نشر الجيش الاسرائيلي اليوم الثلاثاء تحقيقاته فيما عرف بعملية "حنيعبل" لمنع خطف الجندي هدار جولدن في اليوم الأخير للعدوان على قطاع غزة، والذي يعتبر من المواجهات الأشد والأخطر التي شهدتها الحرب، ولا زال المدعي العسكري مترددا أو لم يتخذ القرار بعد بفتح تحقيق جنائي ضد جنود الجيش الاسرائيلي.
ونشر موقع اذاعة الجيش "جالي تساهل" النقاط الرئيسية في هذه التحقيقات والتي اعتمد حسب تقديرات الجيش بأن الجندي هدار جولدن المختطف حي ووصل مستشفى رفح، في محاولة لتبرير العملية الواسعة التي نفذها الجيش ووقع ضحيتها حسب الرواية الفلسطينية 100 شهيد، في حين قدرت تحقيقات الجيش الاسرائيلي وقوع 41 قتيلا فلسطينيا من بينهم 12 مقاتلا و 13 من الأبرياء في حين لم يتحقق الجيش من طبيعة 16 قتيلا فلسطينيا.
ويبدأ التحقيق بعرض الوقائع كما يراها ، ففي الأول من شهر اب وعند الساعة الثامنة صباحا دخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، وبقيت وحدات للجيش الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية لتقوم بعمليات بحث عن الأنفاق خاصة في المنطقة القريبة من مدينة رفح، وهذه الوحدات حسب التحقيق لم تبقى لتنفيذ عمليات عسكرية وبقيت في مناطق خطرة دون وجود حماية كافية لها، خاصة أنها تقوم بعمليات تمشيط وبحث عن الأنفاق.
عند الساعة 9:06 اصطدمت وحدة من لواء "جفعاتي" التي كانت في المنطقة مع مجموعة من حركة حماس والتي خرجت من فتحة نفق، وفتحت النيران على الوحدة بشكل مباشر وخلال وقت قصير، واستطاعت هذه العناصر ان تخطف جثة الجندي هدار جولدن في حين قتل كل من قائد الوحدة بنياه يسرائيل والجندي جدعوني.
وبعد مرور نصف ساعة قرر قائد لواء "جفعاتي" ايلي جينو القيام بعملية واسعة "حنيعبل" لمنع خطف الجندي جولدن بعد اكتشاف اختفائه، وتم استدعاء سلاح الطيران الاسرائيلي للمشاركة في العملية، وعند الساعة 9.54 بدأت قوات الجيش الدخول وتنفيذ العملية، وبعد مرور نصف ساعة انتهت عمليات البحث التي قامت بها مختلف الوحدات بما فيها الوحدات الخاصة وعلى رأسها وحدة "سيريت همتكال"، والتي انتهت بأن الجندي تم خطفه بعد مقتله بناء على ما جمعته هذه الوحدات من مواد.
وتبين من التحقيقات بأن عناصر حماس باشرت بعملية اطلاق النار بشكل سريع ما لم يسمح للجنود باستخدام سلاحهم، حيث تبين بأن معظم الرصاص بقي في مخازن سلاح الجنود، حيث اصيبوا بشكل سريع ولم يستطيعوا الرد بالنيران على عناصر حماس.
وفي العملية العسكرية الواسعة التي نفذها الجيش تم استهداف 33 موقعا عبر الطيران والطائرات العمودية للجيش الاسرائيلي، كذلك تم استهداف 30 موقعا عبر القصف المدفعي خلاله تم قصف 800 قذيفة مدفعية ، حيث أكد ضباط في الجيش بأن كثافة التيران التي استخدمها الجيش ساهمت في بقاء عناصر حماس الذين خطفوا الجندي في النفق ، ولم يستطيعوا الهروب والخروج من النفق.
وأشارت التحقيقات بأن بقاء الجنود بالطريقة التي جرت في يوم وقف اطلاق النار ساهمت في خلط الأمور على الجنود، خاصة بأنهم كانوا يتواجدون في منطقة لا يوجد فيها حماية عسكرية وتعد من المناطق الخطيرة ، وكذلك فان المهمة التي كانوا ينفذونها تحتاج لوجود وحدات من سلاح الهندسة.
ومع صدور هذه التحقيقات فأن المدعي العسكري العام لم يتخذ القرار بعد بفتح تحقيق جنائي ضد جنود الجيش الاسرائيلي ، بالرغم مما نشر على المواقع العبرية خلال الفترة الماضي من اتصالات بين وحدات الجيش وبعض الضباط أثناء تنفيذ العملية، حيث نشر تسجيل صوتي لقائد لواء "جفعاتي" جينو يقول فيه لجنوده "أكررمرة أخرى، توقفوا عن اطلاق النار، توقفوا عن اطلاق النار، انتم تطلقون النار بجنون، سيقتل الواحد منكم الأخر، يكفي، يوجد لدي قتلى، مجانين، توقفوا لدقيقة" ، وفي النهاية سمعت أصوات تقول "المسجد حفرة ولم يتبقى منه شيء".
[email protected]