علم موقع "الحمرا" من مصدر مطلع في قطاع غزة ان إدارة المستشفى الميداني الأميركي الذي انشأ على الحدود الفلسطينية الإسرائيلية شمال قطاع غزة وبالتحديد في محيط معبر بيت حانون "ايرز" قبل عامين أبلغت الجهات الفلسطينية المختصة في القطاع بانهاء عمل المستشفى وتفكيكه بعد فشله في تقديم أي خدمة طبية وصحية لسكان القطاع رغم اكتمال بنائه وتزويده بمعدات طبية وادوية ومهام أخرى وتواجد طاقم طبي وفني واداري أميركي على مدار العامين الماضيين.
ويضع القرار المتوقع لادارة المستشفى حدا لحالة الجدل في صفوف الفلسطينيين بعد موافقة حماس على انشاء المستشفى كثمرة لتفاهمات التهدئة مع الاحتلال والتي نجحت قطر ومصر والأمم المتحدة في ابرامها بين الطرفين والتي افضت الى انهاء مسيرة العودة على الحدود الإسرائيلية الفلسطينية التي انطلقت في نهاية شهر مارس من عام 2018.
وتسببت موافقة حماس على إقامة المستشفى بموجة غضب عارمة في صفوف الفصائل والسلطة الفلسطينية آنذاك كون المستشفى يقع على بعد امتار فقط من مواقع عسكرية إسرائيلية وتديره طواقم أميركية مجهولة ومكون من خيام شبه عسكرية.
وبررت حماس حينها موافقتها على إقامة المستشفى باشتراطها على ادارته ان يقدم خدمات طبية غير متوفرة في القطاع كعلاج مرضى السرطان والقلب وغيرها من الامراض المستعصية الأخرى ولكن وبعد عامين من الانتهاء من إقامة المستشفى لم تف إدارة المستشفى بوعدها بهذا الخصوص واكتفت بإبلاغ إدارة الصحة بغزة قبل عام تقريباً بقدرتها على تقديم الرعاية الطبية في تخصصات طب الاسرى والاسنان والنفسية الامر الذي رفضته حماس جملة وتفصيلاً نظراً لتوفر هذه التخصصات في القطاع.
وحتى اللحظة التي تقوم بها إدارة المستشفى بتفكيك الخيام المقامة على مساحة أربعين دونماً جهزتها دولة قطر خصيصاً لها تنظر الفصائل واوساط المقاومة في غزة للمستشفى كجسم غريب ومنبوذ ومشبوه.
وأفادت المصادر ذاتها ان إدارة المستشفى بررت انهاء عمل المستشفى بعدم قدرتها على تقديم الخدمات الطبية اللازمة لسكان القطاع الذين يرزحون تحت حصار إسرائيلي خانق ويعاني القطاع الطبي فيه من مشاكل كثيرة، بالإضافة الى إمكانية قيامها بتقديم الخدمات في مناطق أخرى في العالم.
وبدأت جمعية "فريند شيبس"المسيحية الإنجيلية الأميركية مالكة المستشفى، بتشييد المستشفى في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من عام 2019 بعد نقل معداته من سوريا.
وأوضحت الجمعية حينها، أن المستشفى سيضمّ 50 سريرًا وسيكون مزودًا بخدمات طبية عن بعد، للاستشارة العالمية لدى متخصصين، وسيوفر العلاج للسرطان واضطرابات ما بعد الصدمة وغيره من الخدمات، وأنه سيقدم خدماته للمرضى في قطاع غزة.
[email protected]