احتفلت المدرسة البطريركية اللاتينية في الرامه يوم الجمعة الموافق 22\5\2015 بيوم اللغة العربية لطلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية تحت شعار "معا لنحيي اللغة العربية" . فاللغة, التراث, الأصالة والجذور هي جزء من مكونات الهوية القومية للشعوب, وهي قيم تحاول المدرسة أن تغرسها وتنميها في نفوس طلابها عبر الفعاليات اللامنهجية التي تقدمها.
لذلك فهذا اليوم هو مناسبة ثمينة لزيادة الاهتمام بهذه اللغة وتعزيزها والاعتزاز بها كلغة حضارة, أدب, علم, حوار, وحداثة , لغة سمت بوجود أدباء ومبدعين أثروها وأحيوها وأضافوا لجمالها جمالا.
من هذا المنطلق استضافت المدرسة نخبة من هؤلاء المبدعين الشعراء لتسليط الضوء على إبداعاتهم الأدبية وتكريمهم مثل الدكتورة الأديبة راوية جرجورة بربارة مفتشة ومركزة اللغة العربية , الدكتور نبيه حسين, وابنة الرامة, الأديبة نسب أديب حسين كما واستضافت وطن ابن الشاعر المرحوم سميح القاسم , ورئيس المجلس المحلي السيد شوقي أبو لطيف.
تخلل الاحتفال العديد من النشاطات , الفعاليات والمحطات الصفية لطلاب الصف الثالث حتى الصف السادس بإشراف معلمات اللغة العربية للمرحلة الإعدادية , بحيث تضمن عروضا مسرحية ,عرض شرائح للشعر الشعبي وقراءات شعرية من أشعار الشاعر عوني سبيت إضافة إلى محاورات شعرية ولقاءات مع أدباء محليين .
أما القسم الثاني من الاحتفال فكان في قاعة المدرسة لطلاب الصف السابع حتى التاسع , باشراف معلمات ألمرحله الإعدادية .
افتتح اليوم بكلمة مدير المدرسة الشماس المهندس جريس منصور الذي رحب بالضيوف المشاركين والطلاب وأثنى على دورهم في الإعداد والتحضير لهذا اليوم وإدارته. تطرق في كلمته إلى أهمية اللغة العربية , تاريخها ودورها في صقل هوية الفرد والأمة ودور المدرسة في تذويتها في نفوس الطلاب وأكد على تخصيص هذا اليوم لتكريم ابن الرامة الشاعر المرحوم سميح القاسم الذي لم يعتبره غائبا لأنه ما زال حيا خالدا بأعماله وتراثه موجودا في كل زاوية من زوايا رامته التي تكن له الاحترام والتقدير.
وتلته كلمة رئيس المجلس المحلي التي خصصها لتكريم الشاعر سميح القاسم ثم جاءت كلمة طالبات الصف التاسع اللواتي تولين عرافة الاحتفال وتقديم برامجه ليؤكدن على أهمية مثل هذه الفعاليات اللامنهجية التي تعمل على إحياء اللغة , مطالبين إدارة المدرسة بألا تقتصر هذه الفعالية على يوم واحد وإنما على أهمية تحويلها إلى نهج مدرسي .
تضمن البرنامج عدة فقرات مكرمة الشاعر, فقدمت نبذة عن حياته, إبداعاته الأدبية, شهرته ليس فقط على صعيد رامته بل على صعيد العالم العربي والعالمي, كما وتطرق إلى الجوائز المحلية والعربية والعالمية التي حصل عليها شاعرنا.
كما وقدم طلاب الصف الثامن لوحة فنيه تشكيليه تضمنت قراءات شعرية من أشعار الشاعر" عربي بسيط أنا", "رامتي" , "احكي للعالم احكيله" , قصائد مغناة رافقها عزف ورسومات للشاعر بريشة طالبات من الصف السابع والثامن.تخلل الاحتفال فقرة مواهب أدبيه , بحيث قرأت طالبتان من الصف التاسع مقتطفات من مؤلفاتهن الأدبية بمرافقة عزف هادئ على البيانو لفت انتباه واهتمام الحاضرين أشادت به مفتشة اللغة التي شجعت هذه الأقلام الشابة.
القسم الأخير من هذا اليوم خصص لندوة حوارية قدمتها طالبات من الصف التاسع وشارك فيها كل من : الدكتورة الأديبة راوية بربارة , التي تطرقت من خلال الأسئلة المطروحة عليها إلى دورها كمفتشه, أم وأديبة لا تعرف المستحيل على حد تعبير كما وتطرقت إلى روايتها الأخيرة "على شواطئ الترحال" والتي رشحت لجائزة بوكر العالمية للرواية العربية . وأكدت على أن في جعبتها الكثير من القصائد التي لم تنشر بعد .
ابنة الرامة الأديبة نسب أديب حسين ومن خلال الحوار معها تم تسليط الضوء على بداياتها الأدبية ومتحفها في الرامه ومشروعها الثقافي " دواة على السور" وعلاقتها بالقدس وأنها في طور إعداد كتاب عن القدس, كما وتطرقت لحصولها على الجائزة الأولى للقصة القصيرة, جائزة نجاتي صدقي لعام 2015 عن قصتها "العصافير لم تخلع أثوابها بعد" وكيف جاءتها فكرة هذه القصة , ثم قصت عن علاقتها الخاصة التي تربطها بهذه المدرسة.
أما الدكتور نبيه حسين فقد قص عن مواكبته للمسيرة الأدبية لكل من الأديبتين وأبدى رأيه بإبداعاتهن الأدبية وأثنى عليها.
أما وطن فقد كشف لنا عن شخصية والده الإنسان والأب وعلاقته الخاصة مع عائلته ورامته وأهلها وشاركه الحاضرون بقصص خاصة حصلت معهم وربطتهم بالشاعر, قصوها بحميمية تؤكد محبتهم وتقديرهم لعظمة هذا الشاعر الإنسان .
بانتهاء الندوة تم تكريم الضيوف تكريما رمزيا على إصدارتهم الأدبية التي تم الحصول عليها.
اختتم الاحتفال بقصيدة "منتصب القامة امشي" مغناة بصوت مارسيل خليفة وبمشاركة الطلاب والضيوف الذين وقفوا مصفقين مقدمين محبتهم, تحيتهم, إجلالهم , تقديرهم مرددين منتصب القامة لهذا الشاعر العظيم الذي رحل وهو منتصب القامة. والجدير ذكره ان كانت هنالك علاقة وطيدة بين المدرسة والشاعرين سميح القاسم والشاعر عوني سبيت
[email protected]