في مشهد انساني مؤثّر، جاء ليوقظ فينا ما ظنناه خمد، يُسلّط الضّوء على قيمة العمل الشّريف، وأنّ الاحترام لا يُقاس بالمناصب أو المال. صورة واحدة انتشرت "انظر الصّورة"، على مواقع التّواصل حملت في طياتها قصّة من العطاء والكرامة.
رجلٌ مسنٌ من بلدي شفاعمرو، يجلس على اريكة متواضعة، يحتفل بعيد ميلاده السّادس والسّبعين، وبجانبه ابنته تمسك بيده بكلّ فخر وحنان ودموعه السّاخنة تنساب على وجنتيه المرهقتينِ ليس حزنًا، بل امتنانًا وسعادة، لأن هناك من تذكّره واحتفى به بما كان يعمل، وجعل آلافًا يحتفلون معه.
نعم، ما نُشر كان عبارة قصيرة، لكنّها كشفت عمقًا لا يقاس بالكلمات مهما كانت معبّرة انّها بدون شك تحيّة لكل يد تعبت، ولكلّ قلب أعطى بصمت بلا حدود.
ما يثلج الصّدر ردود الفعل المدهشة، ما يزيد عن ثمانية آلاف إعجابٍ، وثلاثة آلاف تعليق خلال ساعات، تعليقات تنضخُ بالدّعاء والتّقدير.
الاف ممن رأوا في هذا الأب رمزا للكرامة والشّهامة، وفي ابنته مرآة للوفاء.
لا أخفي ان هذا المشهد أثّر بي بعمقٍ، الذي لم اعتبره مجرّد صورة ومحطة عابرة، بل صفعة وعي تذكّرنا بأننا كثيرًا ما نغفل عن البسطاء وأصحاب الحالات الخاصّة الذين يحملون على اكتافهم نظافة وكرامة مجتمعنا.
نعم، هذا الموقف يؤكّد بأنّ الإنسانيّة لا تموت، وانّ الخير ولو كان غير كافيًا ما زال يسكن بيننا.
وعليه، وجدت نفسي أكتب عنه بدم القلب، وليس بحبر القلم لا لمجرد تنميق عبارات، وانّما لنشر مشهد مؤثّر وعبرة تضيء قلوبنا، وتذكرنا بأنّ الاحترام لا يقاس بالمناصب، بل بالقلوب التي تنبض بالعطاء والوفاء.
[email protected]