قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأن المنشور المنسوب لمنظمة داعش الظلامية الارهابية والذي عُمم في مدينة القدس يوم امس انما هو منشور مشبوه ومسيء وخطير .
وقد تم تعميم هذا المنشور وبشكل متعمد على كافة رجال الدين المسيحي في مدينة القدس وعلى كافة الكنائس والرعايا المسيحية .
وهنا نود توضيح ما يلي :
1-لا نعرف الجهة التي تقف وراء هذا المنشور التي قد تكون جهة عميلة او دخيلة او مشبوهة هادفة الى اثارة الفتن والنعرات الطائفية بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد .
2- بغض النظر عن الجهة التي قامت بتوزيع هذا المنشور وتعميمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتوزيعه في بعض احياء القدس فإننا نؤكد رفضنا وتنديدنا واستنكارنا لمضامينه جملة وتفصيلا .
3- اننا نقول لمن قام بكتابة وتوزيع هذا المنشور بأن المسيحيين سيبقون في هذه الديار وخاصة في مدينة القدس ، ولن يرحلوا عن مدينتهم ولن يتنازلوا عن انتماءهم لهذه الارض ودفاعهم عن مقدساتها وبُعدها الروحي والوطني .
4- ان هذا التحريض والتهديد والوعيد المنشور في هذا البيان انما هو مرفوض من قبلنا فسنبقى صامدين في مدينتنا ولن نخرج منها لا في نهاية شهر رمضان ولا في نهاية هذا العام ولا في اي توقيت يرسمه الاخرون لنا ، فنحن باقون هنا جنبا الى جنب مع اخوتنا المسلمين ولن نتنازل عن قيمنا المسيحية وعن وحدتنا الوطنية ورغبتنا الصادقة في ترسيخ وتدعيم الاخاء الديني الاسلامي المسيحي القائم في بلادنا منذ قرون .
5- اذا ما كان الهدف من هذا البيان المشبوه ادخال المسيحيين في مدينة القدس في حالة من الخوف والرعب على وجودهم وبقاءهم ومستقبلهم في هذه المدينة المقدسة ، فنحن نقول بأننا لا نخاف من احد لأننا جماعة مؤمنة بقيم الانجيل المقدس ، ونحن لا نعرف الخوف وما هو عندنا المحبة التي علمنا اياها فادينا والمحبة لا تعني خوفا او ضعفا او تراجعا أو تخاذلا .
6- اذا ما كانت داعش تهددنا في مثلي ما تفعله في سوريا والعراق فمرحى بالاستشهاد في سبيل الايمان وفي سبيل القيم التي ندافع عنها ، ونحن جماعة لا نخوف الموت في الدفاع عن الحقيقة والقيم الايمانية والوطنية .
7- ان ظاهرة داعش واخواتها من المنظمات الارهابية هي صناعة استعمارية بإمتياز نعرف من يمولها ومن يشجعها ومن يوجهها والكل يعلم بأن المستفيد الحقيقي من تدمير مجتماعاتنا العربية واثارة الفتن في صفوفنا وبين ظهرانينا ، المستفيد الحقيقي هي القوى الاستعمارية التي لا تريد الخير لشعوبنا وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع القدس .
8- نقول للجهة التي عممت هذا البيان بأن كلامكم مرفوض ومردود وغير مقبول من قبل شرائح واسعة من ابناء شعبنا الفلسطيني الذين ينظرون الى داعش وغيرها من المنظمات الارهابية على انها ظاهرة مسيئة ليس فقط للمسيحيين وانما للمسلمين ايضا ولكل القيم الانسانية والحضارية .
9- اذا ما كان الهدف من هذا البيان جعلنا نتقوقع وننعزل ونبتعد عن قضايانا الوطنية خدمة لأعدائنا فإننا نقول بأننا لن نتخلى عن هويتنا العربية الفلسطينية ولن نتخلى عن انتمائنا للامة العربية التي قضاياها هي قضايانا والامها هي الامنا ، ناهيك عن قضية فلسطين التي هي قضيتنا جميعا مسيحيين ومسلمين .
10- اننا نتمنى ونطالب ابنائنا ان يتعاطوا بحذر مع هذه البيانات التي هدفها الاساءة لنسيجنا الفلسطيني وتدمير قيم التعايش والتآخي الديني في بلدنا .
11- نقول لمن كتب هذا البيان بأن المسيحيين ليسوا نجاسة في هذه الارض بل مصدر بركة وخير وسلام ، ولن يكتمل هذا الخير وهذا السلام الا من خلال هذه اللوحة الفسيفسائية الرائعة التي تجسدها فلسطين من خلال اخوة المسيحيين والمسلمين وتعاضدهم وتعاونهم .
12- كما نناضل معا مسيحيين ومسلمين من اجل قضية شعبنا والدفاع عن مقدساتنا هكذا نحن ايضا مطالبون بالتصدي لمظاهر التطرف والعنصرية والكراهية والتحريض التي تجسدها داعش وسواها من المنظمات الظلامية .
[email protected]