بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية
ادخلي في عبادي وادخلي جنتي, صدق الله العظيم
في الرابع من سبتمبر اهتزت ارض الثورة والبطولة, سويداء الشهامة وجبل العرب الاشم من صوت انفجارين ضخمين الاول استهدف موكب شيخ الكرامة, الشهيد البطل, المغفور له ابو فهد وحيد البلعوس طيب الله ثراه, برفقة ابطال ومشايخ الكرامة من بيرق ال نعيم وغيرهم مما ادى الى وفاتهم وسط عملية اغتيال الاشنع منذ قيام الدولة السورية.
ولم تقتصر يد الغدر والاستبداد فقط على هذا, ولتأكيد الاغتيال وهز استقرار امن الجبل, قاموا بتفجير سيارة مفخخة اخرى بجانب المستشفى الوطني ليرتفع عدد الشهداء الى اكثر من ثلاثين شهيداً.
خرج نبأ اغتيال شيخ الكرامة الى وسائل التواصل الاجتماعي كصاعقة البرق, افتتحت شاشات التلفزة عناوينها بأغتيال شيخ الكرامة, فيما تعالت اصوات الاستنكار من كل حدب وصوب, من مؤيد ومعارض للشيخ, وتعالت اصوات مكبرات الصوت في الجليل والجولان والكرمل والشوف وجبل العرب الاشم ينعون فيها وفاة احد الابطال الذين سيسجلهم تاريخ المجد والبطولة.
ظهر الشيخ المرحوم ابي الفهد بصورة ضخمة منذ عامين, حيث نادى بالمحافظة على الارض والعرض والدين, وصيانة الممتلكات العامة والحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم المس بها بأي شكل من الاشكال, كان حيادياً في السياسة, عارض الخدمة في الجيش العربي السوري بسبب الانخراط في القتال الدامي في سوريا مما ادى الى معارضته من قبل الدولة وملاحقته من قبل النظام ورجالاته في الجبل ومحاولة المس به, ما ادى الى انقسام سياسي سبب في ابعاده دينياً الامر الذي اثار غضب وسخط اهالي الجبل وزاد من جمهور البلعوس اكثر واكثر, فنتيجة للضغط الجماهيري قررت مشيخة العقل ابطال قرار الابعاد ونال دعم فضيلة الشيخ ابو وائل حمود الحناوي شيخ عقل الطائفة في الجبل.
بعد هذه الاحداث زادت شعبية الشيخ وحيد البلعوس في الجبل وخارجه, واثارت مواقفه الكاريزماتيه اعجاب ابناء الطائفة في كل حدب وصوب, فقام بتجنيد المئات من شباب الجبل تطوعاً في صفوف ما عُرف ببيارق الكرامة, وابرزهم بيرق ال نعيم وعلى رأسهم الشهيد فادي نعيم, وبيرق الفهد وغيرهم, بحيث تكاثرت الصفحات الفيسبوكية بأسم مشايخ الكرامة وبيارقها, الامر الذي ادى الى اقامة صفحات اخرى سميت ببيارق الجليل والكرمل والجولان.
عمل الشيخ ابو فهد, بصورة حكيمة وعقلانية, وبادر ورجالاته في اطلاق سراح معتقلين ومخطوفين من سجون وجماعات مختلفة, شارك في العديد من المعارك على حدود الجبل ومنهم معركة شقا, ومعركة الثعلة, فبادر الى المصالحة في الجبل مع البدو وعمل على وحدة الصف والكلمة, فكانت دائماً شعبيته في ازدياد متواصل.
اثناء مجزرة جبل السماق, سُجلت للبلعوس مواقف مشرفة بالتعاون مع مشيخة العقل في الجبل, وبالتنسيق مع القيادة الدينية في اراضي 48 وعلى رأسهم فضيلة الشيخ ابو حسن موفق طريف, بحيث كانوا السد المنيع لمجزرة اخرى.
في الفترة الاخيرة تحدث البلعوس في عدة منابر عن امر بتصفيته قبل النظام الاسدي, قائلاً :"قد علمنا قراركم بتصفيتنا ونعلمكم ان ارواحنا وارواحكم بيد العلي المقتدر واعلى ما في خيلكم اركبوه", الامر الذي اثار حفيظة اعداءه من النظام وادى الى تكثيف الملاحقات ضده ومحاولات عديدة لأغتياله نجحت في الرابع من سبتمر 2015.
ففور نبأ استشهاد شيخ الكرامة وحيد البلعوس واسد الجبل الشيخ فادي نعيم, ورفاقهم الابرار, ضربت المنطقة عاصفة رملية الاولى من نوعها منذ مئات الاعوام, وسط اصوات الاستنكار الآتيه من كل حدب وصوب, منددين بهذا العمل الغاشم البربري الجبان, والذي يهدف فقط الى اسكات صوت الحق دون علمهم ان هذا الحادث ربما قد اسكت صوتاً لكنه لم ولن يسكت روحاً تأتي منها عشرات الاف الاصوات التي لن تسكت على مثل هذا الاغتيال الشنيع.
فمن هذا المنبر ومن يركا الجليل, اتوجه الى مشايخ الكرامة, لن اعزيكم لأننا نعزي انفسنا بفقدان بطلاً من ابطال بني معروف, الا انني اناشدكم التصرف بعقلانية وحكمة مثلما عودكم وعودنا شيخ الكرامة ابو فهد, متمسكين بمبادئنا وقيمنا المعروفية الاصيلة, تحت شعار, لا نعادي ولا نعتدي بل ندافع وننتصر, ومثلما قال شهيدنا البطل, يا فوق الارض بكرامة يا تحت الارض بكرامة.
واتوجه ايضاً, الى المسؤولين عن التعليم الدرزي في وزارة التربية والتعليم, بالعمل على ادخال الشيخ وحيد البلعوس ورجاله وفعالياتهم, الى منهاج التعليم في التراث الدرزي, لكي يتعلم ابناؤنا ما معنى الرجولة والشهامة والبطولة, ومن اجل ان يستمر صوت الحق من جيل لآخر لنثبت تراث هؤلاء الابطال الى ابعد الازمان.
عزاؤنا بالانجال واهل الجبل وسوريا وعموم ابناء الطائفة المعروفية, ولشهداؤنا الابرار الرحمة, وللجميع من بعدهم طول البقاء, انا لله وانا اليه راجعون.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]