قال رئيس حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي، بيني غانتس، في تصريح يوم الثلاثاء، إن حركة “حماس” فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قدراتها.
وأضاف غانتس أن التحدي الأول الذي تواجهه إسرائيل هو التعامل مع “حماس” و”استعادة المختطفين بعد 9 أشهر من الجحيم”.
وأكد السياسي الإسرائيلي أنه “آن الأوان لإعادة مختطفينا ولو كان بثمن باهظ”، كما “يجب أن يعيش سكان الشمال والجنوب بأمان ولو كان الثمن هو التصعيد”.
كما تطرق غانتس إلى الملف الإيراني مشيرا إلى أن إقامة محور شرق أوسطي أمريكي أوربي ضد إيران سيكون نصرا حقيقيا.
وفي نفس السياق أضاف بأن لدى إسرائيل “القدرة أن تجعل لبنان في الظلام وأن تدمر القدرة العسكرية لحزب الله في أيام ولكن عليها أن نستعد لدفع ثمن ذلك أيضا”.
وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، اليوم الثلاثاء، إنه لا يمكن القضاء على حركة حماس كفكرة، لينضم بذلك إلى تصريحات مشابهة أطلقها الناطق بلسان جيش الاحتلال دانيال هاغاري أخيرا، وهو ما تسبب بهجوم قوي عليه من مسؤولين إسرائيليين. ولكن الاعتراف يأتي هذه المرة من شخص مقرّب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ولمّح هنغبي في حديثه إلى شكل ما يُسمى “اليوم التالي” لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة، والأفكار التي تناقشها إسرائيل مع الولايات المتحدة، وأخذ دول عربية وأوروبية دوراً في إدارة القطاع. وأوضح في مشاركته اليوم في حوارية، ضمن مؤتمر هرتسليا في جامعة رايخمان، أنه “لا يمكن القضاء على حماس فهي فكرة، لذلك نحن بحاجة إلى فكرة بديلة، وليس فقط تدمير قدراتها العسكرية”. وقال: “يجب أن تكون إسرائيل هي التي توفر الظروف الملائمة لتطهير المنطقة، ولكن الذي سيقودها هو قيادة فلسطينية محلية بدعم من دول عربية. الفكرة التي نناقشها مع الأميركيين أن يكون دور جماعي لدول عربية معتدلة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وقبل بدء الحوار معه في إطار المؤتمر، صرخ حضورٌ على مقاعد الجمهور باتجاهه، محتجين على عدم إعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة حتى هذه اللحظة، وهو ما تسبب بتأخير الحوار، كما قاطعوه مراراً، ما دفعه إلى التهديد بالمغادرة. وصرخ مشاركون باتجاه هنغبي: “كيف تجلس هنا فيما هناك 120 شخصاً في غزّة. أصواتهم لا تُسمع وعائلاتهم محطّمة”. وقال داني ألغيرت، وهو شقيق أحد المحتجزين: “هناك ثلاثة أهداف في غزّة، ليس لأي منها أولوية، وليس هناك هدف أهم أو أقدس من الآخر. الأهداف الثلاثة مهمّة، لكن قضية المختطفين تأتي أولاً”، وذلك رداً على كلام هنغبي إنّ هدف إعادة المحتجزين “لا يقل قدسيةَ” عن الأهداف الأخرى للحرب.
وليست هذه المواجهة المتوتّرة الأولى بين هنغبي وعائلات محتجزين إسرائيليين. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن أفراد عائلات شاركوا في اجتماع معه الشهر الماضي، قولهم إنه وبّخهم وأهانهم، كما اعترف أمامهم قائلاً: “لا أعتقد أن هذه الحكومة ستكون قادرة على إتمام الصفقة”.
هنغبي: سنركّز جهودنا على تسوية بشأن لبنان
وفي ردّه على سؤال بشأن إمكانية التوصّل إلى تسوية على الجبهة اللبنانية، قال هنغبي إن إسرائيل تفضل الحل الدبلوماسي في الوقت الراهن، وستركّز جهودها في الأسابيع المقبلة للتوصّل إلى تسوية كهذه، وأوضح أنه “من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، المطلوب واقع مختلف عن الواقع الذي كان قائماً في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. ومن يقود الجهود هي الإدارة الأميركية بقيادة المبعوث الخاص عاموس هوكشتاين، الموجود على اتصال وثيق معنا ومع المسؤولين الحكوميين في لبنان. هو متفائل، ويعتقد أن التغيير الذي سيحدث بعد انتهاء العملية (العسكرية) المكثّفة في رفح والانتقال إلى مرحلة تعميق الإنجاز، سيسمح لحزب الله بالتخلي عن التضامن اليومي (مع القطاع) الذي أظهره خلال الحرب في غزة”.
وأضاف هنغبي: “نحن نؤمن بهذه التسوية. هناك من هم متشككون أكثر منا، ولكننا سنخصّص أسابيع عديدة للوصول إلى هذه التسوية. وإذا لم يتم التوصل إلى تسوية بالسبل الدبلوماسية، فسنتوصل إليها بطرق أخرى، لكننا نفضل حالياً التركيز على المسار الدبلوماسي”
[email protected]