحي الحياة، وحيث يوجد الفراغ تنبت الجريمة وينمو العنف بكل أشكاله، هذا هو رأيي بأيجاز لما هو حاصل اليوم للأسف في مجتمعنا العربي..
شكرا أيها الصديق فاهم وشكرا لك الصديق فائز على هذه الجلسة الحوارية على أن نلتقي في جلسات اخرى سنحتاج لها، حتى نقفل مسلسل ذلك العنف والقتل والخاوة والتربية البيتية ودور المؤسسة الإسرائيلية من شرطة وأقتصاد وثقافة وأيجاد حلول للفقر والبطالة والسكن لدرء المخاطر المقلقة مما هو حاصل من عنف وقتل يومي..
علنا نلتقي أن شاءالله على حوار نقي صادق وجريء، يدخل الروح الإنسانية والبسمة على شفاه أهلنا بمجتمعنا هامة وتحديدا مجتمعنا العربي الجريح الأكبر من هذا الفيروس الخطير..
وهل سنرضخ لمسميات العنف والخاوة والقوة والجريمة أمام أعيننا خوفا منهم..؟! وأين نواب العرب من هذا الموضوع وطبعا رؤساء البلديات
وكل الهيئات المسؤولة في
مجتمعنا..
اللهم أني بلغت وأن كنت على خطأ فيقوموني..
[email protected]