يعد الحمل من أروع التجارب التي من الممكن أن تمر بها أي إمرأة في العالم، وعلى الرغم من إرتباطه بأعراض وآلام مزعجة أحيانا خلال فتراته، إلا أنها تبقى خالدة في ذاكرة الأم ومشاعرها ووجدانها.ويوجد هنا سؤال يدور برأس كل الأمهات وهو: هل يتعلم طفلي داخل الرحم؟
لتعي كل أم أولا أن الرحم بالنسبة لطفلها عالمه الخاص الذي شعر فيه بالحرية والمتعة اكثر من أي مكان آخر، فهو مهيأ للحركة والتلوي ومد اطرافه منذ الأسبوع العاشر من الحمل كما قدر الأطباء، وهو قادر تماما على سماع الأصوات والإستجابة لها داخل الرحم بدءا من الأسبوع الـ23، كما أنه يبدأ في التذوق يدخل في إطار تعلمه داخل الرحم.
ولكن ماذا بعد؟
إنه على إستعداد الآن ليسمع الموسيقى التي تهدئك أثناء الحمل، بل ويسمع صوتك، فاحرصي على الحديث معه، ولا تتكاسلي عن رواية قصص له أيضا فإنه يستجيب داخل رحمك بحركات معينة تؤكد لك تعلمه، إذ أكد الخبراء أن ثمة قدرة الطفل على الحصول على قدر من المعلومات الحسية في الرحم والتي سيستجيب لها وقد يحفظها بدرجة ما. الطفل يسمع الموسيقى كما تسمعين أنت تماما، وتوجد علامات لذلك، فما إن يسمعها إلا وتزداد ضربات قلبه، وتشعرين بحركاته أكثر، بل أنها ستظل عالقة بذهنه إذ يستطتيع التعرف عليها والإستجابة لها بعد الولادة وبعد أن يبدأ بالتعرف على العالم الخارجي من حوله، حيث أثبتت الدراسات أن الموسيقى التي تسمعها الأمهات أثناء الحمل للإسترخاء قد تهدئ المواليد الجدد عندما يسمعونها مرة أخرى بعد الولادة، فينتبهون لها ويستمتعون بها.
وهناك مفاجأة أخرى وهي التذوق، فالطفل داخل الرحم يستطيع تذوق ما ينقل إليه منك عبر السائل الأمينوسي، الذي يعتبر خلاصة لما تأكلينه من نكهات مختلفة، ولذلك يستحسن الطفل الرضاعة الطبيعية إذا تذوقها لأن حليب الأم يحمل نفس النكهات المستخلصة من غذائك. وقد أكد الخبراء كذلك، حتى أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات كان يفضلون وينتظمون في تناول أطعمة أو عصائر مفضلة لديهم أثناء فترة الحمل، يفضلون نفس الأطعمة والمشروبات.لذلك لا تترددي في محادثة طفلك أثناء الحمل، وإسماعه الموسيقى ورواية القصص بصوت ناعم فهو يهدئ الطفل.. فهو يستطيع التجاوب معك، فما أجمل حركاته داخل رحمك كإستجابة لأي فعل قمت به.. فسبحان من علم الإنسان ما لم يعلم.
[email protected]