عقد يوم الثلاثاء، 13 أيار 2025، في مدينة حيفا مؤتمر قطري استثنائي تحت عنوان "نختار الصحّة، نبني الشراكة"، تمّ خلاله عرض البرنامج القومي لتقليص الفجوات الصحّية في المجتمع العربي، بمبادرة وزارة الصحّة، وبالتعاون مع وزارات حكومية أخرى وجهات مدنية واجتماعية، جمع تحت سقف واحد وزير الصحّة، المدير العام للوزارة، أطباء، رؤساء سلطات محلية وممثّلين عن المجتمع المدني، في لقاء بحثي وتطبيقي تناول التحديات الصحّية في المجتمع العربي في البلاد.
اشتمل المؤتمر على محاضرات معمّقة، جلسات نقاش مفتوحة ومداخلات من متحدثين بارزين، شدّدوا جميعًا على أهمية الشراكة والالتزام بدفع المساواة الصحّية قُدمًا.
وقال وزير الصحّة، عضو الكنيست أوريئيل بوسو: "اجتمعنا اليوم لمعالجة هذه القضيّة الجوهرية. تعمل وزارة الصحّة في هذه الأيام على توسيع النشاط الصحّي في المجتمع العربي، دعم برامج تأهيل مهنيين من داخل المجتمع، وتعزيز الطبّ التخصصي في مناطق الأطراف".
وأضاف الوزير: "المعطيات مقلقة. النساء العربيات يعشن في المعدّل أربع سنوات أقل من نظيراتهنّ اليهوديات، والرجال العرب خمس سنوات أقل من الرجال اليهود. نسبة وفيات الرضّع في المجتمع العربي أعلى بثلاثة أضعاف تقريبًا من المعدل العام، ونسبة الوفيات نتيجة مرض السكّري أعلى بمرّتين ونصف. يواجه المجتمع العربي حواجز عميقة – جغرافية، ثقافية وبنيوية. هذه المعطيات تتطلب أكثر من التصريحات – إنها تستوجب سياسة، ميزانيات، وعملًا فعليًا على الأرض. التحدي ليس فقط صحّيًا – بل هو أخلاقي واجتماعي. إنها مسؤولية وطنية شاملة، وأنا أؤمن أنه من الممكن والواجب بناء جهاز مشترك، عربي–يهودي، متساوٍ، قويّ ومتقدّم".
أمّا المدير العام لوزارة الصحّة، موشيه بار سيمان طوف، فقد أضاف: "المنظومة الصحية مبنيّة على البشر – وعلى رؤية كل إنسان كإنسان. مهمّتنا واضحة: تطوير الصحّة وتقليص الفجوات. لا تنازل عن جودة الطواقم البشرية – وهذا هدفنا الأعلى. أدعو كل واحدة وواحد منكم للمشاركة في هذه المسيرة. نحن فقط في بدايتها".
من جانبها، قالت د. نور عبد الهادي-شحبري، مديرة الهيئة التنفيذية لخطة الصحة الشمولية لتقليص الفجوات واللامساواة في مؤشّرات الصحة في المجتمع العربي: "بدأت رحلتي قبل أن أستلم هذا المنصب. حين كنت أعمل في مختبر بأحد مستشفيات الشمال، كل فحص كان يخبرني قصة – ليست أرقامًا، بل بشرًا. فهمت أن الفجوات ليست نظرية – بل هي حياة أمّي، جارتي، وطفل ما. نحن لا نعمل لأجل برنامج على الورق – بل من أجل الأشخاص الذين يقفون خلفه. تحدّثنا مع الجمهور بلغة منهجية وسياساتية، بلغته وبلغة تتفهّم احتياجاته، من أجل تطوير برامج خاصة للمجتمع العربي".
لطالما عانى المجتمع العربي من فجوات صحيّة عميقة تؤثر على جودة الحياة والتنقّل الاجتماعي الاقتصادي. هذه الفجوات تظهر أيضًا في استغلال الحقوق الصحية وتبنّي أنماط حياة صحيّة.
على ضوء المعطيات المقلقة في مؤشّرات الصحّة، أطلقت وزارة الصحّة عام 2019 مبادرة شاملة لبناء خطة شموليّة لتقليص الفجوات الصحّية وعدم المساواة. شارك أكثر من 100 ممثّل من مختلف القطاعات في بلورة الخطة التي حدّدت توصيات واسعة لتدخّلات في مجالات بارزة: السمنة والسكري، صحّة المرأة، الطفولة المبكرة، التدخين، أمراض الرئة والصحّة النفسية.
أكّد المؤتمر على أنّ تقليص الفجوات الصحيّة هو مهمّة وطنية تتطلّب تجنيدًا شاملًا لكل أجهزة الدولة – إلى جانب الإصغاء الصادق، الالتزام بعيد المدى، والمشاركة الفعّالة من المجتمعات والهيئات المحليّة والإقليميّة.
للمزيد من الأخبار المحلية والعالمية انضموا الى مجموعات الحمرا الإخبارية
قناة الواتس اب
https://whatsapp.com/channel/0029VaIQYOkDJ6H6OGOIBr3p
الفيسبوك
https://www.facebook.com/elhmranews/
قناة التيلجرام
https://t.me/newselhmra
[email protected]










