قبل أن يخيم الكثير من القهر على حياة البشر والشجر والحيوانات، بعد نكبة العام 1948، كانت الكلاب الفلسطينية تحظى برعاية مقبولة من قبل الأهالي، وساهمت تلك الرعاية و العلاقة في بناء وحماية الطبيعة، كما ساعدت الكلاب الفلسطينية الأهالي في حماية بيوتهم وحقولهم ومواشيهم.
ولكن اليوم تغير الأمر كثيراً بوجود الكلاب الإسرائيلية الشرسة والمستوردة من أميركا وهولندا وبلجيكا وألمانيا والتي يقوم بعضها بنهش أجساد الفلسطينيين وتعذيبهم .
ومن القصص الكثيرة للممارسات الوحشية لتلك الكلاب ما حصل مع الطفل الأسير حمزة أبو هاشم الذي أطلق عليه جنود إسرائيليون كلبين مما أدى لنقله إلى المستشفى ومن ثم إلى السجن.
وكذلك ما حصل مع مبروك جرار من جنين حيث اقتحم كلب إسرائيلي منزله وأمسك به من كتفه وغرس أسنانه في جسده وراح هو وأطفاله يصرخون وقطع من لحمه تتساقط أرضاً والدماء تنزف بغزارة والكلب يعضه ويسحبه للخارج حيث يقف الجنود الذين انهالوا عليه بالضرب.
و هذه الكلاب المدربة تعمل على بث الرعب في صفوف الأسرى ومهاجمة واعتقال الشبان الفلسطينيين خاصة من قبل وحدة (عوكتس) التي تستخدم كلاب تم تهجينها من نطف الذئاب والخنازير لتزداد شراسة وتنقض بشكل وحشي ومجنون على الفلسطينيين.
ومن تلك الكلاب العاملة في صفوف الوحدات العسكرية المقاتلة برز اسم الكلب الإسرائيلي- البلجيكي مالنيو زيلي الذي تم حشوه بالعنصرية ليعمل كوحش ممتلئ بالحقد والكراهية إلى حد الموت، الذي لاقاه فعلاً بعد مشاركته في عملية اغتيال القائد في كتائب شهداء الأقصى الشهيد إبراهيم النابلسي.
وقد رثى يائير لابيد الكلب زيلي بقوله: لقد كان محل تقدير واهتمام ستفتقده الوحدة التي عمل فيها ورجال الشرطة الذين رافقهم في العديد من العمليات، وينتمي هذا الكلب زيلي إلى وحدة اليمام كما ينتمي إلى مجتمع يتلذذ بالقتل والتعذيب ويبكي على موت الكلاب.
وبعيداً عن النزعة التدميرية للكلاب الإسرائيلية، عرف كلب الإعلامية شيرين أبو عاقلة فلفل بالكثير من الوداعة والهدوء وهو ما زال ينتظرها عند شباك البيت لتضمه وتلاعبه وتحضر له الطعام ولكن شيرين التي استشهدت برصاصة إسرائيلية لم تعد، منذ رحيلها الذي ترك في القلوب غصة كبيرة وخاصة لدى كلبها فلفل الذي ما زال يعيش حزناً قاسياً لا يمكن أن يستوعبه أحد وخاصة زيلي وأمثاله.
وعلى سيرة زيلي وفلفل، صدرت منذ فترة تصريحات لرئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة دعي فيها للتخلص من الكلاب الضالة والمسعورة عبر منح 20 شيكل لمن يقتل أو يلقي القبض على كلب منها، وقد اعتبرت هذه التصريحات غير موفقة وغير مسؤولة، مع العلم بأنه لم يكن يقصد إلحاق الضرر بسمعة الفلسطينيين وعلاقتهم بالكلاب، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية استغلت كلامه لتشن هجوماً عليه وتصف دعوته بالوحشية وغير الإنسانية، كما أصدرت جمعية (دعوا الحيوانات تعيش) الإسرائيلية بياناً دعت فيه العالم وخاصة في أوروبا وأمريكا لحملة تضامن واسعة مع الكلاب الضالة والمسعورة في الخليل التي من حقها أن تعيش بحرية وسلام ، وهذا الحب والتضامن مع الكلاب تكذبه الدعوات والحملات التحريضية لقتل رئيس بلدية الخليل نفسه خاصة من قبل عضو الكنيست موشيه أبو تبول ورئيس مستوطنة كريات أربع إلياهو ليفمان ، وهذه الدعوات لم تحرك ساكنا لدى جمعيات الرفق بالإنسان والحيوان في العالم، مع العلم بأن الكلام الذي أثاره أبو سنينة كان تصريحاً وليس قراراً ولم ينل منه أبو سنينة سوى ما قاله المثل الفلسطيني (شو نابك يا راعي الكلاب غير البهدلة وتمزيق الثياب).
حمزة البشتاوي
[email protected]