مع انتهاء الإجازة الصيفية يستعد التلاميذ للعودة إلى المدارس وكلهم أمل أن تكون هذه السنة عام نشاط وجد، ينهلون فيها من مناهل العلم والتربية، بالتحضير والاستعداد الذهني والتهيئة النفسية، واستعادة المعلومات الدراسية السابقة. وفي بداية العام الدراسي ينتاب أولياء التلميذ المستجد مخاوف عدة من دخول أبنهم أجواء لم يألفها بعد. هل سيكون معلم طفلي جديراً بتعليم الأطفال؟ هل سيواجه الطفل صعوبات في التنقل والمواصلات؟ كيف سيتأقلم مع الأجواء الجديدة في المدرسة؟ أسئلة كثيرة تحير أولياء التلميذ، وتجعلهم في قلق على مصير ابنهم الدراسي.
مما لا شك فيه أن هذا القلق مشروع، في ظل عدم وضوح الرؤية أمام الأولياء عما ستكون عليه أجواء المدرسة، وعدم الثقة بمقدرات الطفل على التأقلم مع هذه الأجواء والبيئة الجديدة بكافة مفرداتها وصيغها. تجمع كبير من التلاميذ في نفس عمره، معلمون لم يألفهم، مقاعد، وكتيب ودفاتر.. هذه الثقة التي يجب أن تغرس في التلميذ قبل دخوله المدرسة، ثقة بالنفس واستقلالية في التصرف والسلوك, تخوله الدخول في مختلف المجالات والأجواء، والتعامل مع من هم في سنه ومن يكبرونه. سوف يكون الطفل أمام مفاهيم وظواهر جديدة يجب عليه فهمها والتعامل معها، وهنا يلعب أولياؤه الدور الكبير في التمهيد وتهيئة الأجواء لها، فسوف يحاط الطفل بمجموعة من الأدوات والمصادر قد تبدو غامضة بالنسبة له. وفي المنزل تطرأ تغيرات كبيرة على مسار حياته، ويكون دور ذويه كبيرا في تنظيمها وتوقيتها وتحديد أطرها، لتكون وسائل تربوية وتعليمية ونمو في حياته الجديدة. حيث يجب أن يتعود التلميذ في المنزل على توقيت محدد لنومه، وزمن مخصص لتنفيذ واجباته المنزلية ودراسته، ثم تحديد مواعيد تناول طعامه، وغسيل الأسنان، وممارسة النشاطات والهوايات الشخصية، كالرياضة أو الرسم.
ومما لا شك فيه أن المدرسة بيئة اجتماعية خاصة، يختلط التلميذ فيها مع مجموعة كبيرة من التلاميذ، ويتبادل الأحاديث واللعب معهم. لذا يتوجب عليه فهم واستيعاب التغير الجديد في حياته، والتأقلم مع أصدقائه الجدد في الصف وفي الباحة والملعب. فالمكان يختلف عن المنزل وحديقته، وتختلف معطياته الجديدة..
متابعة الطفل وملاحظة نموه
وتحتم الحياة المدرسية المستجدة للتلميذ في بداية حياته الدراسية، بما تحملها من واجبات ومتغيرات على أوليائه المشاركة في هذه الحياة. وبالرغم من أن التعليم الصحيح يفرض على التلميذ التمتع بالاستقلالية ولاسيما في إنجاز الواجبات المدرسية بمفرده، فإن هذه الاستقلالية تبقى نسبية، وتفرض نوعا من التعاون والمؤازرة من قبل الوالدين اللذين سيلعبان دور المتابع والمشرف والرقيب. حيث يتوجب عليهما اكتشاف نقاط الضعف والقوة لدى ابنهما, ومتابعة أدائه وذكائه الذي تتنوع أشكاله ومجالاته، حيث يجب أن يكونوا متابعين لذكاء طفلهم في اللغة قراءةً وكتابة ونطقاً وتحدثاً، ومتابعة إمكاناته وذكائه في الرياضيات والحساب، وفي الحركة والرياضة، وذكائه الطبيعي في الملاحظة والاكتشاف..
وأخيراً فإن المتابعة والإشراف من قبل الأولياء على تعليم وتأهيل طفلهم توجب عليهم نيل قسط من الثقافة التربوية والتعليمية، والتي تكثر مصادرها هذه الأيام لمعرفة أفضل السبل وأنجعها في أعداد طفلهم وبنائه التعليمي.
بعد ان انتهت الاجازة - أو اوشكت - بما لها وما عليها تستعد جميع البيوت لاستقبال ايام الدراسة من جديد بالهرج والمرج الذي يسود صباحا للملمة الصغار حول مائدة الافطار والتأكد من ان كلا منهم يحمل ادواته ويرتدي ملابسه من دون ان تختلط اشياءهم بعضها ببعض والاعداد النفسي للاطفال الذين يذهبون إلى المدرسة لاول مرة وكيفية تغلبهم على الم فراق امهاتهم.
[email protected]