رفيقي العزيز تحية حارة وبعد:
بودي هنا أن أعرب عن وجهة نظري حول موقفك بصفتي عضوا في مجلس الجبهة، بصراحة لم يعجبني موقفك وموقف أعضاء الكنيست من جبهتي يوم قسم الولاء عندما لم تخرجوا من قاعة الكنيست أسواه بأغلبية أعضاء الكنيست العرب، هذا في حين أنكم صرحتم بأن النشيد القومي "هتكفا" لم يحاكي الأقلية العربية ولم يعبر عن تطلعاتها..
تناقض بين النظرية والتطبيق، ثم كيف ستثمر جهودنا إذا لم نرمي بثقلنا معًا ؟!!
أخي الحبيب أنت تعتقد بأنك بتوجهك الرقيق تستطيع أن تؤثر على الأخر، وهنا أعتقد بأنك على خطأ، لان هذا الأسلوب لن يجدي نفعًا مع الضلاميين الذين تشربوا العنصرية مهما بذلت من جهد، والدليل القاطع أمامك، شعوب ودول جربوا مع الحكومات الإسرائيلية ولم يفلحوا، وقد مر في الكنيست الكثير من أعضاء الكنيست العرب عبر أغلبية الأحزاب وانتهجوا جميعًا أسلوب ( الرقة والحنان) إذا صح التعبير وماذا كانت النتيجة؟ هل أثمرت هذه السياسة؟ أم أنها أفرزت مزيدًا من الاضطهاد؟.. التاريخ يشهد، وهنا لا بد أن نُذكر مرة أخرى بتجربة الطائفة الدرزية التي خدمت شريحة منها وضحت من أجل الدولة، بالله عليك ألم تؤدي هذه السياسة إلى المزيد من مصادرة الأراضي وحجب المستحقات؟
أخي العزيز، أعتقد أن الأمر يستوجب أن يكون موقفنا مميزًا وأخشى إذا لم يكن كذلك أن نفقد من قوتنا الكثير الكثير.. وأن تذهب الأصوات في الانتخابات القادمة إلى " المعسكر الصهيوني " بقيادة "هرتسوغ "الذي تعتقد شريحة من المواطنين بأنه يريد السلام، أو أن تذهب أصواتنا إلى حركة"ميرتس" التي تطرح نفس طرحنا تقريبًا على الصعيد النظري على الأقل، ثم أن " المعسكر الصهيوني" يتقن فن المسايرة أكثر منا وشعبنا الذي يتميز بالطيبة، ذاكرته قصيرة كما تعلم، لذلك سوف يُخدع مرة أخرى، بالرغم من أن هذا المعسكر وعبر تاريخه كانت "يده تذبح ولسانه يمدح" وها هو يدعي أمام العرب وأمام العالم بأنه يريد السلام كحاجة إنسانية ملحة، وفي الوقت ذاته يتحدث أمام اليهود عن السلام من منطلق عنصري داكن، حيث يقول بان عدم إقرار السلام يهدد وجود الدولة لأنها ستصبح ثنائية القومية، نحن هنا يجب أن نتميز بالموقف الحاد مع الحق وليس أن نُسمع كل طرف ما يريد أن يسمعه، وهنا أحذر.
أخي أيمن عندما تتفقون نظريًا حول أمر ما، يجب أن يرافق ذلك الموقف العملي الموحد وليس مجرد دفع الضريبة الكلامية، أن الموقف الرمادي المدعوم بالسفسطة هو تهرب من مواجهة الحقيقة.. هو خوف من هذه مواجهة.. هو السذاجة بعينها.. إنكم بمثل هذا الأسلوب لن تحركوا الأوضاع لصالح أهلنا قيد أنملة وأن منحتكم أجهزة الإعلام الإسرائيلية العلامات العالية والعناوين البراقة،
أخي أيمن، النائب الجديد الدكتور عبدلله في خطابه الأخير قبل الانتخابات أثنى على دور المرحوم جبر الداهش، وهذا قد يفسر بأنه لا بأس في انتهاج نفس الأسلوب، وهكذا نضعف أنفسنا، فبالله عليكم كفى نغنشة.
وأخيرًا أمل في المرة القادمة أن تدرسوا خطواتكم لتروا أبعادهاوعندها تتخذوا الموقف العملي اللازم الموحد.
مع تحياتي رفيقكم
هادي زاهر
[email protected]