عيد الفطر على الأبواب، وها نحن نتخيّل الوجبات الشهيّة التي نتوق إليها جميعًا، وتلك اللحظة التي فيها نتناول اللّقمة الأولى، والتي تأخذنا نحو عالم كلّه متعة وخيرات. إن الوجبات "الدسمة" الرئيسية ليست بالضرورة الخيار الأكثر حكمة أو الخيار الوحيد لوجبات عيدٍ مميّزة وخاصّة، وربّما حان الوقت للتفكير بطريقة مختلفة بعض الشيء وصحيّة أكثر.
كما نعلم جميعًا، فإن موسم الأعياد يتطلّب منا تناول وجباتٍ ملوكية تحتوي على كمياتٍ كبيرة من الكربوهيدرات، وتجعلنا نأكل بكثرة ونتناول الـ "نقرشات" والحلويات والمشروبات المحلّاة. وهذا هو السبب بأن مرضى السكّري الذين يعالجون بحقن الإنسولين وكذلك أولئك الذين لا يستخدمونه، ملزمون باتّباع نظام غذائي سليم وبتناول الكربوهيدرات بكميّات محدودة، للحفاظ على توازن مستويات السكر في أجسامهم. ولأنه من المهم أن نذكر أن المخاوف التي تزداد في كل عام بشأن تأثير وجبات الأعياد على مرضى السكّري، إلى جانب التغيّرات في عادات الأكل والتمارين الرياضية، جمّعنا لكم بعض النقاط الهامّة حول المكوّنات التي من المفضّل التقليل من استهلاكها، المكوّنات التي يُنصح بدمجها بوجباتٍ لذيذة وصحيّة، والطريقة الأفضل لتجاوز فترة الأعياد:
-
الدمج بين الصحّي واللذيذ:
أدخلوا إلى وجباتكم: السمك، الدجاج، الحبش، التوفو (للنباتيّين)، والخضروات مثل: الملفوف، القرنبيط، البروكلي، الكوسا، الباذنجان، الفطر. أما الخضروات التي تلائم السلطات فهي: الخس، الخيار، البندورة، الفلفل والبراعم.
-
التقيّد بكميات معتدلة من البروتين:
يُنصح بدمج البروتينات باعتدال، مثل: البيض، الجبنة، التونه، والدهون النباتية مثل: الطحينة، زيت الزيتون، الأفوكادو أو اللوز والجوز.
-
كربوهيدرات؟ ليس كثيرًا:
حاولوا أن تحدّوا من كميّات الكربوهيدرات التي في الوجبة، وذلك لأن لها تأثيرًا مركزيًا على مستويات السكّر في الدم. الكربوهيدرات مثل: الأرز، البطاطا، الباستا، البرغل، النودلز في الحساء، الخبز وما شابه.
-
تخطيط صحيح للوجبات:
في أيام العيد، من المفضّل أن نأكل بطريقة مدروسة ومرتّبة، وأن نتفادى الامتناع عن وجبات "حتى نبقي مكانًا" للوجبة الرئيسية، فهذا الامر قد يسبب فقدان السيطرة على الكميّات التي نأكلها.
-
اختيار الوجبات بحكمة:
يُنصح بتناول وجبة فطور ووجبة غداء خفيفة إلى جانب سلطة مع الخضروات المعروفة كونها غنيّة بالفيتامينات، الألياف الغذائية، ومفيدة للجهاز الهضمي.
تبيّن الأبحاث أنه كلّما وازنّا مستويات السكر في الجسم، يقلّ خطر الإصابة بمضاعفات السكّري. تتطّلب الموازنة مراقبة مستويات السكر، ملاءمة العلاج الدوائي، ممارسة الرياضة والحفاظ على التغذية السليمة.
أخيرًا، حاولوا أن تكونوا فعّالين ونشيطين خلال الأعياد بشكلٍ خاص. مارسوا التمارين الرياضية يوميًا واستمتعوا بقضاء الوقت في الهواء الطلق مع العائلة، لمساعدة الجسم على موازنة السكريات بشكل أفضل.
وفي فترة الأعياد والاحتفالات هذه، نتمنى لكم أعيادًا سعيدة وموفور الصحّة والعافية، ونذكّركم أنه كما في الأيام العادية تمامًا، يجب أن يحرص مريض السكري على أسلوب حياة صحّي خلال هذه الفترة أيضًا. من المهم الالتزام بالعلاج الطبّي: تناول الدواء في الوقت الذي يحدّده الطبيب، تلقّي الإرشادات لطريقة الحقن الصحيحة، مراقبة السكر في الدم عند الصيام وبعد الأكل، حسب الحاجة، وإجراء فحوصات دم دورية لمراقبة توازن السكر باستمرار.
وبهذه الطريقة ووفقًا للإرشادات والتوصيات الطبية، سيكون الجسم متوازنًا ومعافى، سيهدأ العقل وترتاح النفسيّة، وسيكون الاستمتاع بالأعياد في ذروته.
[email protected]