موقع الحمرا الأثنين 06/10/2025 18:10
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. خمس دقائق هزَّت كياني / بقلم: مصطفى عبد الفتاح/

خمس دقائق هزَّت كياني / بقلم: مصطفى عبد الفتاح

نشر بـ 09/11/2022 19:32 | التعديل الأخير 09/11/2022 19:37

وقف ناصر وسط زنزانته، "كشواهد القبور المُنتصبة في وجه الأنواء" منذ عشرين شتاء، وهو يبحث عن زمانه ومكانه الطبيعي، فلا يجد غير صدى صوته يأتيه باردًا من خلال هذه الجدران الصمَّاء، ينظر إلى صمت جدرانها الكالحة، بعيون متعبة تبحث عن منفذ لاختراق مساماتها، فلا يجد غير خيال يخترق الجدران ويحلق عبر الاثير في سماء الوطن، كانت روحه تبحث عن جذوة النضال مشتعلة وعن أسباب البقاء في عتم الزنزانة الحزين، في نفس الوقت، كان جسده المنهك، يذوق طعم العلقم، يبكي المًا، ويضحك فرحًا، في نفس الوقت، كي يقهر عنف السجان، ويسلبه نشوة الانتصار. وفي حصار الصمت القابع وسط الظلام مات الزمان وتوقف عدُّ الأيام.

وسط صمته العاري حلَّق الخيال في سماء زنزانته الصمَّاء، عدَّ أصدقائه الذين سيتصل بهم، كان عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد، تذكر حسن عبادي القادم من زمن الاحرار، يأتيه كقبس من نور، يخرجه من زنزانة القهر الى عالمه المشتهى، يخبره ببسمة جذلى وبضحكة طفولية، أنَّ المكان ما زال هو المكان، والزمان ما كان كما كان، يفتح له دروب الشوق، ويغرس في طريقه اوتاد الصبر والعزيمة، فيعيده الى عالمه المفقود. 

وسط الزنزانة المظلم، على كرسي متحرك، عالم يضج برائحة القهر، وهواء الظلم، وخيط رفيع من الامل، لم يبق امام ناصر الا ان يضغط على الأرقام التي حفظها عن ظهر قلب ليأتيه الرد.  

 دُهش ناصر عندما سمع صوت الرّيح تعلن عزمها تأكيد وجوده في سماء الوطن عبر سماعة الهاتف، فور ان فُتح حسن الخط على الجانب الاخر، كانت أنفاس حسن تعلو وتهبط بوتيرة عالية كأنَّها تُلاحق صوت الريح القادم عبر سماعة الهاتف.

 وراح حسن المُنهمك بشيءٍ ما، يرحِّب بصديقه ناصر بسعادة لا تخفيها ذبذبات الصَّوت القادم مِن بعيد، ممَّا جعل ناصر يزداد دهشةً ويشُك أنَّ في الأمر سرًا ما، وبدهشة يسأله:

  • ما الامر يا حسن، أشعر أنَّك مشغول؟ 

واراد حسن ان يشركه فرحه ولو لثواني معدودة عله يخفف عنه أجواء وحدته، تحدث اليه كعادته بفرح، وبأمل أراد ان يشعره انه معه بكل جوارحه: 

  • انا يا صديقي في رحلة برية الى أعالي قمة الكرمل، ومعي زوجتي سميرة وابنتاي ديمة وشادن. نقطف اشتال الزعتر البري. 

توقفت انفاس ناصر فجأة، تحطمت جدران الزنزانة، انكشف نور الشمس ساطعا يبهر ناظريه، اختفت رائحة الرطوبة النتنة وحل مكانها رائحة الزعتر، وصوت هواء ناعم يدغدغ اذنيه بموسيقى عذبة... عذبة وقال:

  • ارجوك أكمل يا حسن تفاصيل ما ترى بدقة  

وراح حسن بروحه الوثابة نحو العطاء والخير يصف له المشهد الكرملي بكل تفاصيله الدقيقة والجميلة، يصف حيفا وبحرها سمائها وهوائها، خضرتها واشجارها أراد ان يشاركه ناصر تفاصيل رحلته ليروّح عنه وحدته.

اما ناصر ففي تلك اللحظات، توقّف الزمن عن الدوران، وعادت عجلات الزمن لتلغي من قاموسها عشرون شتاء، وفجأة اختفت جدران الزنزانة من امام عينيه المغرورقتين بالدموع، وصمت يخترق كل المسافات، لا شيء في الجو غير رائحة الزعتر الفلسطيني، تعبق في أجواء الغرفة، وصوت نسيم البحر القادم عبر سماعة الهاتف يملأ صدره ويداعب جسمه، كأمّ تحتضن وليدها، لقد تفجّر ديناميت الشوق والتوق عند ناصر لاستعادة زمانه ومكانه الطبيعي في أحضان الوطن. خمس دقائق غيّرت كيانه وهزّت وجدانه، خرج من قيوده، نهض من بُرشِه كالمارد، وقف الى جانب حسن، ركض معه نحو اشتال الزعتر، شاهد زوجته سميرة وابنتيه ديمة وشادن، يتقافزن على الصخور الكرملية، يقطفن الزعتر ويركضن خلف الفراشات، كانت السعادة تغمر الجميع. كان ناصر يضحك وهو يركض في البريّة يفتح ذراعيه للريح يحتضن كل فلسطين، ويعد السفن الراسية في الميناء، ويكتب في الهواء قصيدته الجديدة: 

اسأله 

هل ما زال الزعتر يا حسن فلسطينيا؟!

فيجيب بثقة واباء 

ما زالت آثار خطى الأجداد على 

سفح الكرمل ماثلة 

والزعتر ... ما زال على خضرته الأولى 

بري ...

يأبى ان يدخل أقفاص التدجين 

بسجن دفيئات المحتل 

وما زال يقاوم رائحة البارود 

ورائحة الغرباء 

يقرأ للثوار .... وللأجيال 

وصايا نكبتنا السوداء. 

ويعود ناصر الى ذاته والى واقعه وسط الزنزانة في بئر معتم يتحداه بكل عزيمة وقوة يرفض وجوده وتعود الأسئلة عن الواقع لتطغى على خمس دقائق يعيش فيها ذاته الابية فينشد: 

تتدلى الأسئلة بحبل المقصلة

وتبدو ساذجة

هل يا حسن ستتسع 

الزنزانة للفرحة

حين اعود الى بئري مزدحمًا 

بروائح كرملنا الفيحاء... ؟!

خمس دقائق كانت كافية 

لأعيد كتابة روحي ثانية 

اصقلها مرآة لموانئ حيفا 

أطلقها 

مثل خراف جوعى فوق 

مراعيها الخضراء.... !!

خمس دقائق 

اخرج فيها من بئري صوتا 

يشرب نخب الصورة 

في بوح الشعراء ....

خمس دقائق كافية 

لأزور مجازًا ذاتي 

واعري نسب اللقطاء الى 

كرملنا 

بشهادة زعترنا البري

واعصر ليمون التاريخ العربي 

على خبيزة جدتنا في 

حيفا 

فشهادة ميلادك او ميلادي 

وشهادة ميلاد الأبناء

يكتبها عكوب الأرض 

ولا يكتبها 

الغرباء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


رد ذكي ومسؤول ... ما السيناريوهات المطروحة؟ بقلم: هاني المصري

رد ذكي ومسؤول ... ما السيناريوهات المطروحة؟ بقلم: هاني المصري

الأحد 05/10/2025 21:15

جاء ردّ حماس على خطة ترامب ذكياً ومسؤولاً وإيجابياً؛ إذ رحّبت بالجهود الأمريكية وقالت "نعم" واضحة، خصوصاً فيما يتعلق بالإفراج عن جميع الأسرى ضمن صفقة...

اللاعب الأجنبي في فريق كرة القدم بقلم:غزال أبو ريا.

اللاعب الأجنبي في فريق كرة القدم بقلم:غزال أبو ريا.

الخميس 02/10/2025 20:29

في السنوات الأخيرة أصبح من المألوف أن نرى لاعبين أجانب ينضمون إلى فرق كرة القدم، بعيدين عن أهلهم ووطنهم، طلبًا للرزق والتقدّم المهني، في عالمٍ تحوّل إ...

سخنين في مرآة الشعر: منيب مخول وخازن عبود بين الحنين والبناء ... بقلم: غزال أبو ريا

سخنين في مرآة الشعر: منيب مخول وخازن عبود بين الحنين والبناء ... بقلم: غزال أبو ريا

الثلاثاء 23/09/2025 21:05

سخنين، البلدة الجليلية التي احتضنت التاريخ، وقدّمت الشهداء، وحملت الهوية الفلسطينية في قلبها، لم تكن يومًا مجرد اسم على خارطة. لقد أصبحت رمزًا، وجسرًا...

تطورات خطيرة تنتظر ردّاً فلسطينياً بمستواها بقلم: هاني المصري

تطورات خطيرة تنتظر ردّاً فلسطينياً بمستواها بقلم: هاني المصري

الثلاثاء 02/09/2025 15:20

أعلنت الإدارة الأميركية رفض منح تأشيرات دخول للرئيس محمود عبّاس والوفد المرافق له لحضور الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، عقاباً على سلسلة...

إخوة وأكثر  إلى إخوتنا الدروز في فلسطين والجولان… أنتم الهوية والقصيدة  بقلم: رانية مرجية

إخوة وأكثر إلى إخوتنا الدروز في فلسطين والجولان… أنتم الهوية والقصيدة بقلم: رانية مرجية

الأثنين 01/09/2025 20:38

يا دروزَ الجبل، يا قممًا تعانقُ السماء،

على خطى سير أعلام النبلاء-(1) إعداد: الشيخ أمير نفار

على خطى سير أعلام النبلاء-(1) إعداد: الشيخ أمير نفار

الخميس 28/08/2025 21:19

"وكان من أجلاد الرجال وألباء القضاة، ذا ذكاء وفطنة، وعزيمة ماضية، وبلاغة وهيبة".... "وكانت عالمة فقيهة حجة،  كثيرة العلم"،  أوصاف تواترت في كتب السابق...

من الصمت إلى الصوت: إصلاح التعبير الشفوي في التعليم الابتدائي د. أحمد كامل ناصر

من الصمت إلى الصوت: إصلاح التعبير الشفوي في التعليم الابتدائي د. أحمد كامل ناصر

الأربعاء 27/08/2025 17:45

يُقال إنّ الكلمة هي الجسر الأول الذي يعبره الإنسان نحو العالم. ومن دونها، يبقى العقل أسيرًا لصمته الداخلي، يختزن الأفكار والمشاعر دون أن يجد لها منفذً...

هل يمكن تحقيق الوحدة وإعادة بناء القائمة المشتركة؟ د. أحمد كامل ناصر

هل يمكن تحقيق الوحدة وإعادة بناء القائمة المشتركة؟ د. أحمد كامل ناصر

الأثنين 25/08/2025 20:43

كلنا نعيش على شاطئ واحد، نتشارك نفس الرمل ونواجه ذات البحر، لكن كل واحد منا يبني مركبه في زاوية منعزلة، يظن أن الريح ستدفعه وحده نحو برّ النجاة.

وحيد في أفكاره- زياد شليوط

وحيد في أفكاره- زياد شليوط

الأحد 24/08/2025 21:12

لم يعِ وحيد نفسه، كيف فزّ من سريره مهرولا نحو مكان الاختباء، الذي صممه لنفسه بحيث لا يتسع لغيره، ولماذا يتسع لآخرين طالما أنه يعيش لوحده في البيت.

حين تتسع البيوت وتضيق القلوب بقلم: غزال أبو ريا

حين تتسع البيوت وتضيق القلوب بقلم: غزال أبو ريا

الأربعاء 13/08/2025 21:13

تناقضات الحاضر في عصرنا الحديث، رغم اتساع المساحات المادية من حولنا، تشهد حياتنا تناقضات داخلية عميقة

الأكثر قراءة

مقتل الشاب محمود سمير خطيب من مجد الكروم بعد تعرضه للطعن

الأحد 07/09/2025 13:52

مقتل الشاب محمود سمير خطيب من مجد الكروم...
الشابة الطموحة د. دعاء سعد، ابنة شفاعمرو، صنعت مجدها بالعزيمة رحلة طموح لا تعرف المستحيل- بقلم معين أبو عبيد

الأثنين 08/09/2025 20:24

الشابة الطموحة د. دعاء سعد، ابنة شفاعمرو...
إسرائيل تعلن استهداف قادة حماس في الدوحة والحركة تعلن نجاة قادتها من عملية الاغتيال

الثلاثاء 09/09/2025 21:29

إسرائيل تعلن استهداف قادة حماس في الدوحة...
تقرير خاص لمراقب الدولة حول شكاوى الجمهور خلال عملية "الأسد الصاعد"

الأربعاء 10/09/2025 17:37

تقرير خاص لمراقب الدولة حول شكاوى الجمهو...
تقرير سلطة الابتكار حول قطاع الهايتك في إسرائيل لعام 2025 يعرض اتجاهات مختلفة

الأربعاء 17/09/2025 15:09

تقرير سلطة الابتكار حول قطاع الهايتك في...

كلمات مفتاحية

ثغرة تُعرض حواسب ماك للاختراق عن بُعد عبد رباح عرابه مدرب طعن كريات طبعون الشرطة تونة بوسيدون امسيه ثقافيه عيلبون الارض مدرسة السلام سخنين مدارس الابراج. برج الحمل. برج الثور .برج الجوزاء .برج السرطان. برج الأسد .برج العذراء. برج الميزان برج العقرب برج القوس برج الجدي برج الدلو برج رياضه رياضة عالمية برنامج لعب اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه اضاءة شجره الميلاد رام الله تاج-محير
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development