للمرّة الثّالثة تلغي وزارة المعارف امتحانات البجروت بعد أن تبيّن تسرّبها قبل بداية الامتحان, حدث ذلك في امتحان بجروت الادب العربي, ثمّ الرّياضيّات واليوم تمّ إلغاء امتحان الّلغة العبريّة
وفي تساؤل بسيط : من يصل أو من له حقّ الوصول إلى الامتحانات قبل أن تصل المدارس؟ الإجابة واضحة : ليس الطّلاب بالطّبع وليس القائمين على سير الامتحان داخل المدارس. جميع آليّات المراقبة في الوزارة تتابع القائمين على سير الامتحانات في المدارس, والطّلاب لا يستطيعون الوصول إلى الأسئلة قبل بداية الوقت المحدّد للإمتحان.
يبدو أنّ التّسريب عمل ممنهج له آلياته , وحتّى الآن عجزت وزارة المعارف والتعليم وعجز قسم الامتحانات في الوزارة عن اجتثاث هذه الطّاهرة المقلقة جدّا والّتي لا تنسجم مع قيم التّربية والتّعليم والّتي نسعى كمدراء للمدارس وكمعلّمين وكعاملين في سلك التربية والتّعليم إلى تأصيلها في نفوس طلّابنا وطالباتنا وأبرزها قيم النّزاهة وخاصّة في الامتحانات. لكي تعكس النّتائج المستوى التحصيلي لكلّ طالب وطالب على المستوى الفردي.
إنّ عمليّة التّسريب الّتي جدثت ظاهرة مقلقة جدّا , وتكرارها يدعنا نفكّر وبقلق , من المستفيد ؟؟ وماذا يستفيد ؟؟ وخاصّة عندما يكون المتضرّرون هم طلّابنا , الّذين سهروا الّليالي الطّوال واستعدّوا للإمتحان , فيصفعون في يوم الامتحان بإلغائه , فتضيع جهودهم واستعداداتهم سدى . لتغطّي الوزارة عورتها وسوء إدارتها لعمليّة سير الامتحانات .
إنّ تقصير الوزارة واضح في إتاحة الفرصة للمسرّبين , فكيف يمكن أن يحدث هذا ؟؟ وما هو الحلّ ؟
ولماذا يعاقب الطّلاب وبشكل جماعيّ؟ ألا تحسّون بالخطر المحدق بطلّاب فوج كامل من أبنائنا وبناتنا , الّذين لن يستطيعوا الحصول على استحقاق شهادات البجروت ؟؟ وإن حصلوا عليها سيكون ذلك متأخّرا جدّا , بعد أن تكون الجامعات والمعاهد قد أقفلت أبواب القبول في بداية شهر أيلول.
أنا على ثقة تامّة أنّ المسؤولين في الوزارة يدركون أنّ الطّلاب خارج هذه الّلعبة القذرة , بل يدفعون ثمن أخطاء الكبار . وبالنّسبة لعلامات التّحصيل لهؤلاء الطّلاب فيجب أن تكون حقيقيّة تعكس المستوى التعليمي والتحصيلي لكلّ طالب على المستوى الفردي, ولأنّ التّسريبات الحاصلة لامتحانات البجروت بالتّأكيد سوف تزيّف هذه النّتائج , وتعيين موعد إعادة امتحان مرّة ثانية في موعد لاحق لا شكّ في أنّه سيكون في أيّام الصّوم في شهر رمضان المبارك , وأنا أشكّ كثيرا في أنّ طالبا يهوديّا واحدا سيكون مستعدّا لإجراء امتحان في يوم صومه !! وعليه أقترح أن تتضافر جهودنا جميعا بعدم إجراء امتحان في مثل هذه الحالة بل احتساب العلامات الواقية في اللغة العبريّة كعلامات نهائيّة , فقد سلّمت هذه العلامات إلى الوزارة قبل يومين من إجراء امتحانات البجروت , وهي اكثر مصداقيّة من علامات مشكوك في أمرها نتيجة التّسريب ومن يضمن ألّا يتمّ تسريب الامتحان في موعد إعادته؟.
لنعمل جميعا على أن يتم احتساب العلامة الواقية كعلامة نهائيّة لجميع الطّلاب , كما نحثّ الوزارة على اجتثاث ظاهرة التّسريب بشكل قاطع ونهائي . والكفّ عن أسلوب العقاب الجماعي للطّلاب العرب في هذه البلاد.
[email protected]