كثرت خلال الأشهر القليلة الماضية شكاوى جهات متعددة في قوات الاحتياط الإسرائيلية والمتعلقة بعدم جاهزية الجيش الإسرائيلي وعدم الاستعداد لخوض غمار الحرب القادمة التي قد تندلع في كل لحظة، وذلك في ظل تقارير عديدة قدمها جنود ومقاتلون تتعلق بنقص كبير في المعدات والأفراد وأعطال فنية كثيرة تصيب المعدات التي من المفترض أن يستخدموها ساعة الطوارئ، وفقا لتقرير نشره اليوم السبت موقع "معاريف" الالكتروني.
وقال الموقع إن الشكاوى التي تقدم بها خلال الأشهر الماضية ضباط كبار جزء منهم قادة ألوية نظامية والمتعلقة بمستوى التدريب والتأهيل المتدني ونقص التدريبات، قد طرحت في الآونة الأخيرة أكثر من مرة في سياق نقاشات ومباحثات سرية نظمها الجيش بعضها تم برئاسة رئيس الأركان نفسه الجنرال"بني غانتس"، وكذلك تم طرح مثل هذه الشكاوى خلال الايجازات الصحفية التي يقدمها الجيش تضمن بعضها تحذيرات تقول إن مستوى الجيش يعود لذات المستوى الذي سبق اندلاع حرب لبنان الثانية.
وساق الموقع نقلا عن ضباط كبار مثالا يتعلق باستخدام ألوية المشاة العسكرية لأداء مهام تنفيذية خلال العام الجاري الأمر الذي أدى إلى وضع المزيد من العراقيل أمام التدريبات، فيما ذهب ضباط آخرون في "عالم" قوات الاحتياط أبعد من ذلك وجزموا بأن مستوى اللياقة والاستعداد متدنٍ جدا لدرجة تشبه الوضع الذي كان سائدا قبل عدة سنوات.
وجمع موقع "معاريف" خلال الأسابيع الماضية عدة شهادات تؤشر إلى وجود اتجاه عام وشعور واسع ولا يتعلق الأمر بشكوى قدمتها كتيبة احتياط واحدة وان ضباط احتياط كبار أصحاب اهتمام واسع بقضية الاحتياط ويعملون على تحسين وضع قوات الاحتياط منذ سنوات قد أيدوا وأكدوا وجود وضع سيء جدا.
"بالنسبة للمركبات العسكرية المحصنة عدنا تماما للوضع الذي ساد عام 2006 فبدلا من الحصول على سيارتين مصفحتين للقيام بالدوريات على الحدود نحصل على واحدة من نوع "هامر" غير محصنة وتفتقر إلى منظومات أسلحة وأجهزة خاصة بالتشويش على الصواريخ المضادة للدروع، لقد خدمت كتيبة "حريف" قبلنا في نفس المنطقة وفي بعض الحالات نفذوا دوريات بسيارة واحدة غير مصفحة حيث قالوا لنا وبكل بساطة لا يوجد غيرها"، قال أحد ضباط الاحتياط الذي رفض الكشف عن هويته وخدم خلال الأشهر الماضية ضمن اللواء الغربي على الحدود اللبنانية.
ساد شعور قاس أوساط جنود الكتيبة التي تحدر منها الضابط سابق الذكر، حيث قال الجنود في نهاية خدمتهم الاحتياطية إنهم شعروا بأن الجيش قد بخل عليهم بالمعدات والجاهزية التي من شأنها ان تنقذ حياتهم أو بأعمال إصلاح أجهزة الاتصال الخاصة بهم والتي لم تعمل كما يجب، وكذلك لم يشغلوا الدبابات التي بقيت في الخلف، وحين اشتكى الجنود أمام قائد اللواء قال لهم "هذا هو الوضع وبهذه سننتصر" لكنه اعترف بسوء الوضع وأعرب عن قلقة.
" عدنا إلى وضع أسوأ مما كان عليه الحال عام 2006 خدمت سريتي طيلة الوقت في نفس المكان لكن في الماضي كان لدينا سيارات مصفحة لكن يبدو أن تقليص الميزانيات ضرب السرية بقوة ونحن نتحدث الان حتى لا يأتي اليوم الذي يقولون فيه لم يخبرنا احد بوجود مشاكل وهم أي الضباط يقولون لنا ردا على الشكاوى لا يوجد أموال ولا يوجد ما يمكننا فعله، ونحن لا نفهم لماذا يوفروا ويبخلوا بالأموال في منطقة خطيرة، إذا حدث شيء سنطلب من حزب الله ان يتوقف ويمنحنا استراحة؟! قال احد مقاتلي سرية الاحتياط.
وقال جندي آخر خدم في الفترة الأخيرة بمنطقة الخليل إنه كان في منطقة "الحي اليهودي" وسط الخليل مع الحد الأدنى من القوة والجنود لم نشهد مثل هذا الحد المتدني في الماضي "احضروا الى هنا الحد الأدنى والمتدني من القوات وهي القوات التي استطاعوا إحضارها وتجنيدها بسبب عدم وجود أيام خدمة احتياطية تسمح باستدعاء أعداد أخرى من الجنود وهذه الحالة سبق أن عشناها في الماضي ولم تنته بشكل جيد".
وأضاف بسبب قلة الجنود الذين تم إحضارهم للخدمة في منطقة معقدة اضطر جنود الاحتياط إلى التنازل عن أيام الإجازة التي كانوا يحصلون عليها في الماضي ولم يحصلوا مقابل ذلك سوى على الحد الادنى من العائد المادي وطلبوا منهم القيام بنوبات حراسة متواصلة وكأنهم جنود نظاميين، "لم نكن بهذا العدد الصغير مطلقا وهذا منعنا من الخروج إلى الاستراحة وحتى لو أردنا الاستراحة لم نكن نستطيع القيام بها لان نوبات الحراسة التي قمنا بها كانت متواصلة وذلك لتغطية النقص في عدد الجنود".
وأضاف الموقع الالكتروني "إضافة إلى إغلاق ألوية مدرعات قد نحتاجها مستقبلا ولن نجدها فإن وضع التدريبات لا يبشر بالخير أيضا وقال ضباط كبار إن التدريبات لم تكن بالمستوى المطلوب، معربين عن أملهم بتحسن الوضع خلال عام 2015 لكن من يضمن حتى ذلك التاريخ أن لا يجد الجيش نفسه مضطرا للتعامل مع حالة عسكرية على أحد الحدود أو على أكثر من جبهة".
وقال قائد القوات البرية العميد "غيا تسور" في تصريح للنشرة العسكرية المعروفة باسم "على البر": "شهد عام 2013 مسا بسيطا بالتدريبات وإذا تم تنفيذ الخطة الموضوعة لعام 2014 فإن ضررا سيلحق بمستوى التدريب والتأهيل، لكن بكل تأكيد هذا الضرر سيكون محمولا، وحاليا كافة كتائب الجيش تتلقى تدريبات لكن أعداد كبيرة من القوات الداعمة للقتال لا تتلقى أية تدريبات ما يلحق الضرر بتحقيق الأهداف والمهام، وعلينا ان نتلافى الضرر عام 2015 وان نعود بالجيش الى مستوى افضل".
" 75% من الجيش قائم على قوات الاحتياط وهذا امتياز رائع حولنا من دولة صغيرة تمتلك جيشا صغيرا إلى دولة صغيرة تمتلك وقت الحاجة جيشا كبيرا ولن يجدي أي تدريب او نظام نفعا دون قوات ونظام الاحتياط، ففي عملية "الرصاص المصبوب" تم استدعاء عشرات الآلاف من الاحتياط وكان هذا دليل على عدم قدرة الجيش على العمل فقط من خلال القوات النظامية وان جيش الاحتياط هو القوة الإسرائيلية الرئيسية، وبكل صدق يوجد لدينا خطط قليلة جددا لا تشكل فيها قوات الاحتياط العامل الأساسي والمركزي والجوهري ولهذا فإن السؤال المركزي الواجب علينا توجيهه لأنفسنا كيف سنحافظ على مستوى جاهزية قوات الاحتياط؟ في البداية وقبل كل شيء يجب علينا احترامها والإصغاء لمشاكلهم واحتياجاتهم" أضاف قائد القوات البرية.
اجتمع خلال الفترة الماضية عدد من كبار ضباط الاحتياط اعضاء في تشكيل قادة الكتائب والألوية مع مراقب الدولة وطلبوا منه التدخل بنفسه في قضية قوات الاحتياط وأكدوا له الحاجة لوجود جهة من خارج الجيش تحثه وتجبره وتوقظه حتى يعود الى افضل حال.
ونشر مراقب "الدولة" القاضي المتقاعد "يوسف شابيرا" قبل شهر تقريبا تقريرا تناول فيه قضايا تتعلق بالأمن الإسرائيلي بينها مستوى تجهيز قوات الاحتياط لكن تم فرض السرية والرقابة على هذا الجزء من التقرير ولم يسمح بنشره علنا لكن ووفقا لأقوال جهات اطلعت على التقرير فإن المراقب وجه انتقادات شديدة على مدى جاهزية واستعداد الجيش الذي ووفقا لأقوال ضباط كبار لا يتدرب كما يجب وليس جاهزا كما يجب لمواجهة احتمالية اندلاع الحرب.
[email protected]