شارك الآلاف من الفلسطينيين اليوم الجمعة (31|7)، في تشييع جثمان الشهيد الرضيع علي دوابشة والذي قضى حرقاً، إثر مهاجمة مجموعة من المستوطنين لمنزل عائلته في قرية دوما جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وكانت حالة من الغضب والاستنكار سادت أجواء التشييع الذي شارك به قيادات فلسطينية رسمية وفصائلية، وجماهير كبيرة من المواطنين الفلسطينيين من كافة المدن والبلدات في الضفة والداخل الفلسطيني المحتلة عام 1948.
وأضاف أن المشاركين ردّدوا هتافات منددة بجريمة حرق الرضيع دوابشة، وأحرى طالبت فصائل المقاومة بمحاسبة الاحتلال والرّد على اعتداءاته المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، معتبرين أن ترك قتلة الطفل المقدسي محمد أبو خضير العام الماضي، دون حياب هو ما يدفع بالمستوطنين إلى المضي في ارتكاب جرائم بشعة جديدة بحق الفلسطينيين.
من جانبه، قال رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد الله "إن جريمة حرق المستوطنين للطفل الرضيع دوابشة جريمة بشعة ولا تغتفر، ولن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني"، محمّلاً الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وكل جرائم واعتداءات المستوطنين التي تتم بحق ابناء الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأضاف الحمد الله خلال مشاركة في جنازة الشهيد الرضيع علي دوابشة، "سنذهب إلى كل المحافل الدولية بشكوى ضد هذه الجرائم، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك، ففي العام الماضي سقط آلاف الشهداء في قطاع غزة، وفي الضفة الانتهاكات متواصلة يوميا وباستمرار يسقط الشهداء، وهناك 6 آلاف أسير في السجون الإسرائيلية، ومن حقنا أن نعلي صوتنا ضد كل هذه الجرائم"، حسب قوله.
يشار إلى أن مجموعة من المستوطنين هاجمت فجر اليوم منازل الفلسطينيين بالزجاجات الحارقة في قرية دوما قرب نابلس مما أدى لاشتعال النار فيها، واستشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة (عام ونصف) حرقاً، وإصابة ثلاثة من أفراد عائلته بجراح خطيرة.
وتعيد جريمة حرق الرضيع الفلسطيني إلى الأذهان جريمة إحراق المستوطنين اليهود للطفل المقدسي محمد أبو خضير وهو على قيد الحياة في الثاني من تموز (يوليو) العام الماضي، حيث أنه وعلى الرغم من القبض على منفذيها الثلاثة واعترافهم بفعلتهم، إلا أن القضاء الإسرائيلي لم ينزل بهم أية عقوبة أو حكم حتى اللحظة.
جنازة الشهيد
انطلقت الجنازة من مسجد دوما الكبير، بمشاركة عدد كبير من المواطنين الذين حضروا من البلدات محتلفة، وقد تخللت الجنازة كلمات عديدة لشخصيات معروفة الذين أدانوا العملية الارهابية، وأكدوا بأنهم "لن يمرروا ما حصل مر الكرام، وأنه لا بد من توقيف الارهابيين لينالوا العقاب اللازم".
يشار الى انه تتواجد في مدخل القرية قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي تحسبا لاي طارئ.
وكان قد لقي طفل فلسطيني يبلغ سنة ونصف السنة من العمر مصرعه فجر الجمعة في حريق أضرمه مستوطنون بمنزلين في بلدة دوما الواقعة جنوب نابلس في الضفة الغربية.
ويرجح أن الحديث يدور عن عملية "تدفيع ثمن" (عمليات تخريب ممتلكات من قبل متطرفين يهود معظمهم مستوطنين) إذ تم اكتشاف كتابات شتى كـ"انتقام" و "يحيى الملك المسيح" وغيرها على جدران أحد المنازل الخارجية. وقد تم نقل شقيق الطفل (4 سنوات) ووالدته إثر إصابتهما أيضا في الحريق الى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج وهم يعانون من حروق بدرجة 70% من الجسد.
الناطق باسم مستشفى سوروكا: وضع سعد دوابشه حرج للغاية
قال الناطق باسم وحدة العناية المركزة في مستشفى سوروكا في بئر السبع الدكتور "عميت فرنكل " حالة سعد الدوابشة الذي وصل فجر اليوم إلى المستشفى على متن طائرة عمودية حرجة للغاية وأن هناك خطر حقيقي على حياته.
وأضاف فرنكل أن دوابشة يعاني من حروق بالغة الخطورة في جميع أنحاء جسده، وأن قسم الطوارئ في المستشفى يعمل الآن على انقاذ حياته.
مستشفى "سوروكا" و"شيبا": الوضع الصحي لعائلة دوابشة خطير
الأم تعاني من حروق من الدرجة الثالثة في 90% من جسدها، بينما يعاني ابنها الطفل من حروق من الدرجة الثانية في 60% من جسده، الأب بحالة حرجة أنه يعاني من حروق في 80% من جسده
أعلن المستشفيان الإسرائيليان 'شيبا' و'سوروكا'، حيث يرقد والدا وشقيق الطفل الشهيد علي سعد دوابشة، الذي ارتقى فجر اليوم في اعتداء نفذه متطرفون يهود، أنه يوجد خطر على حياة عائلة دوابشة الجرحى.
وقال متحدث باسم مستشفى 'شيبا' إن حالة الأم وابنها اللذين يرقدان في المستشفى ما زالت خطيرة، وأن الأم تعاني من حروق من الدرجة الثالثة في 90% من جسدها، بينما يعاني ابنها الطفل من حروق من الدرجة الثانية في 60% من جسده.
وأعلن مستشفى 'سوروكا' حيث يرقد الأب بحالة حرجة أنه يعاني من حروق في 80% من جسده.
وذكر المستشفيان أن الثلاثة في حالة غيبوبة بعد أن خدرهم الأطباء ويحصلون على تنفس اصطناعي، وأنه يوجد خطر على حياتهم جميعا.
وكان الطفل علي استشهد فجر اليوم، حرقا واصيب ثلاثة من عائلته، عقب حرق المستوطنين منزلين في قرية دوما جنوب نابلس.
عائلة دوايشة
وأحرق متطرفون يهود منزلين في أطراف قرية دوما، وكانت تسكن عائلة دوابشة بأحد المنزلين بينما الآخر كان خاليا. ومع اشتعال النيران استفاق أفراد العائلة وحاول الوالدين الهرب مع أولادهما من المنزل، ولكن يبدو أن الطفل علي دوابشة (سنة ونصف) قد توفي بسبب الإصابات التي أصيب بها في الحريق
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية إن الطفل على سعد دوابشة يبلغ من العمر عام ونصف قد توفي بعد إصابته بجروح خطيرة بعد هجوم شنه عدد من المستوطنين على منزل عائلته، بالزجاجات الحارقة، ومواد سريعة الاشتعال في قرية دوما جنوب نابلس . وأضاف دغلس أن ثلاثة من افراد عائلة دوابشة أصيبوا بجروح خطيرة نتيجة اصابتهم بحروق شديدة واحتراق المنزل بالكامل والعائلة بداخله، وهم الأب سعد محمد دوابشة، وزوجته ريهام حسين دوابشة والتي تبلغ من العمر 37 عام والطفل أحمد سعد دوابشة 4 سنوات حيث تم نقلهم الى المستشفيات بمدينة نابلس لتلقي العلاج.
وقال دغلس إن عددًا من المستوطنين من عدة مستوطنات إسرائيلية قد هاجموا منزلين يقعان على بعد عشرات الأمتار من مدخل القرية بالزجاجات الحارقة ومواد سريعة الاشتعال وخطوا شعارات عنصرية باللغة العبرية مثل "يحي الانتقام " و"انتقام المسيح" وقد لاذوا بالفرار بعد قيامهم بعمليات إضرام النار في المنزلين واللذين تعود ملكيتهم للمواطنين سعد محمد دوابشة -تم احراقه بالكامل-، ومنزل المواطن مأمون رشيد دوابشة حيث أتت النيران على جزء من المنزل.
اربعة مستوطنين
وقال مسلم دوابشة، شاهد عيان من القرية:" لقد شاهدنا أربعه مستوطنين بينهم مسافات وقد لاذوا بالفرار وطاردهم عدد من سكان القرية إلا أنهم هربوا باتجاه مستوطنه معالي إفريم القريبة من القرية".
وأكد أن إحدى الفتيات وهي تقطن قريبه من المنزل المحروق شاهدت المستوطنين وهم يقومون بتحطيم زجاج نوافد منزل عائلة دوابشة ويلقون الزجاجات الحارقة داخله وقد لاذوا بالفرار. وأضاف أن الأب سعد دوابشة استطاع انقاذ أحد ابنائه إلا انه لم ير الطفل الذي قتل حرقا بسبب عدم وجود تيار كهربائي داخل المنزل وحاول مرات عديده دون جدوى.
الناشط زكريا سدة
واكد الناشط زكريا سدة من منظمة "حاخامات لأجل حقوق الإنسان" المتواجد في القرية إن قوات الجيش الإسرائيلي والترابط الأمني موجودة في المكان وقد باشرت بالتحقيق. وأضاف "لطالما خشينا اليوم الذي سيتسبب فيه حريق وعمليات تدفيع الثمن بوفاة شخص ما. الحديث يدور عن حادثة خطرة دفع فيها الفلسطينيون ثمنا باهظا جدا بسبب قصر يد السلطات المسؤولة في إسرائيل. إنها عملية إرهابية ضد بشر أبرياء كانوا نائمين في منزلهم".
واصدرت لوبا السمري الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية بيانا اكدت فيه أن الشرطة فتحت تحقيقا في الموضوع، علما انها لم تعقتل اي مشبوه حتى الساعة.
وقال الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي افيحاي ادرعي انه تم نقل" المصابين الفلسطينين نتيجة العملية الإرهابية في دوما لتلقي العلاج الطبي في المستشفيات الإسرائيلية على متن مروحية عسكرية".
النائب مسعود غنايم يدين الاعتداء الإجرامي
أدان عضو الكنيست عن الحركة الإسلامية مسعود غنايم (القائمة المشتركة)، بشدة الجريمة البشعة، وحمّل قوات الأمن والسلطات الإسرائيلية مسؤولية الحادث البشع؛ لتهاونها مع هؤلاء المجرمين، إضافة للأحزاب اليهودية الدينية القومية التي تغذي هذا الفكر العنصري والإجرامي.
وقال النائب غنايم في بيان بهذا الصدد: "إن هذه الجريمة البشعة هي حلقة خطيرة أخرى من حلقات إرهاب ما يسمى بـ "تدفيع الثمن". والكتابات العنصرية التي تنضح كراهية لكل ما هو عربي لا تدع مجالا للشك حول هوية هذه العصابات اليهودية العنصرية. إن استمرار مثل هذه الجرائم يدل على فشل الشرطة وقوات الأمن الإسرائيلية المختلفة في وضع حد لها، لأنه منذ سنوات وحتى اليوم لم تقبض الشرطة سوى على عدد قليل جدا من المجرمين الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم".
وأضاف النائب غنايم: "هؤلاء المجرمون الذين يقومون بحرق بيوت الفلسطينيين وقتلهم على أساس عنصري قومي يستندون إلى ويتغذون من أفكار وأيديولوجيات توفّر لهم بنظرهم الشرعية والمصداقية ليكملوا هذا المسلسل البشع، وهناك أحزاب وتيارات سياسية يهودية توفّر لهم هذا الغطاء القومي الديني، ويجب محاسبتهم على ذلك".
وشدد غنايم على أن "هذه الجرائم لن تثني شعبنا عن الصمود والثبات على حقه في وطنه ولن تُضعف عزيمته في مقاومة الاحتلال والمشروع الاستيطاني".
[email protected]