قبل 18 عامًا، أطلق بنك مركنتيل مشروع "انطلق مع مركنتيل" من منطلق رؤية مجتمعية واضحة، تقوم على الشراكة مع المجتمع العربي ودعم تقدمه. على مرّ السنوات، أصبحت هذه المبادرة المشروع الرائد للبنك.
وفي إطار البرنامج، الذي يُعزّز قيم العطاء والتطوّع، قدّم بنك مركنتيل حتى اليوم أكثر من 2,000 منحة للطلاب والطالبات في المجتمع العربي.
عن هذه المسيرة الطويلة يتحدث عوني أبو سالم، مدير منطقة الناصرة في بنك مركنتيل، الذي كان شاهدًا على انطلاقة المشروع وتطوره المستمر.
مشروع "انطلق مع مركنتيل" يحتفل بمرور 18 عامًا من العمل والعطاء، كيف بدأ كل ذلك؟
بدأ المشروع برؤية بسيطة لكنها عميقة: الشراكة مع المجتمع. قبل 18 عامًا اتخذ بنك مركنتيل قرارًا بتخصيص منح لطلاب الجامعات، تحت شعار "أعطِ مجتمعك كما يعطيك". ومن هنا وُلدت مبادرة اجتماعية التي تجمع بين الدعم المالي والتطوع المجتمعي، إذ يلتزم الطالب بتقديم عدد من ساعات التطوع مقابل حصوله على المنحة. نحن نتحدث عن منحًا ذات قيمة مالية كبيرة، وعدد متزايد من الطلاب سنويًا، إضافة إلى تخصيص 50 منحة سنويًا للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. أنا فخور جدًا بكوني جزءًا من هذه المؤسسة التي تعطي للمجتمع قبل أن تأخذ منه.
كيف تقيّم الإقبال على التسجيل للمنح من قبل الطلاب الجامعيين؟
الإجابة تظهر بوضوح على وجوه الطلاب وأهاليهم الذين حضروا اليوم لتسلم المنح. البنك يقول لهم "أنتم مهمون بالنسبة لنا". نحن لا نهدف من هذه المنح إلى فتح الحسابات البنكية، بل إلى فتح الآفاق أمام الشباب وتشجيع التعليم العالي. عندما نشهد بمشروع "انطلق مع مركنتيل" ارتفاع عدد الطلاب العرب الجامعيين عامًا بعد عام، نعتبر ذلك نجاحًا لا يقل أهمية عن أي نجاح تجاري.
المجتمع العربي يواجه صعوبات اقتصادية نسبيا، ما الامتيازات التي تقدمونها للطلاب في بداية حياتهم المهنية؟
بالفعل، الوضع تغيّر كثيرًا. عندما درسنا في الجامعة لم تكن هناك فرص عمل حقيقية للطلاب، أما اليوم فهناك فرص متزايدة للاستقلالية المالية. بنك مركنتيل يقدم للطلاب مسارات خاصة تشمل تأجيل الدفعات، فوائد منخفضة، ومنحًا تشجيعية. نحن نؤمن أن العلاقة مع الزبون لا تنتهي عند المنحة أو التخرج، بل تستمر مدى الحياة. وهذا ليس مجرد شعار – بل فلسفة عمل نلتزم بها منذ سنوات طويلة.
مرت سنتان مليئتان بالتحديات بسبب الحرب، كيف تعامل البنك مع الجمهور العربي في هذه الفترة؟
مررنا أولاً بفترة الكورونا، ثم جاءت الحرب، وخلال كل ذلك وقف البنك إلى جانب جميع زبائنه، سواء كانوا أفرادًا أم أصحاب مصالح تجارية. فعلى سبيل المثال، الكثير من المصالح التجارية تضررت أو أُغلقت أبوابها، وقد قمنا بمساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء البلاد من خلال تقديم قروض بشروط ميسّرة أو حلول مالية بديلة لتخفيف العبء عنهم. لم ننتظر أن يتصل الزبائن بنا، بل بادرنا نحن بالتواصل معهم شخصيًا، بما يناسب احتياجاتهم، وقدمنا استشارات ومرافقة مهنية ساعدتهم على تجاوز الأزمة بسلام.
إلى أي مدى هنالك أهمية للتثقيف والتربية المالية في المجتمع العربي؟
نعتبر التثقيف المالي من أهم الأدوات للنهوض بالمجتمع العربي. شاركنا في برنامج واسع بالتعاون مع بنك إسرائيل، هدفه تأهيل مدراء وموظفين كبار لتقديم ورشات ومحاضرات حول المصطلحات المالية في المدارس. كما استضفنا طلابًا في فروعنا ليتعرفوا على طبيعة العمل البنكي من الداخل، وكيفية إدارة الحسابات والتعامل مع القروض. المدراء الذين شاركوا في هذه المبادرات شعروا بمدى تأثيرها الإيجابي، ونحن نحرص على استمرار هذا التواصل التوعوي مع فئات المجتمع المختلفة، لأننا نؤمن أن الوعي المالي هو أساس القوة الاقتصادية.
[email protected]