كان الوقت ما بين العصر والغروب، والشمس الدّافئة ما تزال ساخنة بوهجها، سكوتها كان مغموسًا بعصائر الحزن وقليلمن الفرح المصطنع، وخيوط النّور تتلألأ على وجنتيها الوردّيتين وشعرها الأسود.
عيناها تحدّق في الأفق الهزيل، وتتبع السحب، وهي تصرخ وتصرخ بدون صوت لعلّ صراخها يلاقي آذانًا صاغية.
تجلس على الشاطئ المهجور، والبحر صامت فيه خشوع، تعشق الزبد والرمل والقواقع ورائحة الصخور وحبّات الماء تداعب بأناملها رماله الساحرة،ترسم لوحةمبهمة، فتأتي الموجات وتمحوها بكلّ وقاحة وشراسة،فتردّ بابتسامه عريضة على محيّاها،تتأمّل بحنيّة عمليّة الجزر وحبّات الرمل وبقايا الأصدافالمنجرفة.
تشمّع لسانها في سقف حلقها، وتعاركت الأحاسيسفي جوفها، تسكب فيض ذكرياتها في بحر النسيان، تهبّ ريح مجنونة، فتنسدل أهداب عينيها وتغفو، وتبقى النجوم تحرسها.
[email protected]