بمشاركة مئات من الطالبات والطلاب والمحاضرات والمحاضرين غضت بهم قاعة المؤتمرات والقاعة الرياضية في الكلية، أحيت الكلية الاكاديمية العربية للتربية – حيفا، يوم الاحد 18.12.2022، اليوم العالمي للغة العربية، وذلك بنشاط أدبي تخللته ندوة موسعة بمشاركة نخبة من الكتاب والشعراء من مختلف أنحاء الوسط العربي.
وكانت الجلسة الأولى للندوة قد جرت بمشاركة الرئيس العام للكلية المحامي زكي كمال ورئيستها البروفيسور رندة خير عباس والكاتب والأديب محمد علي طه والدكتور حسين حمزة رئيس قسم اللغة العربية في الكلية، واستهلها المحامي زكي كمال بكلمة أكد فيها أهمية اللغة العربية خاصة، واللغات عامة، بصفتها تتعدى كونها وسيلة اتصال وتواصل بل انها تحمل ابعادًا ومعانٍ كثيرة ومتنوعة تتعلق بالهوية والانتماء والوعي الجماعي والوطني والإنساني. وأضاف:" الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز ملكتها والتمسك بها لا يشكِّل باي حالٍ من الأحوال دليل تقوقع وتزمت وانغلاق بل انه عكس ذلك تمامًا فهو دليل حضارة وتمسك بالثوابت والمواقف والانتماء القومي بأوسع معانيه، وهو احترام للموروث الفكري والثقافي والإنساني الذي يشكل جزءً لا يتجزأ من منظومة القيم التي نؤمن بها في الكلية وقوامها ان احترام موروثك الثقافي ولغتك وتراثك لا يكتمل إلا باحترام الموروث الثقافي والفكري للغير وصولًا الى عالم تسوده التعددية والقبول ويكون الاحترام المتبادل للمختلف السمة السائدة والسبيل الى الإثراء . هذا ما نغرسه في عقول طلابنا وطالباتنا من حب لتراثهم وموروثهم دون إقصاء الغير، بل عبر السعي الى التنافس البناء والمباشر دون استكانة او تراجع، واستنادًا الى نهج مدروس علمي واضح. أرحب بكم أجمل ترحيب في بيتكم الكلية الاكاديمية العربية للتربية – حيفا".
من جهتها اكدت البروفيسور رندة خير عباس رئيسة الكلية فخرها واعتزازها بهذا النشاط الذي تحول بفضل جهود الكلية عامة وقسم اللغة العربية ورئيسه الدكتور حسين حمزة خاصة، الى نهج سنوي تؤكد الكلية من خلاله مرة أخرى ما تؤكده كل يوم من اعتزازها واعتزاز طلابها ومحاضريها بلغتهم وانتمائهم وهويتهم وثقافتهم وكليتهم وأضافت:" قلما تتزامن المناسبات الفرحة والمفرحة، ولكن تتزامن اليوم مناسبتان مفرحتان أولهما يوم اللغة العربية وثانيهما إطلاق الكلية موقع الانترنت الجديد والمطوَّر لها والذي انتهى اليوم العمل عليه بعد نحو عام من العمل الجاد والمضنى والذي لم يكن ليتسنى لولا الدعم التام وغير المتناهي من الرئيس العام للكلية المحامي زكي كمال، فالشكر له وللطاقم الذي عمل معي على إتمام الموقع الجديد ممثلًا بنواب الرئيسة الدكتور احمد بشير والدكتورة رئام أبو مخ والدكتور إسماعيل سلمان ورئيس دائرة نظم المعلومات الأستاذ سالم صقر والأستاذ شربل الياس خبير التصميم الغرافي المحوسب وبناء مواقع الانترنت والأستاذ مصطفى عبد الحليم مدير قسم الدراسات الخارجية".
هذا وتحدث الكاتب والاديب محمد علي طه عن اللغة العربية قائلًا انه يعشقها عشقًا سرمديًا، فهي الهوية والانتماء والتراث والمستقبل والحاضر، وهي الرابط الحقيقي بين كافة الناطقين بها في البلاد على اختلاف مواقعهم وفي العالم كله، خاصة في عهد خفت فيه الاواصر الاجتماعية. وأضاف:" اعشق اللغة العربية لكنها تتعبني، فكل كلمة فيها لها قدسيتها وكل اسم لشخصية في رواياتي هو مخاض عسير وكذلك كل كلمة اكتبها، فهي لغة واسعة اعتبرها الأوسع والأجمل في العالم حتى ان القاموس الفرنسي يصفها بانها اللغة الموسيقية. انظر هنا امامي فأرى معلمي المستقبل بل معلمات المستقبل بغالبيتهن فأدرك ان مجتمعنا بخير وان المستقبل في ايدٍ امينة، فالشكر لكم والفضل لكم. الشكر للرئيس العام للكلية المحامي زكي كمال، والفخر والاعتزاز لاختيار البروفيسور رندة خير عباس رئيسة للكلية لتكون السيدة العربية الأولى في هذا المنصب المرموق".
اما الجلسة الثانية فكانت بمشاركة الكتاب والشعراء: الدكتورة منى ظاهر والدكتورة ميساء الصح والكاتب والشاعر فهيم أبو ركن والشاعر جريس دبيات والشاعر معين شلبية، الذين القوا على مسامع الحضور قصائد مختارة من نتاجهم نالت اعجاب وتصفيق الحضور.
هذا وام في ختام الندوة تكريم الشعراء والأدباء المشاركين بشهادات تقدير خاصة ومميزة، كما تم توزيع الشهادات والمنح على 11 خريجة انهين دورة التدقيق اللغوي في الكلية ضمن تعاون مميز بين قسم اللغة العربية وقسم الدراسات الخارجية، حيث تحدثت باسم الخريجات السيدة شهربان معدي شاكرة الكلية عامة ومحاضري قسم اللغة العربية خاصة.
هذا وتولى عرافة الندوة الخاصة الدكتور هارون شحادة مسؤول مركز اللغات في الكلية.
[email protected]