أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض مقتل 9 أشخاص بينهم طفلة وإصابة نحو 2750 آخرين اليوم الثلاثاء، جراء انفجار أجهزة لا سلكية في مناطق مختلفة في البلاد.
وأوضح فراس الأبيض أن "هناك نحو 200 جريح إصابتهم بليغة، ونحو 100 حالتهم حرجة".
وأشار وزير الصحة اللبناني إلى أن "غالبية الإصابات المسجلة حتى الآن هي في الوجه أو اليد أو البطن".
وحمّل "حزب الله" اللبناني إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضا، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة"، مؤكدا أن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب".
وأكد "حزب الله" في بيان سابق له أنه "قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 انفجرت عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ"بايجر" والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة"، مشيرا إلى أن انفجار هذه الأجهزة أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.
وأعلن حزب الله -في بيان- أن "إسرائيل مسؤولة" عن الهجوم. وأضاف البيان "نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن العدوان الذي طال المدنيين أيضا وأدى عدد من القتلى".
وقال الحزب إن "العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ولا يحتسب".
وأكد البيان أن "الأجهزة المختصة في حزب الله تجري تحقيقا واسع النطاق أمنيا وعلميا لمعرفة سبب الانفجارات المتزامنة".
ودعا الحزب إلى "الانتباه من الشائعات والمعلومات المضللة بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني".
من جهتها، اعتبرت الحكومة اللبنانية أن "العدوان الإسرائيلي يشكل انتهاكا خطيرا للسيادة اللبنانية".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حارسين شخصيين للسفير الإيراني أصيبا في الانفجار، في حين نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مسؤول إيراني تأكيده أن حالة السفير الإيراني في بيروت جيدة، وأن أي عضو بالفريق الدبلوماسي لم يصب في الانفجار.
وفي السياق، أعلنت وسائل إعلام سورية أن 11 عنصرا من حزب الله اللبناني بريف دمشق أصيبوا بجروح حرجة جراء انفجار أجهزة اتصال لاسلكية.
وقال مصدر أمني إن انفجار أجهزة الاتصال في لبنان سببه اختراق بوساطة تقنية لاسلكية.
وأوضح المصدر الأمني أن انفجار أجهزة الاتصال شمل مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وجنوبي لبنان.
أحدث أجهزة
وقالت مصادر أمنية لرويترز إن أجهزة الاتصال التي انفجرت بلبنان هي أحدث طراز يجلبه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية.
أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فنقلت عن مصادر مطلعة أن أجهزة الاتصال المستهدفة في لبنان كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها حزب الله مؤخرا.
ونقلت الصحيفة عن شركة لوبك إنترناشيونال الأمنية أن سبب انفجار أجهزة الاتصال هو على الأرجح برمجيات خبيثة. وأضافت الشركة أن سبب الانفجار هو برمجيات رفعت حرارة البطاريات ما أدى لانفجارها أو وضع شحنة فجرت عن بعد.
وأوضحت مصادر قريبة من حزب الله لوكالة أسوشيتد برس أن أجهزة الاتصال الجديدة مزودة ببطاريات ليثيوم ويبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد.
ونقل موقع أكسيوس عن مصدر مطلع أن أجهزة الاتصال كانت تستخدم على نطاق واسع بين أعضاء حزب الله بما في ذلك كبار المسؤولين.
خرق إسرائيلي
من جهتها، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول لبناني -لم تسمه- قوله إنه من المعتقد أن استهداف أجهزة الاتصال هو نتيجة هجوم إسرائيلي.
وقالت وكالة أنباء لبنان إن "العدو الإسرائيلي خرق أجهزة بيجر المحمولة للاتصالات وفجرها عبر تقنية عالية". وأوضحت الوكالة أن عشرات أصيبوا في حدث غير مسبوق نتيجة خرق أجهزة "بيجر" المحمولة للاتصالات وتفجيرها بأيدي حامليها في مناطق متفرقة بالبلاد.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن مستشارا بارزا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلمح إلى أن إسرائيل تقف وراء تفجير أجهزة اتصال في لبنان.
ولاحقا قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مستشار نتنياهو حذف تغريدته التي أشار فيها لمسؤولية إسرائيل عن هجمات بيروت بعد دقائق من نشرها.
وقال القائد الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن من قام بهذه العملية أراد توجيه رسالة، وإنه جهّز لهذه لعملية منذ فترة.
وقال مسؤول كبير سابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) إن تفجير أجهزة اتصال خاصة بمئات العناصر من حزب الله اختراق أمني استخباري غير مسبوق.
في المقابل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مجلس الأمن القومي يطلب من الوزراء الامتناع عن الإدلاء بتصريحات بشأن الأحداث في لبنان.
وذكرت الهيئة أن حزب الليكود حظر على أعضائه الإدلاء بتصريحات وإجراء مقابلات بشأن الأحداث في لبنان.
وأضافت الهيئة أن الجبهة الداخلية أبلغت رؤساء السلطات المحلية باحتمال التصعيد الأمني دون تعليمات جديدة.
ويأتي ذلك في وقت نقلت فيه صحيفة "إسرائيل اليوم" أن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وكبار المسؤولين الأمنيين يجتمعون حاليا بغرفة العمليات تحت الأرض بوزارة الدفاع.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر إسرائيلية أن الأجهزة الأمنية تعتقد أن حزب الله ينوي إطلاق عملية عسكرية ضد إسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه طُلب من كبار القادة الأمنيين حضور اجتماع طارئ وتقديم خيارات لمواجهة تصعيد محتمل مع حزب الله.
وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رصدت مؤخرا إشارات حول استعدادات غير اعتيادية لحزب الله في جنوبي لبنان.
كما نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر أمني إسرائيلي أن مشاورات أمنية مكثفة أجريت في الساعات الأخيرة بشأن إمكانية نشوب حرب على حزب الله، وأشارت المصادر إلى أن التوتر الشديد مع الحزب وصل إلى حافة الهاوية.
وعلى الصعيد الطبي، تحدث وزير الصحة اللبناني عن مئات الجرحى. كما نقلت الوكالة عن مصدر مقرب من حزب الله أن "المستشفيات تطلب دما" بسبب ارتفاع أعداد المصابين. وأكد مصدر آخر مقرب من الحزب أن الحادث "خرق إسرائيلي".
وطلبت وزارة الصحة اللبنانية من المستشفيات الاستنفار ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة لخدمات الطوارئ.
ودعت الوزارة العاملين في المجال الصحي إلى التوجه بشكل عاجل إلى المستشفيات. وناشدت المواطنين التوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين.
وقالت مصادر حكومية لبنانية إن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي طلب من وزير الصحة مغادرة جلسة حكومية واستنفار كل أجهزة الوزارة لمواكبة التطورات.
يذكر أن حزب الله سبق أن طلب من عناصره عدم استخدام الهواتف المحمولة لتفادي أي خرق إسرائيلي، ووضع بديلا عنها نظام اتصالات خاصا به.
[email protected]