في ظل الثورات البركانية العسكرية والسياسية الحاصلة على الكرة الأرضية ولأول وهلة نلحظ أن الحرب العالمية الثالثة قادمة لا محالة، وربما قد بدأت بين روسيا العظمى وأمريكا وحلف الناتو والصين وحليفاتها من جهة اخرى، عالم ينتظر البركان القادم المنفجر بعدة دول واقاليم وربما قارات بأكملها، والسبب من سيقف في رأس الهرم ويكون القوة العظمى بديلا لما تبوأته أمريكا سابقا واليوم تبدلت المكانات..!
منذ اكثر من خمسة وسبعين عاما تأقلمت على القوة الضاربة المهيمنة الأولى في العالم ورقمها واحد من حيث القوة الاقتصادية والعسكرية والهيمنة على كل بقاع العالم وتدخلاتها العسكرية وأسقاط أنظمة حكم ورؤساء وممالك وكل من وقف في طريق هيمنتها كانت نهايته الأستعمار والدمار والبطش ، وبعد تلك الفترة التي أذكرها تحديدا منذ ولادة جيل الخمسينات وما فوق، واستمراره لأجيال الستينات والسبعينيات والثمانيات مرورا إلى يومنا هذا، فمع مرور تلك
السنوات عانت الدول العربية خاصة والعالمية عامة من بطش أمريكا وعدوانيتها السياسية والعسكرية إلى أن حانت ساعة الانكسار والتقهقر والحرب التي بدأت بين روسيا واوكرانيا وبان موقف أمريكا المألوف في وجه انتصار روسيا على اوكرانيا من منطلق الهيمنة التي ارادتها لكييف حيث تريدها حليفة أستراتيجية ضد روسيا ، في حين أن اوكرانيا كانت جزء لا يتجزأ من روسيا الاتحاديه، ومن هنا انقسم العالم الكبير إلى نصفين ، أمريكا والحلفاء والناتو، وروسيا والصين وأيران وكوريا الشمالية وتحالف العالم العربي لجانب روسيا، فتبدلت المعايير حيث تقهقرت أمريكا وأوروبا وبدأنا نرى حقبة جديدة من أتحاد القوى الجديدة القديمة من روسيا والصين والشركاء بديلا لأمريكا،
والسؤال الذي يطرح ذاته؛ هل في ظل تلك التقاسمات والحرب الدائرة ستكون الكفة الرابحة عسكريا لروسيا والحلفاء ، وهل لها رؤية سياسة جديدة تنهي عهد الاستعمار والبطش الأمريكي.. ؟ أم أن الحرب القادمة ستكون نووية لا تبقي ولا تذر..؟
ومن خلال ما نشاهد وعلى مدار أكثر من سنة في
الحرب بين روسيا واللاعبين لها وأمريكا وحلف الناتو
والأنتصارات الروسية في أوكرانيا، يبدو جليا أن روسيا والصين هما القوة العظمى البديلة القادمة مستقبلا، وإن ساءت الأمور اكثر وغاب العقلاء والحكماء حتما ستكون حربا حارقة ومدمرة تعود بنا إلى أيام العصر الحجري وبدايات الأولين، حيث نعود إلى بدايات لا نعرف تكوينها ومجمل نهاياتها..!!
وبرغم كل ما نشاهده من مواقف بعض الدول العربية الجلية ضد أمريكا وملفاتها الساخنة ضدها، تحاول
تلك الدول الانتقام من أمريكا وأوروبا، لما اساؤوه ماضيا وحاضرا للشعب العربيه، لا أتمنى الويلات والدمار ، ولكن على ما يبدو لا مفر من حساب
الظالمين لشعوب العالم عامة والعرب خاصة..
أن تلك التحالفات الدولية السياسية والاستراتيجية ترنو على الدوام على السباق الأقتصادي والعسكري وتبوأ المركز الأول عالميا، وعليه فالمصالح الدولية هي التي تلعب دورا أساسيا في التمكن من السيطرة على غيرها ودعمها بكل ما يمكن بعد أمتلاك الأقتصاد والمكننة والعسكرة، وهذا ما تفعله أمريكا بكل قواها في الدعم السريع الأقتصادي والعسكري لأوكرانيا من أجل وضعيتها في المكان الأول عالميا، وبأن روسيا تفعل
من أجل كسر الهيمنة الأمريكية، اذا فكل تلك الحروب مصادرها التوسع الجغرافي والتملك الأقتصادي والعسكري والمائي وكل ما يوجد من ثروات..!كل ذلك يأتي على حساب دمار الأنسانية والكونية،اللهم
شفاعتك بالأنسانية البشرية..!
ملفت للنظر أن الدول العربية وأنظمة حكمها التي كانت وما زال لا تحترم رأي الشعوب، نراها اليوم تحولت إلى يقظة الوحدة فيما بينها مشرقا ومغربا مع روسيا وترك علاقاتها القديمة وتحالفاتها مع الأم أمريكا. ؟!
وهنا تبان أن تلك العلاقات التي كانت مبنية على مصالح مشتركة لعقود مع أمريكا انهارت وفشلت وتحولت إلى صحوة جديدة غيرت معالم الشرق الأوسط عامة والقضايا العالقة ومنها القضية الفلسطينية التي عادت من أوسع الأبواب..
فهل ستشهد المنطقة تحولات تهدف إلى الصلح
والسلام ام إلى حرب مدمرة..
تحليل بأيجاز عما يدور من صراع عالمي بين القطبين ..
اللهم اني قد بلغت، وإن كنت على خطأ فيقوموني..
[email protected]