قالت الأمم المتحدة إن حركة "طالبان" تقيّد حصول المرأة الأفغانية على العمل والسفر والرعاية الصحية إذا كانت غير متزوجة، أو بدون ولي أمر.
وفي تقريرها ربع السنوي الأخير، الذي يغطي الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر من العام الماضي، قالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان إن حركة "طالبان" تقوم بقمع النساء الأفغانيات العازبات أو اللاتي ليس لديهن ولي أمر أو محرم يرافقهن.
ووفقا للتقرير، فإنه في إحدى الحوادث، نصح مسؤولون من وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر امرأة بالزواج إذا أرادت الاحتفاظ بوظيفتها في منشأة للرعاية الصحية، قائلين إنه من غير المناسب أن تعمل امرأة غير متزوجة.
وعندما سئل المتحدث باسم الأمم المتحدة عن رد فعل الأمين العام أنطونيو غوتيريش على الحظر الأخير، أجاب: "إنه رعب". وأضاف ستيفان دوجاريك: "يجب أن يكون العيش هناك أمرا لا يمكن تصوره".
من جهته، قال ذبيح الله مجاهد، كبير المتحدثين باسم "طالبان"، إن تقرير الأمم المتحدة يستند في معظمه إلى سوء فهم واتهم البعثة بتجاهل أو انتقاد الشريعة الإسلامية.
وأضاف مجاهد في بيان إنه مع وجود حكومة إسلامية في السلطة في أفغانستان، يجب عليها "التطبيق الكامل لجميع جوانب الشريعة لكل من الرجال والنساء".
وأشار إلى أن ذلك يعني تطبيق قواعد الحجاب ووصاية الذكور والفصل بين الجنسين بالنسبة للنساء في التعليم والعمل.
وتابع: "إذا انتقدت بعثة الأمم المتحدة هذه الحالات أو اعتبرت الأحكام الإسلامية الصريحة عملا مخالفا لحقوق الإنسان، فإن ذلك يعد إهانة لمعتقدات الشعب".
ومنعت حركة "طالبان" النساء من معظم مجالات الحياة العامة، ومنعت الفتيات من الذهاب إلى المدرسة بعد الصف السادس، كجزء من الإجراءات القاسية التي فرضتها بعد توليها السلطة في عام 2021، على الرغم من وعودها في البداية بحكم أكثر اعتدالا.
كما قاموا بإغلاق صالونات التجميل وبدأوا في فرض قواعد اللباس، واعتقلوا النساء اللاتي لا يلتزمن بتفسيرهن للحجاب، أو غطاء الرأس الإسلامي. وفي مايو 2022، أصدرت حركة "طالبان" مرسوما يدعو النساء إلى إظهار أعينهن فقط ويوصيهن بارتداء البرقع من الرأس إلى أخمص القدمين، على غرار القيود التي فرضت خلال حكم "طالبان" السابق بين عامي 1996 و2001.
ولا توجد قوانين رسمية بشأن ولاية الرجل في أفغانستان، لكن حركة "طالبان" قالت إن المرأة لا يمكنها التنقل أو السفر لمسافة معينة دون رجل قريب لها بالدم أو الزواج.
وتم اعتقال 3 عاملات في مجال الرعاية الصحية في أكتوبر الماضي لأنهن كن في طريقهن للعمل بدون محرم. وقال التقرير إنه تم إطلاق سراحهن بعد أن وقعت عائلاتهم على ضمان كتابي بعدم تكرار هذا الفعل.
وفي ولاية باكتيا، منعت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النساء دون محرم من الوصول إلى المرافق الصحية منذ ديسمبر. وتقوم بزيارة المرافق الصحية في المحافظة للتأكد من الالتزام بها.
وتقوم الوزارة، التي تعمل بمثابة شرطة الأخلاق لطالبان، بفرض متطلبات الحجاب والمحرم عندما تزور النساء الأماكن العامة والمكاتب والمعاهد التعليمية من خلال نقاط التفتيش وعمليات التفتيش.
وقالت الأمم المتحدة إنه في ديسمبر، في إقليم قندهار، قام مسؤولو الوزارة بزيارة محطة للحافلات للتأكد من أن النساء لا يسافرن لمسافات طويلة دون محرم، وأصدروا تعليمات لسائقي الحافلات بعدم السماح للنساء بالركوب دون محرم.
كما تم القبض على نساء بسبب شرائهن وسائل منع الحمل، التي لم تحظرها حركة "طالبان" رسميا.
المصدر: أ ب
[email protected]