وقال الشاب محمد حداد، الذي يعمل في "التمديدات الكهربائية" مع شركة اسرائيلية لـ"كيوبرس" إنه أثناء عمله في أحد الشوارع التي يسكن فيها مستوطنون في القدس المحتلة، حاولت مجموعة منهم الاعتداء عليه، ما دفعه إلى إبلاغ الشركة لإنقاذه منهم؛ إلا أنه تفاجأ بإخباره من قبل المسؤول عنه في العمل أنه مسرح من عمله، دون توضيح الأسباب، ما جعله باطلا عن العمل ضمن فئة كبيرة من الشبان في القدس المحتلة التي تضربها البطالة.
ولا تختلف قصة حداد عن نظمي محمد علي، الذي كان يعمل في بلدية "موديعين" منذ عامين، إذ سرحه المسؤول عنه و 14 من زملائه خلال الأوضاع الراهنة بذرائع واهية، كتغيبه عن العمل مدة يومين، عقب منع قوات الاحتلال خروجه من مخيم شعفاط المحاصر في الأيام الأخيرة.
وقال نظمي محمد علي لـ"كيوبرس" إن المسؤول في العمل سرحه من عمله بسبب الأوضاع التي تعيشها مدينة القدس، مضيفا أن العنصرية باتت تتحكم في حياة المستوطنين وتعاملهم مع العرب.
وأضاف: "تغيبي ليومين عن العمل ليس دافعا لفصلي نهائيا، كون عذري معي، ويمكن للمسؤول أن يحتسبهم من إجازاتي التي لم أستغلها منذ فترة".
لم يؤثر فصل محمد علي من عمله على شخصه فقط، بل كان له الأثر على جميع أفراد عائلته المكونة من زوجة و5 أطفال، لعدم توفر السيولة الكافية بين يديه، الأمر الذي فاقم من الخناق الذي يعيشه مع عائلته في مخيم شعفاط.
أما الشاب محمد عسيلة الذي تم توقيفه عن العمل لحين إيجاد ذريعة حقيقية تخول المسؤولين عنه بتسريحه بشكل قانوني، كما قال لـ"كيوبرس"، فكان يعمل في محطة وقود تابعة لشركة اسرائيلية، وتفاجأ حين توجه إلى عمله كالمعتاد بوجود فتاة مستوطنة تعمل مكانه دون إبلاغه من قبل.
وأضاف، أنه عندما سأل المسؤول عنه في العمل عن سبب توقيفه دون سابق إنذار، قيل له أنه قام بعدة مشاكل مع زبائن المحطة، الأمر الذي نفاه عسيلة وطالب بفتح كاميرات المراقبة في المحطة، ومواجهته مع من يدعون اختلاقه مشاكل معهم، إلا أن المسؤول أخبره بأنه سيبحث في أمره دون أن يرد على تساؤلاته.
من جانبه أوضح مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري لـ"كيوبرس" إن هناك إيجاز غير مباشر من قبل الاحتلال لزيادة الخناق على المقدسيين، حتى يضطروا لمغادرة المدينة وتركها للمستوطنين.
وأضاف، أن إجراءات الاحتلال التي تُمارس بحق المقدسيين سواء نشر عشرات الحواجز في القدس المحتلة أو تسريح المقدسيين من عملهم، ستؤثر بشكل سلبي على علاقاتهم الاجتماعية ووضعهم الاقتصادي، حيث تعد نسبة الفقر في مدينة القدس التي وصلت إلى 80% من أعلى نسب الفقر في العالم، مبيّنا أن تسريح العمال من أماكن عملهم سترفع هذه النسبة كون المتحكم الرئيسي في العمالة بالقدس، هو الاحتلال.
وحذر الحموري من أن إجراءات الاحتلال الأخيرة من شأنها تغيير الوضع الطبوغرافي للمدينة المقدسة، مطالبا بتدخل دولي لوضع حد لهذه الإجراءات.
[email protected]