موقع الحمرا الخميس 21/08/2025 08:42
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. خمس دقائق هزَّت كياني / بقلم: مصطفى عبد الفتاح/

خمس دقائق هزَّت كياني / بقلم: مصطفى عبد الفتاح

نشر بـ 09/11/2022 19:32 | التعديل الأخير 09/11/2022 19:37

وقف ناصر وسط زنزانته، "كشواهد القبور المُنتصبة في وجه الأنواء" منذ عشرين شتاء، وهو يبحث عن زمانه ومكانه الطبيعي، فلا يجد غير صدى صوته يأتيه باردًا من خلال هذه الجدران الصمَّاء، ينظر إلى صمت جدرانها الكالحة، بعيون متعبة تبحث عن منفذ لاختراق مساماتها، فلا يجد غير خيال يخترق الجدران ويحلق عبر الاثير في سماء الوطن، كانت روحه تبحث عن جذوة النضال مشتعلة وعن أسباب البقاء في عتم الزنزانة الحزين، في نفس الوقت، كان جسده المنهك، يذوق طعم العلقم، يبكي المًا، ويضحك فرحًا، في نفس الوقت، كي يقهر عنف السجان، ويسلبه نشوة الانتصار. وفي حصار الصمت القابع وسط الظلام مات الزمان وتوقف عدُّ الأيام.

وسط صمته العاري حلَّق الخيال في سماء زنزانته الصمَّاء، عدَّ أصدقائه الذين سيتصل بهم، كان عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد، تذكر حسن عبادي القادم من زمن الاحرار، يأتيه كقبس من نور، يخرجه من زنزانة القهر الى عالمه المشتهى، يخبره ببسمة جذلى وبضحكة طفولية، أنَّ المكان ما زال هو المكان، والزمان ما كان كما كان، يفتح له دروب الشوق، ويغرس في طريقه اوتاد الصبر والعزيمة، فيعيده الى عالمه المفقود. 

وسط الزنزانة المظلم، على كرسي متحرك، عالم يضج برائحة القهر، وهواء الظلم، وخيط رفيع من الامل، لم يبق امام ناصر الا ان يضغط على الأرقام التي حفظها عن ظهر قلب ليأتيه الرد.  

 دُهش ناصر عندما سمع صوت الرّيح تعلن عزمها تأكيد وجوده في سماء الوطن عبر سماعة الهاتف، فور ان فُتح حسن الخط على الجانب الاخر، كانت أنفاس حسن تعلو وتهبط بوتيرة عالية كأنَّها تُلاحق صوت الريح القادم عبر سماعة الهاتف.

 وراح حسن المُنهمك بشيءٍ ما، يرحِّب بصديقه ناصر بسعادة لا تخفيها ذبذبات الصَّوت القادم مِن بعيد، ممَّا جعل ناصر يزداد دهشةً ويشُك أنَّ في الأمر سرًا ما، وبدهشة يسأله:

  • ما الامر يا حسن، أشعر أنَّك مشغول؟ 

واراد حسن ان يشركه فرحه ولو لثواني معدودة عله يخفف عنه أجواء وحدته، تحدث اليه كعادته بفرح، وبأمل أراد ان يشعره انه معه بكل جوارحه: 

  • انا يا صديقي في رحلة برية الى أعالي قمة الكرمل، ومعي زوجتي سميرة وابنتاي ديمة وشادن. نقطف اشتال الزعتر البري. 

توقفت انفاس ناصر فجأة، تحطمت جدران الزنزانة، انكشف نور الشمس ساطعا يبهر ناظريه، اختفت رائحة الرطوبة النتنة وحل مكانها رائحة الزعتر، وصوت هواء ناعم يدغدغ اذنيه بموسيقى عذبة... عذبة وقال:

  • ارجوك أكمل يا حسن تفاصيل ما ترى بدقة  

وراح حسن بروحه الوثابة نحو العطاء والخير يصف له المشهد الكرملي بكل تفاصيله الدقيقة والجميلة، يصف حيفا وبحرها سمائها وهوائها، خضرتها واشجارها أراد ان يشاركه ناصر تفاصيل رحلته ليروّح عنه وحدته.

اما ناصر ففي تلك اللحظات، توقّف الزمن عن الدوران، وعادت عجلات الزمن لتلغي من قاموسها عشرون شتاء، وفجأة اختفت جدران الزنزانة من امام عينيه المغرورقتين بالدموع، وصمت يخترق كل المسافات، لا شيء في الجو غير رائحة الزعتر الفلسطيني، تعبق في أجواء الغرفة، وصوت نسيم البحر القادم عبر سماعة الهاتف يملأ صدره ويداعب جسمه، كأمّ تحتضن وليدها، لقد تفجّر ديناميت الشوق والتوق عند ناصر لاستعادة زمانه ومكانه الطبيعي في أحضان الوطن. خمس دقائق غيّرت كيانه وهزّت وجدانه، خرج من قيوده، نهض من بُرشِه كالمارد، وقف الى جانب حسن، ركض معه نحو اشتال الزعتر، شاهد زوجته سميرة وابنتيه ديمة وشادن، يتقافزن على الصخور الكرملية، يقطفن الزعتر ويركضن خلف الفراشات، كانت السعادة تغمر الجميع. كان ناصر يضحك وهو يركض في البريّة يفتح ذراعيه للريح يحتضن كل فلسطين، ويعد السفن الراسية في الميناء، ويكتب في الهواء قصيدته الجديدة: 

اسأله 

هل ما زال الزعتر يا حسن فلسطينيا؟!

فيجيب بثقة واباء 

ما زالت آثار خطى الأجداد على 

سفح الكرمل ماثلة 

والزعتر ... ما زال على خضرته الأولى 

بري ...

يأبى ان يدخل أقفاص التدجين 

بسجن دفيئات المحتل 

وما زال يقاوم رائحة البارود 

ورائحة الغرباء 

يقرأ للثوار .... وللأجيال 

وصايا نكبتنا السوداء. 

ويعود ناصر الى ذاته والى واقعه وسط الزنزانة في بئر معتم يتحداه بكل عزيمة وقوة يرفض وجوده وتعود الأسئلة عن الواقع لتطغى على خمس دقائق يعيش فيها ذاته الابية فينشد: 

تتدلى الأسئلة بحبل المقصلة

وتبدو ساذجة

هل يا حسن ستتسع 

الزنزانة للفرحة

حين اعود الى بئري مزدحمًا 

بروائح كرملنا الفيحاء... ؟!

خمس دقائق كانت كافية 

لأعيد كتابة روحي ثانية 

اصقلها مرآة لموانئ حيفا 

أطلقها 

مثل خراف جوعى فوق 

مراعيها الخضراء.... !!

خمس دقائق 

اخرج فيها من بئري صوتا 

يشرب نخب الصورة 

في بوح الشعراء ....

خمس دقائق كافية 

لأزور مجازًا ذاتي 

واعري نسب اللقطاء الى 

كرملنا 

بشهادة زعترنا البري

واعصر ليمون التاريخ العربي 

على خبيزة جدتنا في 

حيفا 

فشهادة ميلادك او ميلادي 

وشهادة ميلاد الأبناء

يكتبها عكوب الأرض 

ولا يكتبها 

الغرباء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


حين تتسع البيوت وتضيق القلوب بقلم: غزال أبو ريا

حين تتسع البيوت وتضيق القلوب بقلم: غزال أبو ريا

الأربعاء 13/08/2025 21:13

تناقضات الحاضر في عصرنا الحديث، رغم اتساع المساحات المادية من حولنا، تشهد حياتنا تناقضات داخلية عميقة

ما يسبق: الصفقة الجزئية أو الشاملة أم التصعيد؟ بقلم: هاني المصري

ما يسبق: الصفقة الجزئية أو الشاملة أم التصعيد؟ بقلم: هاني المصري

الخميس 07/08/2025 20:00

بعدما بدت الصفقة الجزئية بشأن غزّة في متناول اليد، وتضاءلت فجوات الخلاف حول خرائط الانسحاب ومفاتيح الأسرى والمساعدات الإنسانية والضمانات، فجّر المبعوث...

لغة موحّدة في الملعب التنظيمي ... بقلم: غزال أبو ريا

لغة موحّدة في الملعب التنظيمي ... بقلم: غزال أبو ريا

الأحد 03/08/2025 21:35

في عالم كرة القدم، لا تكفي المهارات الفردية لتحقيق الفوز؛ فالفريق بحاجة إلى لغة موحدة، يفهمها الجميع دون كلمات، وتُترجم إلى حركات، إشارات، ومواقف جماع...

محاولات المصالحة الوطنية: مراجعة نقدية في عمق الانقسام الفلسطيني بقلم : هاني المصري

محاولات المصالحة الوطنية: مراجعة نقدية في عمق الانقسام الفلسطيني بقلم : هاني المصري

الثلاثاء 29/07/2025 21:25

منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في 14 حزيران/يونيو 2007 حين نفذت انقلابا، فيما سُمي منها بـ"الحسم العسكري"، دخلت الساحة الفلسطينية في حالة انقسام سيا...

تحضير ناجع للفريق = انطلاقة ناجحة  بقلم: غزال أبو ريا

تحضير ناجع للفريق = انطلاقة ناجحة بقلم: غزال أبو ريا

الثلاثاء 22/07/2025 20:50

مع انطلاق التحضيرات للدوري، نؤكد على أهمية الإعداد المهني والجماعي للفريق الرياضي، لأن التحضير السليم هو الخطوة الأولى نحو تحقيق الإنجازات.

الوطن العربي في مرآة اللهيب: بين التفكك الداخلي والمواجهات المصيرية بقلم: رانية مرجية

الوطن العربي في مرآة اللهيب: بين التفكك الداخلي والمواجهات المصيرية بقلم: رانية مرجية

الخميس 17/07/2025 19:32

في المشهد العربي الراهن، تتشابك خطوط النار والسياسة، وتتداخل خرائط الأزمات من المحيط إلى الخليج، حيث لم يعد من الممكن عزل حدثٍ عن سياقه الإقليمي أو عن...

بين سماءٍ وأرض بقلم: رانية مرجية

بين سماءٍ وأرض بقلم: رانية مرجية

الخميس 17/07/2025 19:24

بينَ سماءٍ وأرضٍ...

الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي بقلم: رانية مرجية

الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي بقلم: رانية مرجية

الخميس 17/07/2025 19:16

في زحمةِ الأصوات التي تدّعي امتلاك الحقيقة، وفي عالمٍ تتناهشهُ الطوائف، وتتوزعهُ الشعارات، ويُجزّأ فيه الإله على مقاسات البشر، أقفُ صامتة… مطمئنة… وأق...

الفكر التكفيري المغموس بالسموم والمخدرات.

الفكر التكفيري المغموس بالسموم والمخدرات.

الخميس 17/07/2025 19:07

هذه الحالة الشاذة لاستمرار تواجد إرهابيين داعشيين، تكفيريين متطرفين دينيا، أسوء من النازيين الألمان بكل المقاييس الإنسانية في السويداء، تدفع بكل ذي نخ...

إيران وأميركا... حرب مفتوحة أم تفاوض تحت النار؟ بقلم: هاني المصري

إيران وأميركا... حرب مفتوحة أم تفاوض تحت النار؟ بقلم: هاني المصري

الخميس 26/06/2025 20:04

قبل انقضاء المهلة التي حدّدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أسبوعين) لاتخاذ قرار بشأن مهاجمة إيران، نفّذت طائرات وغوّاصات أميركية، فجر الأحد الماضي، ض...

الأكثر قراءة

د.اشرف ابو شقارة: المسنون والأطفال والحوامل ومرضى الأمراض المزمنة هم  الفئات الأكثر عرضه لخطر موجات الحر

الأحد 10/08/2025 14:54

د.اشرف ابو شقارة: المسنون والأطفال والحو...
ساجور: مقتل الشاب ساهر ابراهيم (29 عامًا) اثر تعرضه لاطلاق نار في الرامة

الأثنين 04/08/2025 18:00

ساجور: مقتل الشاب ساهر ابراهيم (29 عامًا...
بريطانيا تقرر الأعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل

الثلاثاء 29/07/2025 22:00

بريطانيا تقرر الأعتراف بدولة فلسطين في س...
ألف مبارك تخرج الدكتورة مجد نورالدين الوريكات

الأربعاء 30/07/2025 20:15

ألف مبارك تخرج الدكتورة مجد نورالدين الو...
عرابة البطوف: مقتل مسنة (88 عاما) بعد تعرضها لجريمة إطلاق نار -151 ضحية عربية منذ بداية عام 2025 تتعلق بالجريمة والعنف

الخميس 31/07/2025 22:00

عرابة البطوف: مقتل مسنة (88 عاما) بعد تع...

كلمات مفتاحية

المرضى المستشفيات الثلاثاء انتخابات 2015 آبل برنامج إصلاح كاميرات آيفون بلس مجاناً لسوزان تميم مقتل رجل شد وثاق زوجته السرير حبل للغسيل مشبعا اياها ضربا مبرحا قاصا شعرها تعليمات جديدة الجيش الاسرائيلي حول اطلاق النار الضفة وفاة رضيعة سقطت سريرها بيت لحم اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه كحلون. درزيه الاحوال الجوية حاله الطقس درجات الحرارة يعتدي جنسيا يغتصب ابنته شفاعمرو مقالات خواطر محمد
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development