بات من الواضح بعد فرز أكثر من 99% من أصوات الناخبين أن حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو حقق فوزا عريضا على المعسكر الصهيوني، بتحقيق 30 مقعدا في الكنيست، ما يمنحه فرصة كبيرة لتشكيل حكومة من اليمين والمتدينين.
ومن المفيد أعطاء صورة أكثر تفصيلية لنتائج هذه الانتخابات من خلال رصد تفاصيل مختلفة ساهمت في الوصول الى هذه النتائج، وكان لرفع نسبة التصويت التي بلغت 71,8% محققا رقما لم يسجل منذ انتخابات عام 1999، أحد الأسباب التي منحت نتنياهو هذا الفوز والذي جاء من خلال التصريحات التي صدرت عنه شخصيا وعن حزب "الليكود" طوال يوم أمس، والمتمثلة بدعوة اليهود للتوجه الى صناديق الاقتراع والتصويت كون العرب يصوتون بشكل مكثف، وهذه التصريحات كانت تهدف لتخويف اليهود من زيادة حجم القائمة المشتركة في الكنيست والتي ستمنح المعسكر الصهيوني تشكيل حكومة يسار متطرف، حسب ادعائه.
الشعارات التي رفعها نتنياهو في ذروة الانتخابات كان لها تأثير كبير على تحقيق هذا الفوز، وهذه الشعارات السياسية "القدس الموحدة العاصمة الأبدية لاسرائيل، رفض قيام دولة فلسطينية حال أعيد انتخابه، عدم التنازل عن أراض جديدة للفلسطينيين، المستوطنات والبناء الاستيطاني وغور الاردن جزء من اسرائيل وسياسة لا يمكن التنازل عنها"، هذه الشعارات كان لها نتائج مباشرة على طبيعة التصويت في المدن الاسرائيلية والتجمعات الاستيطانية.
فالقدس صوتت لصالح حزب "الليكود" بواقع 24,16% في حين حصل المعسكر الصهيوني على 8,39% من أصوات الناخبين، في حين صوتت مدينة تل أبيبلصالح المعسكر الصهيوني بواقع 34,25% وحصل "الليكود" على 18,26%، وكذلك الحال في مدينة حيفا حيث تفوق المعسكر الصهيوني بواقع 25,28% وحزب "الليكود" بواقع 20,74%، في حين حقق حزب "الليكود" تفوقا ملموسا على المعسكر الصهيوني في مدن عسقلان واسدود وبئر السبع وريشون لتسيون، كذلك في مدن كريات شمونة في الشمال ونهاريا وصفد والعفولة حقق حزب "الليكود" تفوقا ملموسا على المعسكر الصهيوني، وفي مستوطنة "ارائيل" حقق "الليكود" تفوقا كبيرا بحصوله على 46,17% من أصوات المستوطنين، متفوقا على منافسه الرئيسي في المستوطنات حزب "البيت اليهودي" الذي حقق تفوقا في مستوطنات "كارن يشمرون، بيت ايل"، وفي مدن الوسط نتانيا الخضيرة بيت يام حولون حقق حزب "الليكود" تفوقا ملموسا على المعسكر الصهيوني.
ولم تستطع العديد من القوائم تجاوز نسبة الحسم للدخول الى الكنيست الاسرائيلي والتي بلغت بلغة الأرقام 118,368 صوتا، وكان أبرز الخاسرين حزب"ياحد"بتحالف ايلي يشاي مع المتطرف باروخ مارزيل، حيث احتاج الحزب الى 11 الف صوت كي يتجاوز نسبة الحسم، ولم تستطع 15 قائمة أخرى تجاوزنسبة الحسم وبعضها حصل على عشرات الأصوات فقط، وبهذا فقد ألقي 174,843 صوت في سلة المهملات ولن يتم حسابها في توزيع الأصوات على مقاعد الكنيست، نتيجة لعدم تجاوز هذه القوائم نسبة الحسم.
[email protected]