ما من شيء أصعب على قلب الأم والأب من أن يجدا طفلهما قد بات أسيرا لآلام مبرحة، وتقلبات نفسية شديدة ونوبات غضب وإنفعال حادة لتحمله ما لا يطيق، ولا يوجد أمر من هذه التجربة التي تقلب حياة الأسرة رأسا على عقب، بل وحياة المقربين لها، والأصدقاء، ولكنه أمر الله وما علينا إلا أن نتقبله وأن نبدأ في أخذ الخطوات التي تفيد الطفل في طريق العلاج الطويل الذي كتب عليه.
فمرض السرطان هو المرض الأكثر تعقيدا وله آلية خاصة للتعامل معه، بدءا من تعريف الطفل به، وبالتغيرات التي ستطرأ عليه خلال رحلة علاجه، ونظرا لصعوبة تعريف الوالدين للطفل بهذا الأمر يمكن أولا اللجوء إلى الطبيب المختص ليمد يد العون لكل من تعرض طفله لهذه الوعكة الصحية الشرسة.
وفيما يلي مجموعة من الأمور التي تفيد الوالدين في التعامل مع هذا المرض:
•محاولة تعريف الطفل بهدوء عن حقيقة المرض، ومساعدته في جمع معلومات هامة عنه، ويمكن الإستعانة بالكتب الإرشادية الملونة في هذا الصدد.
•فهم أهمية الحالة النفسية الإيجابية على الطفل وعلى نتيجة العلاج، إذ ينبغي أن يطرح الوالدان مخاوفهما وقلقهما جانبا ولا يظهراه للطفل أبدا مع الظهور أمامه بإبتسامة محملة بحبهما له، ليستمد منهما الطاقة الإيجابية التي تعد عاملا قويا ومؤثرا في رحلة العلاج وهي أصعب ما في الأمر، فالألم يعتصر قلبهما، ولكن يجب التقيد بذلك لمصلحة الطفل أولا.
•تقديم الدعم النفسي للطفل دوما وفي كل لحظة ليشعر بالأمان ويملك القوة لمواجهة المرض.
• التعامل مع حساسية الطفل بطريقة سليمة تعزز من ثقته بنفسه، وتقوي من عزيمته، وتحمل إنفعالاته وإمتصاصها بالطريقة التي تعود عليه بالنفع مع تقديم بعض النصائح له في ما يتعلق بذلك.
•نقطة هامة جدا يؤكد عليها الأطباء في هذا الشأن وهي إيضاح سبب المرض للطفل، بأن يقول الوالدان له أن السرطــان ليس خطأه بل هو قضاء الله تعالى ولا يد لنا فيه، مع شرح نماذج لأطفال تقبلوا هذا المرض ونجحوا في رحلة العلاج.
•توضيح أمر هام للطفل وهو أن السرطان ليس مرضا معديا ولا يجعل الطفل وحيدا دون ممارسة حياته الطبيعية، فقد يخاف بعض الأطفال لجهلهم بماهية المرض في أن يكون سببا في عدوى شخص آخر.
•إتحاد الأب والأم معا ومساندة كل منهما للآخر حتى ينعم الطفل بإستقرار أسري ذي تأثير قوي وإيجابي عليه، فشعوره بمساندتهما لبعضهما أمر هام ورسالة هامة للطفل بأن شفائه وعلاجه هو أقسى ما يتمنياه.
•لا بأس باللجوء إلى متخصص نفسي إذا طال عدم تقبل الطفل لحالته، وزادت نفسيته سوءا، ففي هذا المجال متخصصون ينجحون ببراعة في مساعدة الطفل على تقبل نفسه والتغيرات التي طرأت عليها مع تقبل المرض والتعايش معه.
•يجب على الوالدين والأم بصفة خاصة اللجوء إلى طبيب تغذية متخصص للتعرف على الحمية المناسبة وطريقة الغذاء الملائمة للطفل والتي ستكون سببا قويا في علاج الطفل إذا ما تم الإلتزام بها.
•وأخيرا تذكرا أن الأمل والتفاؤل يصنعان المعجزات ويعجلان من الشفاء من هذا المرض الغول، فعليكم بالأمل ليكون لكم طوق نجاه
ومن القلب دعوة صادقة لأسر باتت حزينة على أطفالها مرضى السرطان، ودعوة لكل من يتألم بسبب هذا المرض أو غيره من الأمراض بالشفاء العاجل اللهم آمين.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]