اورلي سيلفنجر؛ المديرة العامة لمؤسسة بطيرم:
"منذ اقامتها قبل 26 عاما استطاعت بطيرم تقليص وفيات الأولاد بـ 53%"
- د. نعيم أبو فريحة: "دور بطيرم هام جدًا، وهناك حاجة لتغيير جذري في البنى
التحتية في النقب لتغيير الواقع"
- د. عبير سليمان عواودة:" يصلنا إلى المستشفى أمهات هن بأمس الحاجة للتوعية
لسلامة وأمان الأطفال وأكثر الحوادث في المجتمع العربي هي الحوادث المنزلية"
- د. سعيد أبو زيد:"بطيرم أحدثت نقلة نوعية في رفع الوعي، وحوادث الأطفال
المنزلية تزداد خلال العطل الصيفية"
تعمل مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد في البلاد منذ اقامتها قبل أكثر من ربع قرن على تذويت وتعزيز قيم أمان وسلامة الأولاد والأطفال في كافة الشرائح السكانية في البلاد. وسعت بطيرم منذ سنوات طويلة على توثيق التهاون مع جهات عديدة منها الصحية والمجتمعية من أجل توسيع عملها لتصل رسالتها الى أكبر عدد ممكن من السكان حفاظا على امن وسلامة الأولاد من الإصابات غير المتعمدة. ولعل أبرز هذه التعاونات، هو تعاون "بطيرم" الوثيق مع المستشفيات المختلفة في ارجاء البلاد، وتحديدا مع أطباء متخصصين في مجال طب الأطفال، ممن واكبوا العديد من حالات إصابات الأولاد خلال حياتهم العملية، حيث تسعى بطيرم من خلال هذه المستشفيات وهؤلاء الأطباء الى تذويت مواضيع أمان وسلامة الأولاد في المجتمع.
وتحدثت د. عبير سليمان عواودة: طبيبة نساء وتوليد ونائبة مدير قسم الوالدات في مستشفى العائلة المقدسة الناصرة حول أهمية تعاون مؤسسة "بطيرم" مع الجهاز الصحي ودورها في رفع الوعي في المجتمع العربي وقالت د. عبير سليمان عواودة: "وجود مؤسسة بطيرم، له دور كبير جدًا في مجتمعنا العربي، أعتبر نفسي فعّالة اجتماعيًا في مجال أمن وسلامة الطفل وبرأيي كل ما يتعلق بسلامة وأمان الأطفال في بلادنا يرتبط ارتباطًا وثيقا بمؤسسة بطيرم".
من خلال تخصصي كطبيبة بالنساء والتوليد، أرافق الأهالي من بداية فترة الحمل، وفترة الولادة وحتى مرور العام الأول بعد الولادة، أكثر الحوادث المتكررة في المجتمع العربي هي الحوادث البيتية، وأبرزها حوادث الغرق، الحروق، الاختناق أو السقوط من ارتفاعات، ودائمًا ما تقدم مؤسسة بطيرم التحذيرات والتوصيات، وتبذل مجهودًا كبيرًا من أجل تعزيز التوعية في مجال أمان الأطفال، وأتمنى أن تستمر بذلك. اعتقد ان تقديم المحاضرات واللقاءات الارشادية والتوعوية لطلاب المدارس في المرحلة الثانوية، من شأنه ان يساهم في تعزيز مفاهيم الأمان أيضا. يصلنا إلى المستشفى أمهات في جيل صغير جدًا بحاجة لتوعية حول سلامة وأمان الأطفال، سبل التوعية لسلامة الأطفال مادة هامة جدًا تستحق التفكير مليا حتى من مرحلة التخطيط للحمل لنبني مجتمعًا آمنا لأطفالنا.
د. نعيم أبو فريحة: أخصائي الأمراض الباطنية وأمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "سوروكا" ورئيس رابطة الأطباء العرب في النقب قال بدوره حول تعاون مؤسسة "بطيرم" مع الجهاز الصحّي وتأثير نشاطاتها في رفع الوعي في المجتمع العربي وقال: "دور مؤسسة بطيرم هام جدًا، حيث أنّها المؤسسة الكبرى التي تُعنى بأمان الأطفال، فمن جهة هي تنشر معطيات هامة للمجتمع العربي، ومن جهة أخرى تقدم بطيرم فعاليات ونشاطات توعوية وبرامج عديدة من أجل تقليص إصابات الأطفال خاصة في منطقة الجنوب، ومع ذلك، تبقى هنالك حاجة كبرى لتكثيف العمل من كل الجهات في منطقة الجنوب لتحسين البنى التحتيّة، وبالتالي تغيير الواقع المؤلم الذي يعيشه أهالي النقب".
وأضاف د. أبو فريحة أيضا:" يعيش أهالي النقب ظروف حياتية صعبة للغاية، وهنالك حادثة مأساوية حدثت في الفترة الأخيرة، حيث لقي طفلان شقيقان، يبلغان من العمر 4 و5 سنوات، مصرعهما بعد دخولهما سيارة متروكة في بلدة حورة بمنطقة النقب. في مثل هذه الحالة ولو كان هناك وعي لمخاطر ترك السيارات المهجورة من قبل السلطة المحلية والعمل على إزالتها لكنا منعنا حدوث الكارثة".
واختتم د. نعيم أبو فريحة قائلًا: "علينا أن نرفع مستوى الوعي ونكثف النشاطات التوعوية، ونحن بحاجة لإحداث تغيير في البنى التحتية والمنازل وساحات المنازل، كما نحتاج لعمل كبير من قبل وزارات مختلفة في ظل الضائقة السكنية الكبيرة التي نشهدها، لا وجود لأماكن عامة للعب للأطفال في المرافق العربية في الجنوب، بدون تغيير جذري في البنى التحتية سيكون من الصعب جدًا تغيير الواقع".
اما د. سعيد أبو زيد: مدير قسم الأطفال في المركز الطبيّ باده – بوريا فقال حول ما تقدمه مؤسسة "بطيرم" من توعية للطواقم الطبية والأهالي في مجال سلامة وأمن الأطفال: "مؤسسة بطيرم أحدثت نقلة نوعية في رفع الوعي لدى الطواقم الطبية بما يتعلق بحوادث الأطفال البيتية، وهناك مجهودًا كبيرًا تبذله المستشفيات والعيادات بالتعاون مع بطيرم لتوعية الأهالي، ومع ذلك أعتقد بأنّه علينا أن نكثّف التعاون بيننا، فلا زال يصلنا للمستشفيات حالات عديدة لحوادث بيتية مختلفة، وجميعنا نعلم أنه وفي فترة العطل الصيفية تحديدًا تزداد الحوادث البيتية إضافة للحوادث في فترة الأعياد بسبب الألعاب النارية والمفرقعات، ومع هذا، مؤسسة بطيرم" تعمل بشكل ناجع ومفيد جدًا حيث نتلقى منها دائمًا معلومات متعلقة بسلامة وأمن الأطفال في مجتمعنا العربي".
وأضاف د. أبو زيد:" كطبيب أطفال منذ سنوات طويلة، واكبت عددًا كبيرًا جدًا من الحالات والإصابات لأولاد وأطفال الناتجة عن حوادث بيتية، لكني أوّد أن أشارككم بحالة مؤثرة جدًا متواجدة حاليًا في المستشفى، مولودة (5 أشهر) سقط عليها سرير الولادة، الأمر الذي أدّى لإصابتها في الكبد، اضطرت بعدها أن تمر بعدة عمليات، وهناك الكثير من الحوادث، التي قد تتسبب بنزيف في رأس الطفل وتؤدي إلى عواقب وخيمة جدًا للمصاب في المستقبل".
واختتم قائلًا: "بما أنّنا في العطلة الصيفية أودّ أن أحذّر الأهالي من حوادث الغرق، ففي العامين الماضيين شهدنا حوادث غرق عديدة، وعلى الأهالي توخي الحذر خاصة في أيّام العطلة الصيفية".
وقالت المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد اورلي سيلفنجر:" مؤسسة بطيرم لأمان الأولاد أقيمت قبل نحو 26 عاما في مستشفى شنايدر بعد ان لاحظت د. ميخال حيمو لوطم وهي طبيبة أطفال، ان العديد ممن يأتون الى غرفة الطوارئ لتلقي العلاج، هم من الأطفال بسبب اصابتهم بحوادث غير متعمدة وليس بسبب المرض. د. حيمو لوطم رأت آنذاك ان رفع الوعي وإدراك المخاطر من شأنه ان يصنع تغييرا كبيرا، وانه بالإمكان منع معظم الحوادث غير المتعمدة. منذ اقامتها استطاعت بطيرم بالتعاون مع جهات عديدة في إحداث التغيير وتقليص وفيات الأولاد جراء الحوادث غير المتعمدة بنسبة 53%. ان العاملين في الجهاز الطبي من أطباء وممرضين في المستشفيات هم شركاء استراتيجيين ومهمين بالنسبة لنا من أجل تعزيز أمان الأولاد في إسرائيل. مؤسسة بطيرم تعمل من خلال دمج استراتيجيات تستند الى أبحاث وجمع معطيات وتطوير البرامج حسب الحاجة وملاءمة الثقافة، والإرشاد، والتوعية والعمل البيروقراطي. نحن مدركين انه لا يُمكن اجراء تغيير كبير لوحدنا، ونحن سُعداء جدا ويُشرفنا التعاون مع أطباء مهنيين من المجتمع العربي، هذا المجتمع الذين نحن ملتزمين كل الالتزام تجاهه من أجل انقاذ حياة الأولاد".
[email protected]