ندد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالعدوان السعودي الاميركي على اليمن. واكد ان "الحجة التي تساق لشن العدوان هي ان اليمن يشكل تهديدا للخليج وللسعودية هي حجة واهية ولا أساس لها". وسأل "هل لديكم دليل قطعي تقدمونه للمسلمين وللعلماء وللمفتين الذين يفتون لكم على أن الوضع الجديد في اليمن يهدد السعودية والخليج؟".
وشدد السيد نصر الله في كلمة متلفزة عبر شاشة قناة "المنار" مساء الجمعة على ان "العدوان على اليمن شهادة عربية جديدة بأن اسرائيل لم تكن في نظرهم يوماً عدواً أو تهديدا"، واكد انه "اذا كان الهدف هو انقاذ الشعب اليمني فلماذا تركتم الشعب الفلسطيني عقودا من زمان ليقتل من قبل الصهاينة بل اكثر من ذلك بل تآمرتم عليه وخذلتموه؟".
واعتبر السيد نصر الله ان "المشكلة الجوهرية هي في عقل النظام السعودي وهي عدم الإعتراف بشيء اسمه شعوب وينظرون إليهم كرعايا"، واكد ان "من أكبر الأكاذيب التي يُعمل على إشاعتها هي أن اليمن محتلة من إيران وأين هو الدليل والشاهد على ذلك"، ولفت الى ان "المسألة في اليمن ليست مسألة رئيس أو حكومة لتشن هذه الحرب على البلاد"، وذكّر "بموقف السعودية المعادي من ثورة الشعب المصري التي أطاحت بحسني مبارك"، وتساءل "لماذا لم تنشئوا تحالفاً دولياً لضرب مصر؟".
وسأل السيد نصر الله السعودية "ماذا فعلتم لليمن بعد عشرات السنين من سلطتكم أين الإستقرار وأين الإقتصاد؟ ألم ترفضوا انضمام البلاد إلى مجلس التعاون وألم تتعاملوا مع الشعب اليمني بإستعلاء؟"، واضاف "ألم تدعم السعودية 6 حروب على حركة أنصار الله المظلومة والمحاصرة في محافظة صعدة لإبادتها؟".
ورأى السيد نصر الله ان "السبب الحقيقي للحرب على اليمن أن السعودية فشلت في اليمن وخسرت فيها وفقدت الهيمنة والسيطرة عليها ويأست من خياراتها الداخلية ومن الجماعات التكفيرية"، السعودية شعرت بأن اليمن بات ملك شعبه وملك قوى وطنية حقيقة سيادية مستقلة لا تخضع لوصاية أحد ولفت الى ان "هدف الحرب هو استعادة السيطرة والهيمنة على اليمن".
واكد السيد نصر الله ان "من حق الشعب اليمني المظلوم والشريف والشجاع والحكيم أن يدافع وأن يقاوم وأن يتصدى وهو يفعل ذلك وسيفعل ذلك وسينتصر"، وشدد على انه "كل التاريخ الغزاة يهزمون وتلحق بهم المذلة والحكام في السعودية ما زال لديهم فرصة أن لا تلحق بهم هزيمة ومذلة ولا تفرحوا ببعض غاراتكم الجوية".
وفيما دعا السيد نصر الله "للقيام بمبادرة عربية وإسلامية لوقف العدوان على اليمن والذهاب إلى الحل السياسي"، شدد على ان "الهزيمة والعار مصير الغزاة"، وسأل السيد نصر الله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "هل مصلحة الشعب الفلسطيني يا أبو مازن أن تدعم عدواناً على الشعب اليمني؟".
وقال السيد نصر الله "أنتم تركتم الملف الفلسطيني وايران لا تهيمن على الفلسطينيين ولا على قراراتهم وعندما احتل لبنان جاءت ايران لمساعدتنا ونقل تجربة المقاومة لنا"، وسأل من يعتدي على اليمن "ماذا فعلتم للعراق؟"، واضاف "انتم مولتم صدام حسين في حربه على إيران وحرضتموه"، وتابع "عندما كان صدام حسين يبيد أهل الشمال والجنوب في العراق ويعتدي على أهل الوسط ألم تكونوا تدعمون نظام صام حسين".
ولفت السيد نصر الله الى انه "انتم شجعتم ودعمهم جورج بوش لإحتلال العراق"، وتابع "عندما قاوم الشعب العراقي الإحتلال الأميركي ارستم له كل جماعات القاعدة والتكفيريين وآخر جناياتكم كانت داعش"، وتساءل "من كان يرسل الإنتحاريين للعراق ويدير ارسال السيارات المفخخة ومن كان يمول عمليات القتل في المدن العراقية كافة هي المخابرات السعودية؟"، واشار الى ان "ايران دافعت عن الشعب العراقي في معركة كانت تستأصل وجوده وكيانه".
واكد السيد نصر الله "المملكة العربية السعودية وحلفاؤها تزيد الحريق في سوريا لأنها فشلت في إسقاط النظام"، واضاف "جلبتم كل وحوش الأرض ليس لنصرة الشعب السوري بل لجعل سوريا تابعا لكن سوريا أرادت أن تبقى دولة مستقلة "، وشدد على ان "كل الشعب السوري في الداخل والخارج يريد حلاً سياسياً ويعتقد أن هذه الحرب لم تؤدي إلا لمزيد من الخراب والدمار".
وأكد السيد نصر الله ان "إيران لم تأمرنا في يوم من الأيام كما تعمل السعودية مع أحبائها وأصدقائها"، وتابع "أتمنى من الفصائل الفلسطينية أن تقول إذا طلبت منها ايران موقفا أو أن توقف حربا في يوم من الايام"، واضاف "سبق ان قلت للعديد من الفصائل الفلسطينية إنه لن تجدوا في الكرة الأرضة أحداً يقدم لكم الخبرة والسلاح إلا إيران وسوريا".
وقال السيد نصر الله "بطبيعة الحال لكل لبناني وكما لكل عربي ولكل انسان في العالم ان يحدد موقفه من العدوان في اليمن"، واشار الى انه "قد سبقنا الكثير من الاطراف بإعلان المواقف حول هذا العدوان وسبق ان صدرت في لبنان الكثير من هذه المواقف منها موقف الرئيس سعد الحريري الذي أيّد العدوان وتناول الموقف الايراني"، واضاف "من حقنا ان نعبر عن رأينا وبالادبيات التي نراها مناسبة من هذا العدوان ونود ان لا يؤثر موقفنا على وضع البلد بشكل عام وعلى الحكومة اللبنانية التي يجب ان تراعي الاختلافات في البلد".
[email protected]