مقالة رقم 1
نعم، علّمتني الحياة أن أكون حذرًا وحذرًا جدا من الحاقد عندما يصل السلطة، وهو الذي من المفروض أن يقدّر ويحترم من وقف إلى جانبه، قدّم له الدّعم وضحى من أجله، وفي بعض المواقف دفع ثمنا باهظا مع ازدياد أعدائه، هذا النّوع من الشخصيّات يتوجّب ويحتم عليه أن يكون نموذجًا ومثالا، يعمل ويخدم، ويحترم كل فئات وطبقات المجتمع بكل مهنية، شفافية ومصداقية، وتحديدا من كان خير سند في الأوقات الصعبة والشدّة.
هناك نوعان من هذه الفئة؛ الأوّل المتواضع الذي يدعو إلى المحبة والمودة والتواضع، والثاني الناقم، وبدوري أتناول وأوجّه نقدي إلى النوع الثاني، هذا النوع الملون كالحرباء، ناكر الجّميل الذي يتظاهر بالبساطة، الهدوء، الطّيبة والنطق المنمق، لكنها في الواقع قنبلة مؤقته وسلاح ذو حدين يستعملهما عندما يصعب عليه ممارسة عمله وتأدية واجبه، ومن ثم مواجهة الحقيقة، فيهرب من الواقع ويلجأ إلى توجيه أصابع الاتهام واتخاذ وتخزين مواقفه العدوانية ضدّ أعز من كان له سندا، بل ويستغل وظيفته التي صنعته ويمارس الحقد عليهم وتجاهله لهم وتصفية الحسابات بأسلوب لا أخلاقي، خبيث محنّك ومدروس مسبقا.
باعتقادي، ممكن احتواء مثل هذه الظاهرة عندما نتكلّم عن شخص بسيط، ولكن المصيبة والخطورة تكمن عندما يكون هذا الحاقد في موقع المسؤولية وصانع القرار، إذ يلجأ إلى ممارسة حقده الذي لا مبرر له ولغاية في نفس يعقوب، وعلى سبيل المثال لعدم تقبله توجيه النقد له رغم أن النقد مبنيّ على حقائق ملموسة على أرض الواقع، هدفه الإصلاح والتوعية، ناسيا ومتناسيا ذكر مواقفه الإيجابية رغم أنها ضئيلة لا تستحق الذكر!
والأنكى من ذلك أنه يتلذذ على ما فعله غير آبه أن لذته وفرحة انتقامه لا تدوم طويلا، لأن نار الحقد ستأكله وتمزقه عندما يرى أن المحقود عليه صامد ومستمر في نهج ونمط حياته.
لك ولأمثالك أقول إنك ضعيف الشخصية ومسكين، وليس بالصدفة قال مصطفى أمين: " الناس يغيرون وجوههم كل شروق وغروب فلا تبحث عن قيمتك في وجوه النّاس". أي أمثالك.
أنهي بهديتي لك هذا الأبيات التي تليق بك وفيك. قال عليّ بن أبي طالب:
"لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم مرتعه يُفضي إلى الندمِ
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
فاحذر أُخيّا من المظلوم دعوته وإنْ تصبك سهام الليل في الظلم
لنا لقاء إن شاء الله!
[email protected]