كتب الصحفي الفرنسي رينود جيرار في صحيفة " فيغارو" يقول إن الرئيس الأمريكي جو بايدن استخلص على عجل استنتاجات بشأن التدريبات العسكرية الروسية، معتبرا إياها "تهديدا وشيكا" لأوكرانيا.
ورأى الصحفي أن الرئيس الأمريكي يواصل اختراع "ابتكارات استراتيجية" على الساحة الدولية. و"كانت الهستيريا التي لا يمكن تفسيرها بشأن "الغزو" الروسي في المرتبة الثالثة بالفعل على القائمة، ففي المرتبة الأولى يأتي مفهوم الانسحاب السريع للقوات الأمريكية من أفغانستان، وفي الثانية هو إنشاء تحالف دفاع "أوكوس" مع أستراليا وبريطانيا".
ولفت صاحب المقال إلى أن الاستخبارات الأمريكية بالعلاقة مع مواعيد "الهجوم" على أوكرانيا، بدأت في "تبسيط الافتراءات" مقارنة بالاتهامات ضد العراق في عام 2003، "إلا أن سلوك بايدن نفسه، الذي حث الدبلوماسيين الأمريكيين على الجلاء على عجل من كييف، يثير الكثير من الأسئلة".
وقال جيرار في هذا السياق: "إذا كان بايدن يحب الأوكرانيين كثيرا، فلماذا إذن يدعو المواطنين الأمريكيين إلى الفرار من أوكرانيا؟، لأنه لا يستطيع، في مواجهة الدب الروسي الشرير، أن يضع الدبلوماسيين والمستشارين العسكريين الأمريكيين في نفس الخطر الذي يواجهه ثلاثة ملايين أوكراني يعيشون في كييف.. هل أنتم متأكدون تمامًا من أنكم ستجبرون الألمان بسبب هستريتكم على التخلي عن الغاز الروسي من أجل شراء الزيت الصخري الأمريكي، وهو أغلى بعدة مرات؟"، مضيفا في هذا الشأن قوله "إن الرئيس الأمريكي قد أرعب بالفعل المستثمرين بسلوكه، وعاقب الاقتصاد الأوكراني بما فيه الكفاية".
وشدد الصحفي على أنه في الآونة الأخيرة لم تجر حادثة واحدة بين موسكو وكييف، ولا يوجد سبب للحديث عن "غزو" محتمل، مبينا أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رجل جيوسياسي كلاسيكي، ومهمته الرئيسة هي أمن البلاد. ونتيجة لذلك، فبالنسبة له، غير مقبول مطلقا دخول أوكرانيا إلى حلف الناتو، ولا يمكن القول إن هذا الطلب بمثابة فضيحة".
وطرح الصحفي سؤالا محرجا يقول: "دعونا نسأل أنفسنا سؤالا واحدا: كيف سيكون رد فعل واشنطن إذا دخلت روسيا في تحالف عسكري مع المكسيك ونشرت صواريخ هناك تستهدف البنية التحتية الأمريكية؟".
وكانت وسائل الإعلام الغربية قد حددت خلال الشهر الماضي، عدة مرات تاريخ، وحتى ساعة معينة لـ"لغزو" الروسي لأوكرانيا، وقالت صحيفة "ذا صن" البريطانية، استنادا إلى أجهزة الاستخبارات الأمريكية، إن هجوم القوات الروسية سيبدأ في 16 فبراير في الساعة الرابعة صباحًا بتوقيت موسكو.
وفي تعليق على مثل هذه التصريحات، اقترح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، مازحا على الأوكرانيين أن يضبطوا لهذا الأمر منبهاتهم حتى لا يستغرقوا في النوم أثناء الهجوم.
ويتهم الغرب روسيا بتصعيد الموقف حول أوكرانيا، فيما ينفي الكرملين ووزارة الخارجية الروسية كل الاتهامات، مؤكدين أن الروس لا يشاركون في الصراع الأوكراني الداخلي ولا ينتهكون أي اتفاقيات، على عكس كييف التي ترفض الامتثال لاتفاقيات مينسك بشأن التسوية في دونباس. كما تعتقد موسكو أن مثل هذه التصريحات تستخدم لزيادة الوجود العسكري للدول الغربية بالقرب من الحدود الروسية.
المصدر: نوفوستي
[email protected]