أكد مجموعة من الباحثين والخبراء الدوليين على أهمية المؤتمر الدولي الثاني الذي نظمته الجامعة العربية الأمريكية يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي، تحت عنوان " تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين: الواقع والتحديات"، مشيرين، إلى أن المؤتمر شكَل نافذة لهم لمعرفة حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وواقعه، كما مدَهم بمجموعة من الأفكار والمواضيع والقضايا التي تخص هذا الصراع.
واعتبروا مشاركتهم في المؤتمر في دورته الثانية فرصة مثالية لعرض أفكارهم، والتعرف على الباحثين الفلسطينيين في وسط علمي أكاديمي مليء بالأفكار والمواضيع التي تشترك في هدف واحد هو الطموح في بناء سلام عادل يعم المنطقة.
كما عبروا عن إعجابهم الكبير بالجامعة العربية الأمريكية التي تجاري التطور في كافة مجالاته الأكاديمية، والبحث العلمي، والمنشات، بالإضافة الى المشاريع الانشائية والتنموية.
برايان: يجب أن يكون للفلسطينيين مدرسة فكرية تتعامل مع الصراع
بدوره، أكد المحاضر في إحدى الجامعات الأمريكية الدكتور برايان فردريك على ضرورة وجود مدرسة فكرية للفلسطينيين تتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي لأهمية دراسته وفهمه، مما يسهل التعامل مع الصراع وحلَه أو تحويل مساره، والمؤتمر الدولي الثاني، الذي عقد على أرض فلسطين، يأتي في هذا السياق، معتبرا، أن أفضل مكان لتأسيس مدرسة فكرية عن الصراع هو فلسطين، بصفتها المكان المثالي لهذه المدرسة، كما أنها المنطقة التي تشهد أطول صراع في الفترة الحالية.
وأشار، الى أن المؤتمر جاء فرصة للحديث مع الناس، التي بدت له مشتاقة للحرية والحصول على حقوقها، لكنه وجد، أن الناس غير مهتمين بما هو أعمق من ذلك، أي كيف يصلون إلى حقوقهم، وكيف يحصلون على حريتهم، وهو ما يتحقق معرفيا بهذا المؤتمر، وقال، "إن فرصة مشاركتي في هذا المؤتمر عن الصراع في فلسطين هي تجربة رائعة وملهمة، حيث يمكن للباحث ان يلتقي بناشطين وباحثين من جميع الأطراف الفلسطينية"، موضحا، أن ما يميز المؤتمر غنى موضوعاته وتنوعه، بالإضافة إلى كمية الأفكار التي قدمها الباحثين ما جعل من النقاش مثريا وعمليا.
هيلاري: انطلاق المؤتمر من جامعة فلسطينية مهم ليكون منصة لإطلاق الرسائل إلى العالم
من جانبها، قالت الدكتور هيلاري كيبنز من الولايات المتحدة الأمريكية "انطلاق المؤتمر الدولي من جامعة فلسطينية ومن قلب فلسطين مهم جدا، حيث كان المؤتمر منصة لإطلاق أصوات الفلسطينيين ورسائلهم إلى العالم وبما يخدم قضيتهم، والجامعة أفضل مكان لهذا الهدف، لأنها مكان تعليمي، وتضم أهم شريحة في المجتمع الفلسطيني"، وأضافت، "لقد زرت فلسطين عدة مرات وفي كل مرة أفهم القضية الفلسطينية بشكل أكبر، والمؤتمر الدولي الثاني الذي عقد في الجامعة العربية الأمريكية جعلني أكثر فهما ومعرفة بالقضية، حيث سنحت الفرصة لي في سماع اراء أكبر عدد من الفلسطينيين من شرائح مختلفة".
وأعربت عن سرورها للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني، موضحة أن أبحاثه ومواضيعه غني بالمعلومات، والباحثون الفلسطينيون الذين شاركوا في المؤتمر كانوا على مستوى عالي، وقالت "بالنسبة لي شخصيا لقد تعلمت الكثير، وأشياء جديدة، ومعلومات مفيدة، خاصة الاحداث ما بعد اتفاقية أوسلو".
بريفان: المؤتمر أعطى مساحة لعرض الأفكار عن الصراع وتكوينها..ومذهولة بتطور الجامعة العربية الأمريكية
المحاضرة في جامعة كادر هاس التركية الدكتورة بريفان جوكسيناي قالت، "المؤتمر الدولي الثاني الذي نظمته الجامعة العربية الأمريكية أعطى مساحة كبيرة لعرض الأفكار عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولتكوين أفكار جديدة، ومشاريع بحثية عند العديد من الباحثين الدوليين الذين يتطلعون لمعرفة المزيد عن الصراع"، موضحة، أن المؤتمر كان بالنسبة لها منصة لعرض بحثها الخاص بالقضية الفلسطينية، بالإضافة الى معرفة المزيد عن القضية من خلال الاستطلاع وسماع أفكار الباحثين الفلسطينيين والدوليين، وسماع اراء الفلسطينيين، ومشاهدة ما يحدث على أرض الواقع، مشيرة، إلى أن أكثر ما جذبها خلال سماع اراء المواطنين هو فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، ومدى اهتمامهم بإنجاز ذلك، وبحثهم عن الحرية والاستقلال.
وعن الجامعة العربية الأمريكية أشارت جوكسيناي، أنها مذهولة بتطورها البنياني وإعجابها الكبير، وبالخطة الأكاديمية، وطريقة التعليم والتعلم، وقالت "أرى أن الجامعة العربية الأمريكية أجمل من بعض الجامعات في تركيا".
دييكو: الجامعة العربية الأمريكية تلعب دورا كبيرا في مجال البحث العلمي وهذا ظاهر لدى أكاديمييها المختصين وطلبتها
قال المحاضر في إحدى الجامعات الإسبانية الدكتور دييكو هيدالاغو "أصبحت الجامعة العربية الأمريكية مساحة جيدة لجذب الناس والباحثين ومكان لالتقائهم، كما أن الجامعة تمتاز بموقع خاص وفريد في شمال الضفة الغربية، حيث يسمح لها ذلك أن تكون نقطة للتنوع الطلابي حيث يصلها طلاب من فلسطين 48، لديهم الرغبة للتعلم والتعرف على القضايا المرتبطة بالصراع كالتي طرحها المؤتمر"، موضحا، أن الجامعة تلعب دورا كبيرا في مجال البحث العلمي، وأظهرت أن لديها عدد كبير من الأكاديميين المختصين والطلبة القادرين على مناقشة القضايا المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويرى دييكو، أن المختلف في المؤتمر الثاني هو إشراك كم كبير من الطلبة، وتحديدا طلبة الدراسات العليا في مجال الصراع والتنمية، مشيرا، إلى أن الجامعة أسست العام الماضي المؤتمر الأول، وهاهي تستكمل هذا التأسيس، عبر برنامج الماجستير، ومؤتمر دولي سيتكرر.
اورلي: الجمهور الفلسطيني ملهمي الأكبر لصقل فكرتي البحثية عن مقاومة الاستهلاك في فلسطين والجامعة وفرت ذلك من خلال المؤتمر
الأستاذة اورلي بركيرهوف طالبة الدكتوراه في مركز دراسات الثقة والعلاقات الاجتماعية في جامعة كوفنتري قالت، " زيارتي لفلسطين هي الأولى، وتفاجأت جدا من الجامعة كمكان من ناحية مساحتها الكبيرة والجميلة والمنظمة"، وأضافت "كنت معنية بزيارة فلسطين والمشاركة في المؤتمر في رحاب الجامعة، للحصول على تعليقات ونقاشات من الجمهور الذي يعتبر ملهمي الأكبر، ومشاركتهم الأفكار، ليتم صقل فكرتي البحثية عن مقاومة الاستهلاك في فلسطين".
وأكدت، على أهمية المؤتمر الدولي لفلسطين والباحثين الفلسطينيين لكونها قضيتهم، حيث يجلب المؤتمر الباحثين المهتمين للتفكير مع بعض، حول المستقبل، وكيف يتم تحقيق أحلام السلام والعدل، مشيرة، إلى أنها تحلم بمستقبل واحد لفلسطين واحدة.
ماريسا: المؤتمر يلعب دورا كبيرا في تسليط الضوء على قضايا مهمة من جنسيات مختلفة وقضايا تتشاركها الناس حول العالم
رأت الايرلندية الدكتورة ماريسا ماكلنشي، وهي زميل باحث في جامعة كوفنتري، أن المؤتمر فرصة جيدة لالتقاء الباحثين المهتمين في قضايا الصراع والسلام، كما أن المؤتمر يلعب دورا كبيرا في تسليط الضوء على قضايا مهمة من جنسيات مختلفة، وقضايا تتشاركها الناس حول العالم، وأضافت قائلة "أنا كإيرلندية أمتلك قضية تشبه القضية الفلسطينية، وفرصة وجودي في الجامعة والمؤتمر هي نوع من المشاركة العلمية، والتعرف على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على صعيد شخصي، فالحضور للجامعة العربية الامريكية والمشاركة في المؤتمر الدولي هي أفضل طريقة للتعلم والتعرف على فلسطين، وأعتقد أن الفلسطينيين بحاجة إلى التعرف عليهم عن قرب".
ورأت، أن الجامعة مفرحة في شكلها، وأن الجميع فيها من طلبة وأكاديميين يمتلكون روح المساعدة والمبادرة، وأكدت، انها ستحمل ما تراه من مشاهد وطيبة ومعاناة لأشخاص اخرين في بلدها من جنسيات مختلفة، فالمؤتمر يقوم بدور نقل المشاعر والقضايا والمواقف، ويساعد على التعريف بعدالة القضية الفلسطينية، موضحة، أنها المرة الأولى التي تزور فيها فلسطين، وستعيد الكرة إن سنحت لها الفرصة.
جون: المؤتمر جيد وحجم الجهد المبذول في تنظيمه يدلل على اهتمام الجامعة وعلى عمق رؤيتها نحو المؤتمر
البروفيسور جون بال من الولايات المتحدة الأمريكية أشار، أن زيارته لفلسطين هي الثانية، وهي فرصة مثالية لخلق صداقات جديدة، ولتعميق المعرفه أكثر عن واقع الصراع العربي الإسرائيلي، موضحا، أن المؤتمر جيد من ناحية الإعداد والتنظيم، وحجم الجهد المبذول في تنظيمه يدلل على اهتمام الجامعة وعلى عمق رؤيتها نحو المؤتمر.
وحول هدفه من المشاركة في المؤتمر قال، التعلم أكثر عن واقع الحياة في فلسطين لرؤية الصراع على حقيقته، كما أن وجوده في مبنى الجامعة الجميل والحديث والعصري في ظل الاستقبال الحافل واللطيف، يدفع بمزيد من الدفء اتجاه الشعب الفلسطيني.
ويرى بال، أن البحث في مجال قضايا الصراع يساعد على التخلص من مسببات ذلك الصراع، وقال، "كما أنه يساعدنا على وضع المعايير لما نريد من سلام، ويساعدنا أيضا على فهم الأشياء التي لم تتحقق، ويساعدنا أيضا على معرفة الشيء الذي نريد تحقيقه"، وأضاف، " أعتبر الصراع علم حديث، يعلمنا أشياء كثيرة، ويجعلنا متفائلين، فالهدف هو، أن نقيس الواقع بطرق علمية مهنية رصينة".
ايما: مشاركتي في المؤتمر تعني لي الكثير لأرى الصراع بعيوني وليس كما السابق من خلال وسائل الاعلام والفضائيات التي لا تقدم صورا كاملة
وترى المحاضرة في كلية الإعلام في جامعة كوفنتري الدكتورة إيما هيود، أن المؤتمر ممتع وغني ومليء بالعواطف، فموضوع الصراع كحقل معرفي مهم للغاية، موضحة، أن تجربتها في المؤتمر، وفي زيارتها الأولى لفلسطين، كانت تعني لها أنها ترى الصراع بعيونها هي، فيما كانت في السابق، ترى الصراع من خلال وسائل الإعلام والفضائيات، التي لا تقدم صورا كاملة عن الواقع في فلسطين، مشيرة، إلى أن هذه الزيارة فرصة مثالية لكل باحث مهتم في قضايا الشرق الأوسط.
وعبرت هيود عن دهشتها وإعجابها الكبير بالجامعة، التي تبدو متنوعة وغنية ومليئة بالاختلاف، فالطلبة مختلفين في كل شيء، في اللباس، والشكل، وفي المواقف السياسية، وهو ما يجعلها تنشئ العديد من الأصدقاء الدافئين والمرحين.
[email protected]